أنت مش قده.. كواليس خناقة يوسف زيدان وإسلام بحيرى بسبب مناظرة عبدالله رشدي

ذات مصر

لم تمر احتفالية مؤسسة تكوين الفكر العربي بمرور 50 عاما على رحيل عميد الأدب العربي طه حسين مرور الكرام، خاصة بعدما مازح دكتور يوسف زيدان عضو مجلس أمناء المؤسسة زميله الباحث السوري فراس السواح بشأن أيهما أفضل الأخير أم طه حسين؟ حتى اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي برد السواح.

المؤسسة الوليدة حديثًا أعدت العدة لتظهر في شهر رمضان بمجموعة منتقاة من المقالات ومقاطع الفيديو والبودكاست تنبش وتبحث في الفكر والتراث الديني الإسلامي، سعيًا حسبما ذكروا على موقعهم في محاولة لإثراء الفكر العربي.

مؤسسة تكوين وإشكالية إرساء التسامح

هدأت الأمور تدريجيًا حتى شارك أحد رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو للباحثة هناء سعيد حينما قالت إن "السيدة خديجة كانت متحمسة جدًا للدعوة إلى الرسالة، لدرجة أن هي دعت بناتها هالة وهند للدخول في الدين" والغريب في الأمر أن الاثنين هالة وهند هما رجلان، ما دفع قطاع عريض للتشكيك في المواد العلمية التي تنشر على المؤسسة التي تزعم إرساء قيم التسامح فكيف يمكن نشر التسامح بتزييف الحقائق.

إلى هنا، ظهر الباحث إسلام البحيري مع الإعلامي عمرو أديب وأبدى استعداده خوض مناظرة مع أي شخص للحديث عن تكوين، ما دفع عبدالله رشدي بإعلانه قبول تلك الدعوة للمناظرة من خلال برنامج الحكاية الذي يقدمه الإعلامي عمرو أديب.

وقال رشدي في منشور عبر صفحته الرسمية بموقع "فيسبوك" وكذلك منصة "إكس": "طرح أمس عمرو أديب اسمي لإجراء حوار بيني وبين تكوين، وقد أبدى إسلام البحيري استعداده، وأنا أيضاً مُستَعِد متى حُدِّدَ الوقتُ لذلك إن شاء الله في ضيافة عمرو في برنامجه". ورد عليه أديب: أهلا وسهلا بحضرتك سنقوم بالإعداد الجيد لهذه الجلسة ونحدد موعدها قريبا".

خلاف يوسف زيدان وإسلام البحيري

كواليس اللقاء الثاني الذي يأتي بعد 9 سنوات من مناظرة قوية استمر صداها لأشهر بين البحيري ورشدي تجددت مع اشتعال أزمة مؤسسة تكوين، وشهدت رفض شديد من الدكتور يوسف زيدان الذي يرى أن البحيري لن يستطيع مناظرة عبدالله رشدي وسوف يضعف الصورة الذهنية للمؤسسة أمام الرأي العام.

وفي جلسة جمعت أعضاء بمجلس أمناء المؤسسة، اشترط زيدان على الحضور ألا يظهر إسلام في الحلقة المزمع تحضيرها لكن البحيري انفعل وأكد أنه يستطيع مناظرة رشدي وعشرة مثله وأنه يمتلك الحجة، لكن أسماء أعضاء مجلس الأمناء غير إبراهيم عيسى ويوسف زيدان وإسلام البحيري من دول الجوار والمناظرة لن تكون متكافئة، ما دفع الجميع على الإجماع برفض هذه المناظرة حفاظًا على صورة المؤسسة.

يوسف زيدان أكد رفضه مراراً وتكراراً لهذه المناظرة وشدد على أنها سوف تنهي علاقته بالمؤسسة، وانعكس ذلك في كتاباته على فيسبوك 
بخصوص، وقال إنه ليس من مهام مؤسسة تكوين، عقد المناظرات بين المتخاصمين، ولا المواجهات بين المتخالفين.. فقد ثبت بالتجربة أنه لا جدوى من الجدال الديني، ولن تقام أية مناظرات أو مواجهات بين إسلام البحيري وعبد الله رشدي عن مؤسسة تكوين، وإذا أُقيمت هذه المناظرة المعلن عنا لأي سببٍ كان، فسوف أنسحب من عضوية مجلس أمناء المؤسسة، وأقطع صلتي بها.

وأنهى حديثه بتأكيده مرة أخرى أن هدف "تكوين" هو الارتقاء بالمستوى الثقافي العام في مصر والبلاد العربية، وبذل الجهد من أجل ترسيخ العقلانية والتفكير المنطقي، سعيًا إلى التثقيف العام.

مؤسسة تكوين تتنصل من المناظرة

الخلاف بين زيدان والبحيري احتدم بسبب رغبة الأخير في مناظرة رشدي خاصة بعدما وجد احتفاء على مواقع التواصل الاجتماعي باجتماع الاثنين مرة أخرى، لكن المؤسسة شددت بشكل رسمي على أن هذا اللقاء لن يحدث، وقالت المؤسسة بكشل رسمي: "إن ما ورد في الصحافة في اليومين السابقين حول إجراء مناظرات بين ممثلي تكوين وأشخاص من تيارات معارضة لا أساس له من الصحة، ولن تقوم أي مناظرة بإسم المؤسسة، وذلك لأن المناظرات لا تندرج ضمن الأدوات التي نستخدمها لتحقيق أهداف المؤسسة.

وللخروج من حيز انتقاد الإسلام وتشويه التراث الديني الإسلامي تحديدًا أكدت المؤسسة أنها ليست في حالة صدام مع الدين الإسلامي أو أي ديانات أخرى، ولفتت إلى أن موضوع الخطاب الديني ليس العمود الأساسي للمؤسسة وإنما الفكر العربي وتجديده، وبالتالي هذا ليس في صميم أهدافنا.

وعن فكرة المناظرة ذكرت تكوين: "لسنا ضد المناظرة مع أي من الأسماء التي طرحت، ولكننا مع الحوار حول المفاهيم والأفكار التي تطرحها المؤسسة، والحوار مفتوح أمام الجميع، ولكن حول المواضيع التي تحددها المؤسسة وباستخدام الأدوات التي يوافق عليها مجلس الأمناء".