كيف تستغل إثيوبيات الصراع السوداني في ملف سد النهضة؟

ذات مصر

حذر خبراء من  تأثير الاضطرابات الأمنية والسياسية التي تشهدها السودان، على مفاوضات سد النهضة، وسط مخاوف من تعقيد أزمة المياة، وتهديد الأمن الغذائي،  خاصة وأن مصر والسودان وإثيوبيا لم يصلوا لتفاهم بشأن سد النهضة حتى وقتنا هذا، رغم طول أمد المفاوضات، وإصرار إثيوبيا على مواصلة البناء. 

يقول أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، والخبير الاستراتيجي بالجمعية العامة لمنظمة الأغذية التابعة للأمم المتحدة "فاو" نادر نور الدين في تصريحات خاصة ل "ذات مصر" إن اثيوبيا تستغل الوضع في السودان، وتجد حجج في كل مرة لعدم استئناف المفاوضات. 

نور الدين أشار إلى إثيوبيا تحاول استغلال الصراع في السودان لصالحها، حيث أعلنت أن استئناف المباحثات للاتفاق على الملء الرابع سيكون صعباً.

 «إثيوبيا سمحت لنفسها أن تنفرد وحدها بالقرار الرابع، وواضح الاستغلال ففي السنة الماضية قامت بالملء الثالث ايضا بقرار منفرد فالمباحثات متوقفة منذ عامين، ولجأت مصر، والسودان لمجلس الامن في اغسطس من العام قبل الماضي» يواصل خبير الموارد المائية.

الأزمة السودانية والأمن الغذائي 

يلفت نورالدين إلى أن ما يهم مصر في ظل هذه الأوضاع المضطربة في السودان الأمن الغذائي، حيث وقعت مصر اتفاقية مع السودان لاستيراد الأبقار السودانية لمده 3 سنوات، فهي مصدر للحوم السوداني في مصر، وتعرض في المجمعات التعاونية للفقراء بأسعار معقولة، وبالتالي سيتوقف هذا الأمر  حاليا، لكن وقعت مصر اتفاقية مع تشاد لاستيراد الأبقار وهي قريبة من اللحوم السودانية وويمكن أن تعوضنا عن اللحوم السوداني بالإضافة للبرازيل، وايرلندا، والهند.

كماتحدث نور الدين عن وضع الصادرات المصرية للسودان قائلا «كنا نصدر كميات كبيرة من الاغذية المصنعة، والمعلبة لكن سيتوقف التصنيع في ظل هذه الأزمة، وصدرنا باكثر من 250 مليون دولار من نوعيات هذه الاغذية» متابعا « البنوك مغلقة ف السودان فلا توجد طريقة لسداد ثمن ما نصدره كل هذا توقف منذ بدء الازمة السودانية وبالطبع سنتأثر».

كيف ستتعامل مصر مع أزمة السد 

يتفق رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية الدكتور عمرو هاشم مع نور الدين حول استغلال إثيوبيا  الظروف الإقليمية للسير في طريق بناء السد مثلما حدث في أحداث يناير في مصر، وسيحدث بشكل مكثف الآن في ظل الأزمة  السودانية. 

 وفيما يتعلق بالخطوات التي ستتخذها مصر ذكر الدكتور عمرو هاشم أنه لا يعرف ماسيحدث الفترة المقبلة فمصر سكتت في الملء الأول ، والتاني، والثالث، وتلجأ كل فترة لمجلس الأمن  ولا تصل لحلول: قائلا «الحل في الأعمال  المخابراتية لإيقاف السد وليس اللجوء لأطراف دولية».