أزمة غذاء عالمية.. غضب غربي بعد وقف روسيا اتفاقية الحبوب

ذات مصر

أثار قرار روسيا بتعليق مشاركتها في اتفاقية تصدير الحبوب ردود أفعال غاضبة من المجتمع الغربي، فلقد حذر عدد كبير من الخبراء ومنظمات الإغاثة من تداعيات هذا القرار الذي سيؤدي إلى ارتفاع أسعار الغذاء عالميا، وستكون الدول الفقيرة الأكثر تضرراً.

وأعلنت روسيا، اليوم الاثنين، تعليق مشاركتها في اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود، والذي يسمح بتدفق الحبوب من أوكرانيا إلى دول في إفريقيا والشرق الأوسط وآسيا عبر ممر فتحه الأسطول الروسي في البحر الأسود لمعالجة نقص الغذاء العالمي بشرط السماح بوصول الحبوب والأسمدة الروسية إلى السوق.

وسبق أن صرح المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أنه لا يوجد هناك أسباب لتمديد صفقة الحبوب البحرية في البحر الأسود مع عدم تنفيذ المطالب الروسية.، مشددًا على أن اتفاق الأمم المتحدة لم يُنفذ بشكل صحيح، وأنه على الأمم المتحدة ملزمة بالاعتراف بفشلها في التأثير على الغرب لتطبيق اتفاقية الحبوب.

وأشار المتحدث باسم الكرملين، اليوم، أن روسيا ستعود إلى الاتفاق بعد تلبية مطالبها. وقالت روسيا، إنها أوقفت المشاركة في اتفاق تاريخي توسطت فيه الأمم المتحدة يسمح بتصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود بعد ساعات من إعلان موسكو أن أوكرانيا هاجمت جسر القرم. وأضافت روسيا  أنه بعد مرور عام، تبدو نتائج العمل في مجال تنفيذ مبادرة البحر الأسود مخيبة للآمال.

بوتين يحذر من عرقلة الغرب للصادارات الروسية

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال في وقت سابق خلال محادثة هاتفية مع رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا، إلى العوائق  أمام الصادرات الروسية، والتي كان ينبغي إزالتها في إطار صفقة الحبوب.

وذكر بوتن أن الالتزامات المنصوص عليها في مذكرة روسيا والأمم المتحدة، والخاصة بإزالة العوائق أمام تصدير الأغذية والأسمدة الروسية لم تُنفذ حتى الآن، ولم يتحقق الهدف الرئيسي من الصفقة، وهو توريد الحبوب إلى البلدان المحتاجة، بما في ذلك القارة الإفريقية.

وأشار الرئيس الروسى إلى أن العديد من الدول الأوروبية بدأت فى رفض الحبوب الأوكرانية، متابعاً: « 3.5% فقط من إجمالى حجم المواد الغذائية المصدرة من أراضى أوكرانيا ذهب إلى أفقر البلدان، فيما ذهب كل شيء آخر إلى أوروبا».

غضب أمريكي بعد تعليق اتفاقية الحبوب

نددت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفليد، اليوم، بانسحاب روسيا من اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية، واصفة هذا القرار  بأنه "عمل وحشي".

وقال البيت الأبيض أن القرار الروسي سيؤدي إلى تدهور الأمن الغذائي ويضر بالملايين.

وأضافت  ليندا توماس:« في وقت تمارس روسيا ألاعيب سياسية، فإن أناسا سيعانون».

وطالب المتحدث باسم مجلس الأمن القومي للبيت الأبيض آدم هودج قائلاً: "نحث حكومة روسيا على التراجع فورا عن قراره".

موقف الإتحاد الأوروبي من القرار الروسي

وصفت رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي أورسولا فون دير لاين قرار روسيا بتعليق اتفاق تصدير الحبوب في البحر الأسود بأنه "خطوة أنانية"، مشيرةً إلى أن الاتحاد الأوروبي سيواصل العمل لضمان الأمن الغذائي للدول الفقيرة.

بريطانيا تتهم روسيا باستخدام الغذاء كسلاح

اتهمت وزارة الخارجية البريطانية، روسيا، باستخدم الغذاء كسلاح، ومنع وصول الحبوب إلى الأكثر احتياجًا لها.

وتابعت الخارجية البريطانية، أنه يجب على روسيا تجديد اتفاق الحبوب عبر البحر الأسود والالتزام بتنفيذه بالكامل.

و اعتبرت الحكومة البريطانية أن الإعلان الروسي مخيب للآمال، وهي تعتبر حاسمة بالنسبة للغذاء العالمي.

وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء ريشي سوناك: " سنواصل المحادثات، مضيفًا: "إذا لم تجدد روسيا الاتفاقية فستحرم الملايين من إمدادات الحبوب الأساسية بالنسبة لهم".