أحمد عطا يكتب: المنقوش وكوهين والرقص على سلالم التطبيع

ذات مصر

في تاريخ العمل الدبلوماسي يصنف وزراء الخارجية لنوعين: النوع الأول مثل مادلين أولبرايت، وزيرة الخارجية الأميركية التي كانت تفتقر لمكر ودهاء السياسيين؛ لكنها لعبت على كارت مهم جدًا أثناء توليها حقيبة الدبلوماسية الأميركية، وهي ارتداء الفساتين القصيرة التي تطل منها السيقان الملفوفة التي يفضلها العرب، والقوام السمين على الرغم من كبر سنها؛ إلا أنها شغلت الحكام العرب والمتابعين ببعض ما تبقى من معالم أنثوية، حتى أن هناك حاكمًا عربياً -رحمة الله عليه- في التسعينات وقع في مشكلة مع زوجته الجميلة القوية، بعد أن أثنى أمام زوجته على أناقة مادلين العجوز وجمال سيقانها. 

أما كونداليزا رايس مهندسة الفوضى الخلاقة التي منحتها جذورها الأفريقية مساحة من الثقة المطلقة لكافة الدوائر السياسية والعربية وقتها على مستوى العالم، فمهدت للربيع العربي بامتياز.

لهذا، لا بد من أن نتوقف أمام بوابة الدبلوماسية الليبية والتي تمثلها الوزيرة نجلاء المنقوش وزيرة الخارجية الحالية، والمديرة السابقة لمكتب عبد الحميد الدبيبة رئيس الحكومة المنتهية ولايته. نجلاء المنقوش ظلت تعمل لسنوات مديرة لمكتب الدبيبة ومحفظة أسراره؛ بل والإشراف على إدارة بيزنيس الدبيبة في سويسرا مع اللوبي الإسرائيلي في جينيف، فالعلاقة تاريخية ومغلفة بين المحافظ الإسرائيلية والمنقوش وقنوات الاتصال مفتوحة بينهم. ويبقى الملياردير السويسري (چيوم بوزا) الذي يمتلك مؤسسة checkout والذي تعود جذوره إلى أصول يهودية وهو يصنف أغني أغنياء سويسرا، وتربطه صداقة قوية بـعبد الحميد الدبيبة ومكتبه في سويسرا، عندما كان رجل أعمال نشط أثناء حكم الرئيس الليبي السابق معمر القذافي، فالعلاقة تاريخية وواضحة المعالم بين مكتب الدبيبة في سويسرا وعدد من الأثرياء اليهود هناك. ووزيرة الخارجية نجلاء المنقوش تشبه مادلين أولبرايت وزيرة خارجية أميركا السابقة في تسعينات القرن الماضي، في حبها للسينيهات الإيطالية وبيوت الأزياء العالمية، والوقوف على منصاتها كأنثى، فهي تصنف أجمل وزيرة خارجية حملت حقيبة دبلوماسية في المنطقة العربية.

وحسبما أكدت مصادر دولية ومقربة من صنع القرار في تل أبيب وطرابلس، فإن المنقوش أجرت اتصالات مع كوهين وزير خارجية إسرائيل بمعلومية كل من الدبيبة ونتنياهو، ووقع الاختيار على إيطاليا الوصيف الدولي لليبيا لعقد لقاء سري بين كوهين والمنقوش لمناقشة الأجندة الليبية ودعم الدبيبة حتى 2030.

وكشفت مصادر خارجية ملامح التنسيق الليبي الإسرائيلي برعاية الدبيبة والتنسيق الإيطالي غير المعلن، وأن المنقوش عرضت على كوهين خطة تمكين للشركات الإسرائيلية كحق انتفاع تسييل الغاز وتسويقه في أوروبا، وبذلك تنجح ليبيا في تفويت الفرصة على مطلب لدول حدودية فيما يتعلق بالغاز في المنطقة البحرية، مع منح الجانب الإسرائيلي فرصًا استثمارية غير مسبوقة بالتنسيق مع تركيا وإيطاليا، هذا بجانب أن الدبيبة يرغب في القضاء على تنظيم «الإخوان» الممثل في رئيس المجلس الأعلى الليبي السابق القيادي خالد المشري الذي يقاتل في إنهاء سطوة الدبيبة في ليبيا، لهذا أسرع الدبيبة برشوة مفتي التنظيمات الإرهابية في ليبيا الصادق الغرياني لدعم لقاء المنقوش بـكوهين في إيطاليا؛ حيث كان تصريحه صادمًا لإخوان ليبيا. 

ولكن يبقى السؤال: هل سيقبل الشعب الليبي أن يباع بمعرفة عبد الحميد الدبيبة بأرخص وأقل الأسعار والعروض السياسية، في مقابل استمراره في الحكم، وتفتيت وبيع أقاليم ليبيا الثلاثة، برقة وفزان وطرابلس، للوبي الصهيوني في سويسرا وتل أبيب، من خلال خطة تمكين تعرف بـصلاة الجواسيس، وخصوصًا أن الدبيبة من بين عروضه سيشيد أكبر معبد يهودي في منطقة الشرق الأوسط في طرابلس. وبهذا يطبق الدبيبة المثل القائل: «ما لله لله، وما لقيصر لقيصر»؟