صراع قوى الخليج يتصاعد.. و«الإخوان» كلمة السر في الهجوم

ذات مصر

تشهد منطقة الخليج العربي حربًا باردة بين أكبر قوتين هناك، على وقع الخلافات الدائرة بينهما على مدار السنوات الأخيرة، وسعي كل منهما إلى فرض سطوتها وقوتها على المنطقة العربية عمومًا، ومنطقة الخليج خصوصًا.

هجوم من أمريكا على دولة خليجية

مؤخرًا نشر موقع ميدل إيست آي، للكاتب ديفيد هيرست، حول لعب دولة خليجية دورًا كبيرًا في زعزعة استقرار منطقة الشرق الأوسط، متهمًا قائد الدولة بالتسبب في قتل وتهجير الملايين من المنطقة، وتخريب المنطقة.

الكاتب قال إن رئيس الدولة الخليجية استخدم أمواله ونفوذه وأذرعه العسكرية في عدة بلدان، مسلطًا الضوء على صفقات تلك الدولة مع روسيا، بعد تضاعف صادرات القطع الإلكترونية المصدرة إلى موسكو مؤخرًا، والتي وصلت لنحو 283 مليون دولار.

مساعدة وزيرة المالية الأمريكية، إليزابيث روزنبيرغ، تحدثت عن ذلك بقولها إن الدولة الخليجية التي تتعاون مع موسكو باتت تحت المجهر الآن، وأن علاقتها مع موسكو تخضع حاليًا للتحقيق من جانب السلطات المختصة في واشنطن، حسب المقال.

ديفيد، اتهم العاصمة الخليجية الكبرى بالتسبب في زعزعة استقرار المنطقة بعملها على فصل الشمال عن الجنوب في اليمن، والتحكم بمينا عدن والاستيلاء التام على جزيرة سوقطرة هناك، مبينًا أن دعمها للمجلس الانتقالي الجنوبي مكنها من الهيمنة على كثير من المواني والجزر في اليمن، والوصول إلى مضيق باب المندب، ومنطقة القرن الأفريقي.

وسلط هيرست الضوء على دعم الدولة الخليجية لقائد ميلشيا الدعم السريع في السودان، محمد حمدان دقلو «حميدتي» للاستيلاء على السلطة، ما أشعل فتيل الحرب في الخرطوم، والتي تسببت في قتل 4 آلاف شخص، وتشريد نحو 4.5 مليون سوداني.

تلك التحركات لم تتوقف هنا، لكنها امتدت لدعم قائد الجيش الليبي، خليفة حفتر، الذي فشل في مساعيه للسيطرة على طرابلس، لكن انفصال الشمال على الجنوب ما زال قائمًا هناك الآن، وفق المقال.

الكاتب اختتم مقاله بالإشارة إلى أن قائد الدولة الخليجية، مستمر من خلال مخططاته وأمواله وأسلحته في تخريب بلدان المنطقة تواليًا، وأن وكلاءه في تلك البلدان لهم سجل طويل من الانتهاكات السافرة في مجال حقوق الإنسان، واصفًا إياه بـ«العنكبوت» الذي يكون شبكة من المصالح تتعاظم قوتها بشكل مستمر.

هجوم متبادل في الخفاء

الغريب في الأمر أن الهجوم الأمريكي أو البريطاني على أي من البلدين يبدو متبادلا، ويقوده عديد من الكتاب الذين تعاونوا في السابق مع جماعة الإخوان الإرهابية. ومنصاتها وقنواتها العاملة من تركيا وبريطانيا وغيرهما هي من تتولي ترجمته ونشره بين القراء العرب خلال الفترة الماضية.

تقارير أجنبية تحدثت أن العلاقة بين الدولتين الكبيرتين في الخليج ليست على ما يرام، وأنها تشهد حربًا خفية من الجانبين على وقع خلافات عديدة بينهما، سواء في الحرب الأخيرة في اليمن، أو حتى محاولة فرض السيطرة على القرار الخليجي.

وأشارت التقارير إلى أن الدولتين تستخدمان قيادات إخوانية، ومنصات إعلامية محسوبة على جماعة الإخوان الإرهابية لمهاجمة كل منهما للأخرى، خصوصًا في ظل التوترات الأخيرة بين قائدي الدولتين في السنوات الأخيرة رغم النفي الرسمي للخلافات.

صحيفة تلغراف البريطانية نشرت الشهر الماضي، تقريرًا بعنوان «من رحلات التخييم الى الجفاء، لماذا انقطع حبل الود بين أقوى صديقين في الشرق الأوسط؟»، مشيرةً إلى الخلاف الكبير بين قيادة الدولتين في الشهور الأخير.

في الوقت نفسه، أوضحت صحيفة وول ستريت جورنال أن الزعيمين لم يتحدثا سويًا منذ ستة أشهر، وأنه خلال لقاء غير رسمي لأحدهما مع الصحفيين من بلاده هدد بفرض حصار على جارته شبيه بالحصار الذي فرضته الدول الخليجية على دولة قطر عام 2017، متابعًا: “سيرون ما يمكنني فعله”.

وقال مسؤول أمريكي للصحيفة: «هذان الشخصان طموحان للغاية ويطمح كل واحد منهما أن يكون اللاعب الأساسي في المنطقة»، وأشارت الصحيفة إلى أن الزيارات الثنائية بين البلدين انقطعت تقريبًا منذ مطلع العام الجاري، ولم يلتقيا حتى في القمة العربية.

هل تندلع حرب إعلامية وسياسية؟

واستبعدت التقارير الغربية اندلاع حرب إعلامية أو سياسية بين الدولتين خلال الفترة المقبلة، مثل الحرب التي دارت ضد قطر في 2017، لأنها تعني نهاية مجلس التعاون، وتضر بمصالح البلدين، مشددةً على أن واشنطن لن تسمح بذلك كونهما حليفان أساسيان لها في المنطقة.