السفير عبدالله الأشعل يكتب: أهداف إسرائيل من حملة الابادة على غزة

ذات مصر

تزعم إسرائيل أن حملة الإبادة فى غزة وقتل كل من فيها برا وبحرا وجوا بهدف إثقال الحمل على المقاومة حتى تسلم الأسرى الإسرائيليين.

ردت المقاومة بأنها مستعدة للتفاوض عن طريق الوسطاء لإنجاز صفقة الكل مقابل الكل، ولما كانت هذه النتيجة تقضى على مستقبل نتانياهو السياسي وهزيمة بشكل مذل، فإنها اقترحت إطلاق سراح من يواجه حالات مرضية ولا تستطيع حمايتهم من القصف الإسرائيلي المستمر والمكثف.

ورغم اختلاف طبيعة عمل الأسرى الفلسطينية والتهم المنسوبة إليهم، بخلاف المستوطنين الإسرائيليين، فالفلسطينيون تم أسرهم بسبب مقاومتهم المشروعة للاحتلال أو بدافع إذلال الفلسطينيين ولا تحترم إسرائيل قواعد السجن أو حقوق السجين.

بينما الإسرائيليين ليسوا مدنيين كما تطوع بيان القمة فسوى بين الطرفين مع اختلاف وضعها اختلافا كليا وكان الإمام الأكبر قد لاحظ أن وزارات الخارجية العربية تسوى بين الضحية والجلاد فأصدرت فتوى ويستحيل التشوية بين المستوطنين وبين أصحاب الأرض أما أهداف إسرائيل من حملة الإبادة على غزة فهي عديدة نحصر أهمها فيما يلى:

أولاً: تفريغ فلسطين كلها من أهلها واستقدام يهود العالم تحقيقا للمشروع الصهيوني. 

ثانياً: أن الحياة لا تتسع إلا لليهود لأن الفلسطينيين ليسوا بشرا ولا يستحقون الحياة ولذلك رددت إسرائيل دائما بأن استوطن فلسطين لأنها أرض بلا شعب وهم أي اليهود شعب بلا أرض فهم أحق بهذه الأرض ثم
اخترعوا علاقة تاريخية وتوراتية بين اليهود وبين فلسطين وقلبوا المعادلة إذ زعموا بأن اليهود كانوا يملكون فلسطين وأن الفلسطينيين هم الذى اعتدوا عليهم وشتتوهم في الأرض واستولوا على الأرض، فقد آن الآوان لأن يطرد الفلسطينيون الغزاة وأن يستقر اليهود في الأرض المقدسة أرض الأجداد.

ثالثاً: أن تعمد استخدام كل وسائل الإبادة وسائل إلى كل الفلسطينيين وعرب المنطقة حتى تلحق الشعوب بحكامها فى يأسهم من مقاومة هذا العملاق وضرورة الاستسلام له كما سبقهم السادات إلى ذلك منذ توليه
السلطة ولذلك اختصر الطريق وذهب إلى القدس اعترافا منه بادعاء إسرائيل بأنها عاصمتهم الأبدية والدائمة ثم أنه كرر منهجه الاستسلامي وهو أن 99% من أوراق اللعبة تملكها أمريكا أي إسرائيل ثم أنه لاحظ أن تمرد عبدالناصر محل بين الطاعة الأمريكي عرضه لهزيمة فكرة واحتلال سيناء ولم يمانع السادات في زعم إسرائيل بأنها هي المنتصرة عام 1973 بدليلين: الأول أن الثغرة حتمت المشهد وحاصرت إسرائيل الجيش الثالث الميداني وأنها رفعت الحصار عنه مقابل استسلام مصر لإراداتها والثاني هو أن صفقة السلام إملاء إسرائيل على مصر ولا يملى إلا المنتصر وهذا واضح في تاريخ معاهدات السلام منذ فجر التاريخ. 

ثالثا: تؤكد إسرائيل والغرب أن إسرائيل وكيل الغرب للارتقاء بمستوى العرب إلى الحضارة الأوروبية. وبالفعل ظهر خلال الأزمة التي انفجرت يوم 7 أكتوبر أن إسرائيل تمثل قمة البربرية التي سكلها المستعمر الغربي في كل البلاد التي استعمرها أن إسرائيل وكيل وفى لهذا الغرب وظهر ذلك في أزمة أوكرانيا فأكد الرئيس الأمريكي أنه إذا لم توجد إسرائيل لاخترعناها وتواطأت معها كل الدول الغربية. وقال جون كنيدي في مقاله في نيويورك تايمز أن إسرائيل ضرورية للمصالح الأمريكية خاصة النفط والغاز وبدونها تحل محل أمريكا روسيا والصين وتخسر أمريكا 90% من مصالحها في المنطقة.

وخلال محادثات القاهرة هذا الأسبوع للبحث في مصير الأسرى تواجه الطرفان حماس تصر على التبادل وإسرائيل تصر على إطلاق سراح ما تسميهم المختطفين. والأسير له وضع قانوني تنظمه اتفاقية جنيف الثالثة بينما الخطف جريمة وفقا لاتفاقية نيويورك 1973.