وسط تحذيرات من تفاقم "الوضع الهش".. واشنطن تبرر هجماتها على سوريا والعراق

ذات مصر

غداة طلب روسي للنظر في الضربات الأمريكية على العراق وسوريا، عقد مجلس الأمن الدولي، أمس الاثنين، جلسة للنظر في الهجوم الذي تقول واشنطن إنه رد على الهجوم على قاعدتها في الأردن، وتنسبه إلى جماعات موالية لإيران.

وقال نائب المندوبة الأمريكية في مجلس الأمن، روبرت وود، إن الضربات الأمريكية في العراق وسوريا دفاع عن النفس، مشيراً إلى أن واشنطن لا تريد نزاعاً إضافياً في المنطقة وتعمل بشكل نشط لاحتواء الصراع في غزة.

وبينما أكد وود أن واشنطن لا تسعى للدخول في صراع مع إيران، اعتبر، في ذات الوقت، أن الضربات على اليمن ردّ على استهداف الحوثيين السفن في البحر الأحمر.

وتوّعد بمواصلة "ممارسة حقنا في الدفاع عن النفس أينما أردنا ونستمر في مساءلة إيران وأذرعها على زعزعة الاستقرار في المنطقة"، على حد قوله.

تحذير من اتساع الصراع

من جابنها، حذرت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام روزماري ديكارلو من تفاقم الأوضاع في الشرق الأوسط واتساع رقعة الصراع.

وقالت المسؤولة الأممية خلال إحاطتها أمام مجلس الأمن: "منذ منتصف أكتوبر 2023، نشهد حوادث شبه يومية في المنطقة، ويشمل ذلك نحو 165 هجوماً على منشآت أميركية في سورية والعراق، ما أدى إلى شن ضربات أميركية على البلدين"، مشيرة أيضاً إلى الهجوم الذي أدى إلى مقتل ثلاثة جنود أميركيين في الأردن.

وتوقفت ديكارلو أيضاً عند هجمات البحر الأحمر وتأثيرها على التجارة الدولية والضربات التي تشنها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، بدعم من 6 دول اضافية، على مواقع للحوثيين في اليمن.

وفي الإطار ذاته، كررت دعوة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس الأطراف إلى التراجع عن "حافة الهاوية والأخذ بعين الاعتبار الكلفة البشرية والاقتصادية واحتمال اندلاع صراع إقليمي"، كما ذكرت بدعوة جوتيريس لوقف إطلاق النار في قطاع غزة لأسباب إنسانية، محذرة من تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع.

على صعيد آخر، قال المندوب الروسي في مجلس الأمن فاسيلي نيبينزيا إن الضربات الأمريكية على سوريا والعراق تؤكد الطابع العدائي للسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، منبها في الوقت نفسه إلى أن الاعتداءات على اليمن تمثل تهديداً للسلم والأمن الدوليين.

واتهم الولايات المتحدة بالسعي إلى توسيع النزاع في الشرق الأوسط. وفي هذا الإطار، اعتبر أن واشنطن "لا تبذل الجهود لحل مشكلات المنطقة بل تسعى للسيطرة عليها"، داعيًا الأسرة الدولية إلى إدانة تصرفات الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها في المنطقة.

تفاقم "الوضع الهش"

وقال مندوب الجزائر الدائم لدى الأمم المتحدة عمار بن جامع، خلال جلسة في مجلس الأمن الدولي، إن الضربات التي استهدفت العراق وسوريا "تفاقم الوضع الهش في الشرق الأوسط، وهو ما قد يؤدي إلى تصعيد إضافي في المنطقة".

وأضاف بن جامع: "نعيد التأكيد على دعمنا المتواصل لسيادة وأمن أراضي كل من العراق وسورية، نؤمن إيمانا راسخا بأن القوة لم تكن ولن تكون أبدا أساس السلام والاستقرار"، داعيا إلى "الحوار والعمل المشترك لسد الفجوات وحل الخلافات وتعزيز الازدهار المشترك".

وشدد المندوب الجزائري على أن "الاستقرار الفعلي للشرق الأوسط يتطلب معالجة شاملة للأسباب الجذرية لانعدام الاستقرار"، ثم تابع قائلاً: "يجب أن نستثمر في حلول طويلة الأمد لمنع أي تصعيد إضافي في المنطقة، وقضية فلسطين تشكل حجر الزاوية لهذه المساعي".

وعدَّ المندوب الجزائري أن التصعيد في الشرق الأوسط "بات واقعا قائما"، مذكراً بقيام الجزائر في "عدد من المناسبات بدق ناقوس الخطر حول مخاطر اتساع النزاع إقليميا، وللأسف تطور الأمر وأصبح واقعا".

انتهاك خطير

في المقابل، أعربت المندوبة البريطانية في مجلس الأمن باربرا وودوارد عن دعم بلادها حق الولايات المتحدة في الدفاع عن نفسها بعد مقتل 3 من جنودها في الأردن، مشيرة إلى أن بريطانيا ملتزمة بخفض التصعيد في المنطقة.

أما المندوب الصيني تسانج جون، فقال إن الضربات الأمريكية على سوريا والعراق انتهاك خطير لاستقلال وسيادة البلدين، معتبراً أن العمليات العسكرية الأمريكية تزيد التوترات وتوسع النزاع في الشرق الأوسط.

ونفذت الولايات المتحدة ضربات على 85 هدفاً في أربعة مواقع في سورية وثلاثة في العراق، يوم الجمعة الماضي، استهدفت فيها "الحرس الثوري الإيراني" والجماعات المسلحة الموالية لإيران، بحسب واشنطن، التي توعدت بمزيد من الضربات رداً على الهجوم الذي وقع في 28 يناير على قاعدة أمريكية في الأردن قرب الحدود السورية العراقية وقُتل فيه ثلاثة جنود أمريكيين.

ونددت سورية والعراق وإيران بالغارات الأمريكية التي خلفت ما لا يقل عن 45 قتيلاً، ونفى السفير الإيراني في الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني، في رسالة إلى مجلس الأمن الدولي، نُشرت الاثنين، "نفياً قاطعاً" الاتهامات الأمريكية "التي لا أساس لها".