إبراهيم عبد المجيد يكتب: بين كتبة وكُتَّاب

ذات مصر

هذا كتاب أقرب إلى موسوعة للزمان الثقافي والاجتماعي في الفترة من 1967-1999، من خلال واقع الكتب والكتابة والحركات الأدبية والنشر، وغير ذلك مما تحفل به الحياة الأدبية سلبا أو إيجابا.

 كتبه الكاتب والمستعرب الفرنسي العظيم ريشار جاكمون، الذي عرفناه هنا في القاهرة حين كان مسؤولا ثقافيا في المركز الثقافي الفرنسي، وكان المركز أشبه بالكعبة للكتّاب، وقام بجهد فائق في إنشاء مشروع لترجمة مائة كتاب من الفرنسية للعربية، فضلا عما قام به هو في الترجمة من العربية إلى الفرنسية لكتّاب مثل صنع الله إبراهيم. 

أسعدني الحظ في بداية التسعينات أن يحتفي بروايتي" البلدة الأخرى " التي صدرت عام 1990 لأول مرة، ويقوم باستضافة المترجمة الفرنسية كاترين تسييه توماس في القاهرة، لتقوم بترجمة الرواية إلى الفرنسية، وتُنشر في دار نشر أكت سود عام 1994 وتكون زياراتي التي تتكرر إلى فرنسا. 

الكتاب جزء من رسالته للدكتوراه التي نوقشت في جامعة أكس – مارسيليا في يناير 1999، صدر من قبل عام 2004 عن دار المستقبل، وترجمه المرحوم بشير السباعي صاحب الترجمات العظيمة. هذه المرة يشترك في الترجمة الشاعر والمترجم عبد الرحيم يوسف بسبب الإضافات في الكتاب، وتنشره دار صفصافة. وتقدم الدكتورة شيرين أبو النجا تحليلا رائعا للكتاب. 

بدءا من إهداء الكتاب" إلى ذكرى ثروت فخري" تعرف أنك داخل إلى حقل ألغام. فثروت فخري الفنان التشكيلي الشاب الواعد انتحر عام 1973.    

 تحتفي الدكتورة شيرين أبو النجا في التقديم للكتاب، فالكتابة عن سيرة وحياة الحقل الأدبي في مصر ليست بالأمر الهين.  وتوضح كيف تمكن ريشار جاكمون من تشكيل الرؤية البحثية له، أثناء إقامته في مصر في التسعينات، لتكون رسالته للدكتوراه. 

بعد مقدمة الكاتب وشيرين أبو النجا تدخل إلى التمهيد بالحديث عن محاولة اغتيال نجيب محفوظ عام 1994 التي جاءت رغم بشاعتها، لتتوج صعود قوة القصة الروائية المصرية، كشكل مميز للتعبير عن المخيال الجماعي. حديث عن نشأة الحقل الأدبي المصري الحديث، وكيف تشكل قانون الدولة والكاتب " أو الكاتب الموظف"، ثم يأتي دور الصحافة وظهور الجماعات الأدبية والأجيال، وكل ذلك ستتم مناقشته بتوسع في فصول الكتاب التالية. 

الفصل الأول الذي بعنوان "جيش الآداب" تقرأ كيف رحب كبار مثقفي العصر الليبرالي " مصر الكولونيالية والملكية" بقيام النظام الجديد لانقلاب يوليو 1952 وكيف دفعوا ثمن ذلك من فصل من الجامعات أو اعتقالات، بدءا من 1953 وأزمة مارس 1954. كيف اعتبارا من عام 1956 وانتهاء حرب السويس قام النظام بإنشاء شبكة مؤسسات، عن طريقها يكفل لنفسه السيطرة على المثقفين. أنشأ المجلس الأعلى للفنون والآداب، وقام بتأميم الصحافة عام 1960 والسينما عام 1961 وأنشأ التليفزيون عام 1960 وتشكل احتكار ضمني حقيقي للثقافة من جانب الدولة. 

كان يسمح بالمعارضة داخل الأجهزة الإيديولوجية التي أنشأها وليس خارجها، أو كما قال صلاح عيسى" لعبة الدكاكين". وقام يوسف السباعي بدور كبير في احتواء المثقفين في هذه الأجهزة التي ترأس بعضها. ضعفت شرعية النظام بعد هزيمة 1967 وظهرت لأول مرة في الأوساط الثقافية قطيعة مع أجهزة الدولة، فظهرت مجلات مثل "جاليري 68 " و"كتّاب الغد" ثم تأتي القطيعة الأكبر مع بيان المثقفين ضد تراخي السادات في الحرب، وهو البيان الذي وقع عليه نخبة من الأدباء مع توفيق الحكيم، فكان رد فعل السادات فصل أكثر من مائة كاتب وصحافي من الاتحاد الاشتراكي، وهذا يعني فصلا من وظائفهم.  

أعادهم السادات قبل حرب أكتوبر بأيام، لكن القطيعة استمرت في أشكالها الأخرى. مسيرة مع ما جري وعودة الأمور إلى نصابها الأول، وانتهاء القطيعة مع حسني مبارك، أو كيف تستعيد الدولة الأدباء إليها، وبدأت أعمال مثل مشروع القراءة للجميع ومكتبة الأسرة. قبل ذلك كان قد تم في منتصف السبعينات إنشاء اتحاد الكتاب الذي كان حلما تأخر كثيرا، ويرأسه يوسف السباعي الذي اختار توفيق الحكيم للرئاسة الشرفية. شيء مما جرى في الاتحاد من تسييس أيام رئاسة ثروت أباظة، وكيف قام سعد الدين وهبة وعدد من الكتاب باسترداد النقابة في انتخابات عام 1997. 

كنت واحدا منهم مع سعد الدين وهبة، لكن بعد شهور قليلة يفتك المرض بسعد وهبة ويتوفى، ويتولى فاروق خورشيد الذي كان نائبا له الرئاسة، لكن في الانتخابات التالية 1999 يفوز فاروق شوشة بالرئاسة ويبدأ الاتحاد في العودة إلى سياسة الدولة، فقدمت استقالتي كما ذكر الكتاب وذكرني في فبراير 2000، وقدم جمال الغيطاني وبهاء طاهر استقالتيهما. هناك جانب آخر في المسألة يجده من يريد في مجلة روزا اليوسف ذلك الوقت.

 في الفصل الثاني "رقابة ورقباء". رغم أن النخبة المثقفة قد أُقصيت بعد 1952 عن المواقع القيادية من المستوي الأول، وصار أهل الثقة يتقدمون على أهل الخبرة في كل شئون الحياة، وكان ذلك شعار ذلك الوقت، وأهل الثقة هم العسكريون بينما أهل الخبرة هم المدنيون، ففي المقابل تركت السلطة للحركة الأدبية والفنية حرية التطور، الذي أخذ أشكالا عجيبة. في السجون والمعتقلات مثلا كانت المناقشات تدور بحرية في الحقل السياسي، وخرج منه الكثيرون أكثر ثقافة وفنا. حديث عن كيف كان المعيار المزدوج الذي فرضته السلطة، دافعا لبعض الكتاب على استحداث لغة مزدوجة ذات أشكال ومضامين متغيرة، وفقا للوضعية السياسية والأدبية لكل كاتب، ويعطي أمثلة من كتابات بعضهم. 

لكن ظلت الرقابة على الكتب حتى ألغاها السادات عام 1977 وإن ظلت الرقابة على الكتب القادمة من الخارج، حتى الآن بالمناسبة. كذلك شهدت الصحف حرية فعلية عام 1982 وكذلك تهاونت الرقابة السينمائية والإذاعية، لكن أظهر السوق رقابة أخرى، فوصلت القضايا على الكتّاب إلى المحاكم، كما حدث مع علاء حامد وروايته " مسافة في عقل رجل " التي ناله ومعه الناشر فتحي فضل والموزع الحاج مدبولي أيضا، حكما صادما بالسجن ثماني سنوات وغرامة قدرها 2500 جنيه. 

وهو الحكم بالمناسبة الذي ألغاه حسني مبارك في لقائنا به في معرض الكتاب حين طالبه أحد الكتاب بذلك. وهناك قضايا أخرى أوقف تنفيذها حسني مبارك، مثل الحكم بتفريق الدكتور نصر حامد أبو زيد عن زوجته، فكانت فرصة للدكتور نصر وزوجته، أن يغادرا البلاد. كانت التسعينات فترة جذب للكتاب إلى السلطة أو وزارة الثقافة، فزادت جوائز الدولة عددا وقيمة، وظهرت جوائز عربية مثل جائزة البابطين في الشعر، ومشروع مثل "كتاب في جريدة" الذي دشنته اليونسكو عام 1997 والذي كان ينشر أعمالا للكتاب العرب في عشرين صحيفة معا في وقت واحد. 

في جائزة البابطين تم استبعاد المجددون في الشعر، من أنصار الشعر الحر مثلا، كما لم تخلو كتب مشروع كتاب في جريدة من الرقابة، فهي تُنتشر في العالم العربي. حين نشروا مختارات من قصائد أمل دنقل، استبعدوا القصائد التي تعبر عن مواقفه السياسية، أو حذفوا أبياتا منها، كما حذفوا ما هو مهم في مقدمة زوجته عبلة الرويني. بعد حديث عن غياب الأدب المعاصر من كتب الدراسة التعليمية إلا ما ندر، وكيف تطورت الكتابة فصارت تكسر التابوهات الجنسية والسياسية، وظهر تدخل الأزهر، ننتقل إلى رقابة الشارع. 

يعطي أمثلة عليها ومنها ما حدث مع رواية "الصقار" للكاتب الشاب "سمير غريب علي" التي نشرتها أنا له في سلسلة "كتابات جديدة" التي كنت رئيسا لتحريرها عام 1996 وهي القضية التي شغلت الحياة الثقافة وتفاصيل المسألة في الكتاب، كما سبق أن كتبت عنها في كتابي عن "الأيام الحلوة فقط " كمثال على شيء من الأيام غير الحلوة، ولن أعيدها هنا. وصل الأمر إلى طلب منع دراسة رواية "الخبز الحافي" في الجامعة الأمريكية، التي كانت الدكتورة سامية محرز أستاذة الأدب العربي في الجامعة الأمريكية تقوم بتدريسها. كيف طُولبت من جانب إدارة الجامعة بالتوقف عن تدريس الرواية. أسماء وشخصيات في كل قضية عاصرتها وعاصرتهم. 

يأتي الفصل الثالث الذي عنوانه "سوق الأدب". ندخل فيه مع ما جرى في سوق النشر حين كانت مصر يمتد سوقها إلى العالم العربي، بل والإسلامي. في عام 1960 كانت تنتج 70% من الكتب العربية وتصدِّر ما بين 60% و80 % من إنتاجها، ثم ماجري في التسعينات من تدخل الناشرين في بعض الطبعات الجديدة من الروايات. 

على سبيل المثال صدرت رواية "أنا حرة" لإحسان عبد القدوس في طبعة جديدة عام 1994 وبها أكثر من مائة تعديل أفقدت الرواية طابعها بالكامل، وفسر الناشر الذي هو "مكتبة مصر" ذلك بأن تطهير النص كان من أجل التصدير إلى إحدى دول الخليج. طبعا يقصد السعودية وقتها. مكتبة مصر كانت منذ ظهورها بها جزء رئيسي من الإنتاج المصري. حالة مكتبة مصر تعكس تصور التطور العام لما حدث في النشر. في سوق النشر لا توجد إحصائيات دقيقة حول مبيعات المؤلفات، بل لم يوزع الكتّاب المشاهير قدر ما يوزعه كتاب لكبار الوعاظ، مثل الشيخ الشعراوي ومصطفي محمود. للنشر سوق رسمي هو الهيئة العامة للكتاب والهيئة العامة لقصور الثقافة. طبعا حديث عن بدايتهما في النشر والمجلات التي تصدرانها، لكن سوق النشر غير الرسمي شهد مجلات غير دورية ودور نشر خاصة. ومما يؤثر على النشر كانت – وطبعا ولازالت - مهنة الصحافة. من يجمعون بينها وبين الكتابة الأدبية. 

تبني الصحافة للأدب الخفيف، وكيف تواجد "الكتبة" الجاهزون للكتابة وفقا لما تريده السلطة والأوضاع السياسية، وكيف استمر الكتّاب في سعيهم الدؤوب لتقديم الإبداع الحقيقي. كيف فتح البعض مثل عبد الفتاح الجمل جريدة المساء للأدباء الشباب المجددين من الستينات. علاقة الأدب بالميديا السمعية والبصرية مثل السينما والتليفزيون وترويجه. كانت حالة نجيب محفوظ هي الأكثر بلاغة في العلاقة بين السينما والأدب، فتم عمل أكثر من أربعين فيلما له – طبعا هذا تغير الآن ووصل إلى أقل القليل - كما تنامت القصة الإذاعية ومسلسلات الإذاعة المأخوذة عن أعمال أدبية بعضها مترجم، مثل البرنامج الثاني – البرنامج الثقافي الآن – وتعاون معه كثير من الكتاب.  جذبت هذه الميديا المرئية شعراء مثل صلاح جاهين وعبد الرحمن الأبنودي وسيد حجاب. 

ننتقل إلى مصطلح "ضمائر الأمة" في الفصل الرابع. فالشائع أن الكتاب والأدباء بحكم رسالتهم في الأمة، يكتشفون باطنها ويستشفون ضميرها. رحلة تاريخية سريعة مع النهضة الحديثة في مصر، وكيف شاءت في تحديثها الابتعاد عن الخيال الروائي. هكذا من المويلحي صاحب "حديث عيسى ابن هشام" إلى اليوم سيطر النموذج الإرشادي الواقعي. كان الخروج من هذا واضحا في الذهاب إلى الرواية التاريخية لكتاب معاصرين. وروايات معاصرة مثل " يوميات ضابط في الأرياف " لحمدي البطران التي أدت إلى انعقاد مجلس تأديب له فهو ضابط شرطة، باعتباره أفشي أسرارا عسكرية. حديث عن هذا التحول في الرواية منذ الستينات، وكيف حدث نفس التجاوز في الشعر. رحلة مع ظهور الأدب الإسلامي قبل ومع ظهور الإسلام السياسي بين ذلك. 

ننتقل إلى الفصل الخامس عن اللغات الأدبية والترجمة. سوء الفهم بين المراكز العالمية، باريس – لندن- نيويورك- والأطراف، وكذلك حال الأدب العربي وفكرة الإرشاد القومي. يتبع ذلك تاريخيا مما قبل الكولونيالية سنوات 1830-1910 حين بدأت حركة الترجمة مع المبعوثين إلى أوربا، ومن كتب أيضا بالفرنسية مثل ألبير قصيري الذي عاش في باريس، والكتب التي وجدت طريقها للترجمة في الخارج في العصر الكولونيالي وبعده. كيف قلت نسبة الكتب المترجمة إلى العربية حتى تم استئنافها مع ظهور المركز القومي للترجمة عام 1995. 

يأتي سؤال الأدب والهوية في الفصل السادس أو الهيمنة والهوية. في السياق الكولونيالي حلت النخبة الأدبية المتأثرة بالثقافة الأوربية مسألة العلاقة بين الخاص والعام، بأسلوب يتماشى مع الروح الانتقائية المميزة للنهضة، لكن كان هناك من يعيد عناصر مستمدة من التراث الحكائي المحلي، مثل نجيب محفوظ ويحيي الطاهر عبد الله ونجيب سرور. كيف جردت التسعينات نزعة التأصيل من طابعها السياسي واحتوتها، فظهر حسن الجريتلي وورشة المسرح التجريبي الذي انخرط في مشروع إنقاذ الفولكلور المصري (خيال الظل – الأراجوز – السيرة الهلالية – رقصة التحطيب .... ) لكن ظل الجمهور هو جمهور المراكز الثقافية الأجنبية، ولا يمكن استمرار المشروع إلا بفضل مساعدات مالية. أمثلة طبعا على أعمال كل من استشهد بهم كالعادة. ثم نأتي إلى الفصل السابع عن الهوامش والحدود، وكيف يمكن تفسير الولع الكبير بالإبداع الأدبي. ربما كان فوز نجيب محفوظ بجائزة نوبل أحد الأسباب، والرغبة في الوصول إلى العالمية، حسب الكليشيه السائد منذ ذلك الوقت، والمرتبط بنجيب محفوظ. أساليب تَحقُق هذا الولع من مسابقات وغيره، وأنواع المساهمين في الرواية أو الشعر، وشهادات لبعض الكتاب عن ذلك. ثم يأتي الفصل الثامن عن الحقل المحدود أو هيراركيات اجتماعية. 

رأينا سابقا كيف أن تاريخ الحقل الأدبي المصري قد حددته قوي من خارجه، لكن رأينا كيف أنها غير كافية لتفسير تطورات، يكمن محركها في بنية الحقل وتاريخه النوعيين. حديث عن تاريخ آليات الهيكلة الداخلية للحقل التي تُقرر ديناميته، بداء من ظهور الجماعات الأدبية. 

تعتبر جاليري 68 نموذجا لهذا العمل ومجلة "الكتابة الأخرى" المعبرة عن جيل التسعينات وجماعة "إضاءة 77 " وجماعة "أصوات"، ثم ظهور المقولة البيروقراطية "أدباء الأقاليم" ومؤتمراتها، ومن بين هذا حديث عن تميز الأدب النوبي وظهوره منذ رواية "الشمندورة" لمحمد خليل قاسم وتتالت بعده أسماء مثل إدريس علي ويحيي مختار وحجاج أدول وإبراهيم فهمي. كما يمثل لبروز الأدب النسائي منذ التسعينات، وكيف أن مقولة الأدب النسائي هي بنت النقد الذكوري، لا تتوقف الكاتبات عن انتقادها. رحلة مع إنتاج وتطور الكاتبات المبدعات وسط الحياة المصرية بسلطاتها وبحالتها الذكورية، ثم كيف صارت الكاتبات في مقدمة المشهد. 

نصل إلى الفصل الأخير عن الانقسامات الجمالية أو الأجناس الأدبية. حديث عن الجدل بين القصة والشعر، أو النثر والشعر وتاريخ ذلك. هل حقا الشعر في أزمة؟ وكيف رغم حركات التجديد في الشعر لازال ينتعش الشعر التقليدي، وما جرى في الشعر العامي من تطور، أول علاماته أن اسمه صار الشعر العامي، وليس الزجل كما كان شائعا عبر التاريخ. 

ثم تأتي الحاشية التي حُرِّرَت خصيصا للترجمة الإنجليزية للكتاب التي صدرت عام 2008 أي بعد ظهور الأصل الفرنسي بخمس سنوات، وهي عن بعض الروايات وأثرها وكتابها مثل أولاد حارتنا، وصنع الله ورفضه لجائزة مؤتمر الرواية، وما فعله قانون الحسبة ببعض الكتاب، وحريق مسرح قصر ثقافة بني سويف في سبتمبر عام 2005 ليموت حوالي خمسين كاتبا وناقدا وفنانا وفنانة وماجري بعده. وروايات مثل "أن تكون عباس العبد" لأحمد العايدي و"عمارة يعقوبيان" لعلاء الأسواني ولماذا حققتا انتشارا ومقارنة بينهما وغيرهما.

تنتهي من الكتاب الرائع في متعة عظيمة مع البحث العظيم في التاريخ والكتب والصحافة والفكر والإبداع، وتكون قد عشت ملحمة ليست عن الثقافة فقط، لكن الحياة المصرية أيضا. ولقد تركت لكم الكثير مما لم يتسع له المقال، ولن يتسع له أي مقال. كان حظي أني قرأته في طبعته الأولى، وهأنذا اقرأه في طبعته الثانية بنفس الشغف رغم مرور السنوات. فشكرا لريشار جاكمون ولدار صفصافة على هذا التأريخ والتوثيق والآراء التي تفتح العقل على نوافذ الحقيقة على الأحداث، وتعاقب الأجيال، وعبر زمن طويل.