من شرفة يراها ميدان التحرير

الملاح وفؤاد يحاوران تاج شمس في ليلة ثقافية

في أمسية أدبية ممتعة احتضنها صالون بيت الحكمة، نُظمت ندوة مميزة لمناقشة رواية "تاج شمس" للكاتب المبدع هاني القط. تلك الرواية التي أخذت بيد القارئ عبر أجيال من الحكايات والملاحم، أصبحت محورًا لحوار نقدي عميق، أضاء جوانبها الفنية والإنسانية.

هاني القط

افتتحت الندوة الأستاذة مروة خميس، التي غاصت في أعماق الرواية، مسلطة الضوء على قيمتها الأدبية باعتبارها رواية للأجيال، قائلة: "إن 'تاج شمس' ليست مجرد عمل أدبي، بل هي تجربة إنسانية ستظل تنبض بالحياة عبر السنين، وستتحول بلا ريب إلى عمل درامي يثري وجداننا كما فعلت الرواية مع القارئ." كلماتها حملت إحساسًا برؤية تتجاوز الحاضر لتلامس المستقبل، مؤكدة على أهمية الرواية كعمل خالد.

مروة علي حسن

ومن جانبه، قدّم الصحفي والناقد إيهاب الملاح رؤية نقدية متعمقة، مشيرًا إلى جماليات الرواية من حيث البناء اللغوي والنَفَس السردي، واصفًا إياها بأنها "نص متكامل ينبض بالحياة، يمتد كخيط حرير عبر الزمن، ليغزل لنا عالماً من الجمال والحكمة." وأشاد الملاح بقدرة هاني القط على تشييد عالم متماسك، يتدفق بلغة غنية ومشحونة بالدلالات.

كما أضاف الدكتور أحمد فؤاد بعدًا آخر للتحليل، حيث تناول الرواية من حيث شخوصها وبنية المكان، موضحًا أن "النفس الملحمي الذي يميز 'تاج شمس' يعكس قدرة فريدة على المزج بين الواقعية والأسطورة، بين الفرد والمجتمع، ليقدم لنا رواية تنبض بالتفاصيل والمعاني العميقة." رؤيته تلك ألقت الضوء على البنية المعمارية للنص، وكيف استطاع الكاتب أن يخلق عالماً يمتد عبر الأزمان.

لم تكن الندوة مجرد عرض للنص، بل كانت حوارًا ثريًا بين الكاتب والحاضرين، حيث قدّم كل من الأستاذة نجوان ماهر، والأستاذة مروة رزق، والأستاذ أسامة ريان مداخلات نقدية، ساهمت في تعميق فهم الرواية وإبراز أبعادها المتعددة. تلك المداخلات لم تكن مجرد تعليقات عابرة، بل كانت قراءات عميقة أضافت للنقاش بعدًا آخر.

تُعد "تاج شمس" رواية تستحق الوقوف عندها مليًّا، ليس فقط لأنها تعبر عن تجربة فريدة، بل لأنها أيضًا تشكل علامة بارزة في مسيرة هاني القط الأدبية. هذه الندوة، بما حملته من رؤى وأفكار، ساهمت في تسليط الضوء على جوانب خفية من الرواية، وأكدت على مكانتها كعمل أدبي راسخ سيظل يحتل موقعه في ذاكرة الأدب العربي.