"لتعزيز اللغة العربية".. الجزائر تمنع تدريس البرامج المدرسية الفرنسية بالمدارس الخاصة

ذات مصر

تشدد السلطات الجزائرية الخناق على اللغة الفرنسية في البلاد، وتمنع تدريس البرامج المدرسية الفرنسية في المدارس الخاصة، اعتبارا من بداية العام الدراسي الحالي.

وتشمل الإجراءات الجديدة منع استعمال كتب مدرسية غير تلك الموجودة في البرنامج الذي أعدته الدولة الجزائرية، واحترام خمس ساعات من برنامج اللغة الأجنبية، دون كتاب مدرسي معتمد.

كما تمنع السلطات الجزائرية إجراء الاختبارات في الثانوية الدولية بالجزائر، أو ما تسمى كذلك "الثانوية الفرنسية"، حيث سيتعين على المرشحين السفر إلى الخارج، وسيتم تشديد شروط الالتحاق بالجامعات الجزائرية بالنسبة للجزائريين الحاصلين على البكالوريا الفرنسية.

وتأتي هذه الإجراءات في إطار سعي السلطات الجزائرية إلى تعزيز اللغة العربية في البلاد، وإلغاء أي أثر للوجود الفرنسي.

وتسببت هذه الإجراءات في حالة من الارتباك لدى أولياء الأمور والطلاب، حيث اضطرت بعض المدارس إلى إغلاق أبوابها بمجرد بدء العام الدراسي، وعودة الأطفال إلى منازلهم.

تذمر أولاء الأمور

وقالت والدة إحدى الطالبات: "ابنتي البالغة من العمر 15 عامًا تلقت تعليمًا باللغة الفرنسية بالكامل تقريبًا، ولا تتقن اللغة العربية، ولم تعد قادرة على الالتحاق بالمدرسة الجزائرية".

وأضافت: "أنا غاضبة من المدارس لأنها لم تخبرنا بأي شيء، وأيضًا من الدولة، فإذا لم تعد تريد الفرنسية، وهذا حقها المطلق، فعليها أن تخبرنا قبل عام على الأقل، حتى نتمكن من اتخاذ الترتيبات اللازمة".

وتسعى الجزائر لوضع حد للغة الفرنسية وهو أمر ليس جديد، فمنذ ستينيات القرن الماضي، وصَمَتها النخب الناطقة بالعربية بأنها "اللغة الاستعمارية التي لا تؤدي إلى أي مكان"، وشنت عليها الحرب حتى في المراسلات الإدارية.

وبينما لم يعد تدريس اللغة الفرنسية موجودًا تقريبًا في القطاع العام، بسبب نقص المعلمين المدربين، فإنها تواجه الآن منافسة من اللغة الإنجليزية، التي أصبحت إلزامية اعتبارًا من السنة الثالثة من المدرسة الابتدائية.

وتؤدي هذه الإجراءات الجديدة إلى إغلاق المدارس الخاصة في الجزائر، والتي تمثل أقل من 5% من المؤسسات التعليمية، وتجتذب الطبقة المتوسطة في الأساس.