كتائب القسام.. درع الفلسطينيين الذي أزعج الإسرائيليين

ذات مصر

استيقظ الإسرائيليين على صواريخ وهجمات من كتائب القسام، الذراع العسكري لحركة حماس الفلسطيني، اعتقل خلالها جنود إسرائيليين وسيطرت على مستوطنات عدة، في يوم أطلق عليه طوفان الأقصى، فمن هي تلك الجماعة المسلحة التي أزعجت الكيان الصهيوني 

تعد كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، وهي واحدة من أقوى الفصائل الفلسطينية المسلحة، وتأسست الكتائب في عام 1984، ومنذ ذلك الحين نفذت العديد من العمليات العسكرية ضد إسرائيل، منها العمليات الاستشهادية والهجمات الصاروخية.

النشأة

تأسست كتائب القسام في عام 1984، من قبل مجموعة من الشباب الفلسطينيين الذين كانوا يرفضون الاحتلال الإسرائيلي، وكان من أبرز مؤسسي الكتائب صلاح شحادة، الذي أصبح قائدًا لها حتى اغتياله في عام 2002.

ركزت “الكتائب” على تنفيذ العمليات الاستشهادية داخل إسرائيل، ونجحت الكتائب في تنفيذ العديد من العمليات، مما أدى إلى زيادة شعبيتها بين الفلسطينيين.

التوجه الأيديولوجي
تتبنى كتائب القسام التوجه الإسلامي السني، إذ أنها تعتبر الجهاد والمقاومة الوسيلة الأنجح لاسترداد الحقوق وتحرير الأرض، ومن أهدافها وثوابتا تحرير كل فلسطين من الاحتلال الصهيوني.

تقول عن نفسها: "تحرير فلسطين هو هدفنا والمقاومة وسيلتنا، والقدس عاصمتنا، واللاجئون هم أهلنا وشعبنا وعودتهم حق وواجب، والأسرى هم أبطال فلسطين وشموع الحرية وتحريرهم هو رأس أولويتنا مهما كلفنا ذلك من ثمن، هذه ثوابتنا التي لا يمكن أن نساوم عليها، والحقوق لا تسقط بالتقادم، على هذا انطلقنا، وعليه نمضي".

وتعتبر أن "معركتها مع الصهاينة لأنهم احتلوا فلسطين وليس ليهوديتهم"، وأن المقاومة انطلقت ردا على الاحتلال، الذي لا يفهم إلا لغة القوة ولا يردعه إلا المقاومة.

المسار
 تولى صلاح شحادة قيادة الجهاز العسكري الأول إلى أن اغتالته إسرائيل في 23 يوليو 2002 بقصف جوي لحي الدرج في قطاع غزة. 

ومن أبرز قادة الكتائب محمد الضيف وأحمد الجعبري، اللذان كانا على قائمة المطلوبين لإسرائيل.

 واستشهد أحمد الجعبري في نوفمبر 2012 في أثناء غارة إسرائيلية على سيارة كان يستقلها، وكان يعتقد على نحو واسع في فلسطين أن الجعبري هو القائد العام الفعلي لكتائب القسام في ظل أحاديث عن إصابة القائد الأعلى للمجلس العسكري لحماس محمد الضيف بالشلل التام نتيجة قصف إسرائيلي تعرض له قبل سنوات في حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة

التطور

بعد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية في عام 2000، بدأت كتائب القسام في التوسع والتطور، وبالفعل نجحت في تطوير قدراتها العسكرية، حتى وصل الأمر إلى تمكنها من إطلاق الصواريخ على إسرائيل.

وخلال الانتفاضة الثانية، نفذت كتائب القسام العديد من العمليات العسكرية ضد إسرائيل، منها العمليات الاستشهادية والهجمات الصاروخية.

الأهداف

تهدف كتائب القسام إلى تحرير فلسطين من الاحتلال الإسرائيلي، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

الهيكل التنظيمي

تتكون كتائب القسام من مجموعة من الألوية العسكرية، كل منها مسؤول عن منطقة جغرافية معينة، وتضم الكتائب أيضًا مجموعة من الوحدات المتخصصة، مثل وحدة بحرية ووحدة هندسية.

القيادة

تقود كتائب القسام مجموعة من القادة العسكريين، ومنهم:

  • محمد الضيف: قائد كتائب القسام الحالي.
  • صلاح شحادة: مؤسس كتائب القسام.
  • إبراهيم المقادمة: أحد مؤسسي كتائب القسام.

النشاطات العسكرية

شاركت كتائب القسام في العديد من العمليات العسكرية ضد الاحتلال الإسرائيلي، بما في ذلك قيامها -مع ألوية الناصر صلاح الدين التابعة للجان المقاومة الشعبية وجيش الإسلام- بأسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط في 25 يونيو2006، بعد مهاجمة موقع للجيش الإسرائيلي قرب حدود قطاع غزة.

وقد احتفظت كتائب القسام بالجندي حيا حتى إتمام صفقة تبادل الأسرى في أكتوبر/تشرين الأول 2011، التي تم بموجبها الإفراج عن ألف أسير فلسطيني.

كان للكتائب دورا كبيرا في ردع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وقد طورت عملياتها في مواجهة العدوان الثالث على القطاع في صيف 2014، فخاضت معركة برية عبر الأنفاق واستخدمت أسلحة نوعية.

ولا يمك إغفال صناعة نماذج من طائرة بدون طيار (أبابيل) الأولى استطلاعية، والثانية هجومية، وحلقت واحدة منها فوق وزارة الدفاع الإسرائيلية، بالإضافة إلى قصفت تل أبيب وحيفا ومفاعل ديمونا بصواريخ محلية الصنع، واقتحمت معسكرات الاحتلال عن طريق الغوص تحت البحر.

الموقف الدولي

تعتبر كتائب القسام منظمة إرهابية من قبل إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة، وقد فرضت هذه الدول عقوبات على الكتائب، بما في ذلك حظر السفر وتجميد الأصول.

المستقبل

من المرجح أن تظل كتائب القسام قوة عسكرية فاعلة في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وقد تلعب الكتائب دورًا مهمًا في أي تسوية مستقبلية للصراع، حيث إنها متمسكة بإقامة دولة فلسطينية مستقلة.