خالد الهواري يكتب: صهيل الفرس الأصيل علي أبواب الحق

ذات مصر

من الصعب جدا أن أكتب عن الكاتب والمفكر العربي الفلسطيني عبد الباري عطوان الذي أعتبر نفسي تعلمت الكثير في مدرسته الصحفية والادبية لأكثر من عشرين عاما، ولازلت حتي الأن أفتش وأبحث بين سطور كلماته التي جعلتها السنين وأحوال الأحداث ونكباتها مثل صهيل فرس عربي أصيل علي أبواب الحق.

ولاأخفي أنني أحاول دائما أن أستفز كتاباته بتعليقات يتقبلها وينشرها وكأنه يتواطأ مع مؤامرتي عليه . من الصعب ان اكتب عنه ليس لانني لااجيد الكتابة، بل لان بعض الرموز الذين يحفرون أسماءهم في الصخر يحتاج الإنسان أن يقف طويلا ويتأمل تاريخهم النضالي النقي المجرد من الاهواء والاجندات الشخصية.

عبد الباري عطوان:'الغرب يساند الاحتلال خوفا من عودة اليهود إلى أوروبا'

 ولانهم لايطربهم المديح والضرب علي الدفوف، يتعجب الانسان من ثباتهم علي الحق في ازمنة الردة والبهتان، ونكران الجميل . 

إنه التاريخ العادل الذي سينصف الشرفاء البسطاء المتواضعين، وسيحدث الاجيال جيلا بعد جيل عن الذين وقفوا وحدهم يقاتلون ويناضلون باقلامهم واعصابهم في صقيع المنافي، في وجه طوفان الزيف والبهتان، واللصوص الذين سرقوا بيته وأجبروه ان يقضي طفولته في مخيم للاجئين ، وان يقضي طفولته يحلم بالعودة الي قريته التي استولي عليها الغرباء القادمين من خلف البحار.

التاريخ وحده سوف ينصف من تعرضوا ولازالوا الي ماكينات البروباجندة التي لاتريد غير التابعين والعبيد المكممه افواهم، والمكسورة اقلامهم في بلاط وايوانات وقصور من جعلوا من انفسهم انصاف الهه علي الارض ، واتخذهم أربابهم اولياء، وأغلقوا منابر التعبير عن قول الحق، واتاحوا الفرصة للكاذبين وتجار الحروب ليتحدثون حسبما يريد اسيادهم ان يستمعوا.

العين لاتخطئ في قراءة أوجه الرجال المخلصين الذين أفنوا حياتهم دفاعا عن وطنهم، وعن قضيتهم العادلة. 

ومن ينظر الي وجه عبد الباري عطوان يعرف اأن هذه الملامح تعبر عن جرح دفين، عن وطن تحول أطفاله الي أهداف تبحث عنها الرادارات العسكرية، وتمزقها طوربيدات البوارج ، وتسجل خطواتهم الأقمار الصناعية ، وطن جعله الطغاة ميراثا يتوارثوه والقربان الذي يحترق في أتون محارقهم هو الإنسان .

===============

خالد الهواري:

 عضو الاتحاد السويدي للامم المتحدة . 

عضو منظمة العفو الدولية "الامنستي" . 

عضو نادي القلم السويدي