بايدن ومأزق الديمقراطيين.. هل بات نجاح ترامب محسومًا؟

ذات مصر

تتزايد الانقسامات داخل الحزب الديمقراطي بشأن وجود بديل للرئيس الأمريكي جو بايدن يستطيع أن يخرج الحزب من مأزقه الآخذ في الاتساع بسبب إجراءات “بايدن” ودعمه المطلق للاحتلال في حربه على قطاع غزة.

وبينما يمضي “بايدن” في إجراءاته الداعمة للاحتلال يتناقص مأيدوه يومًا تلو الآخر لصالح منافسه ترامب الرئيس السابق للولايات المتحدة، رغم القضايا والاتهامات التي تلاحقه منذ أن كان في البيت الأبيض، وأيضًا رغم ما يعرف عنه بدعمه اللامحدود للاحتلال الإسرائيلي وخدماته لها أثناء فترة ولايته.

مأزق الديمقراطيين

يجد الديمقراطيون أنفسهم أمام مأزق حقيقي لا يعرفون كيفية تجاوزه، بعد تخلي بايدن عن طبقات كبيرة من الحزب، وفشله في حل كثير من القضايا العالقة ومنها العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران، الذي خرج منه ترامب.

كما أنه خذل قطاعًا كبيرًا من مؤيديه بسبب الاقتصاد، الذي يراه نحو 63% من الناخبين بأنه ضعيف، فيما رآه 47% منهم أنه في "وضع فقير"، وفق استطلاع للرأي أجرته شركة "راسموسن ريبورتس" في أغسطس الماضي.

ويظهر الاستطلاع أيضًا، أن نحو 50% من الناخبين الأمريكيين إلى جانب أكثر من ثلث الديمقراطيين، يعتبرون أن هزيمة الرئيس الأمريكي جو بايدن في انتخابات 2024 ستكون "مفيدة" للاقتصاد الأمريكي.

بايدن والحرب على غزة

ومما يزيد من مأزق الديمقراطيين، هو دعم بايدن المطلق لإسرائيل في حربها المدمرة على قطاع غزة، حيث تدنت شعبية مرشحهم الوحيد للرئاسة، وخرج عشرات الآلاف من المتظاهرين يطالبون بوقف إطلاق النار والإبادة الجماعية، ومحتجين على انحياز الرئيس الكامل للرواية الإسرائيلية.

واتهمت موظفة بوزارة الخارجية الأمريكية بايدن بدعمه للـ"إبادة الجماعية" في غزة، ودعت إلى تغيير سياسة البيت الأبيض تجاه إسرائيل، وفق ما نقله موقع “أكسيوس” الأمريكي.

وأشار الموقع إلى أنه، سبق أن استقال مسؤول بوزارة الخارجية، الشهر الماضي، بسبب "خلاف في السياسة بشأن مساعدتنا المستمرة المميتة لإسرائيل" كما كتب على موقع "لينكد إن".

وذكر الموقع أن البيت الأبيض شهد استياء داخليا بشأن سياسة غزة، وعقد كبار مساعدي بايدن عدة اجتماعات مع الموظفين الذين عبروا عن انتقاداتهم بشكل خاص.

ثورة شبابية

ومما جلبه دعم بايدن للاحتلال في حربه على غزة، ثورة شبابية تدين بشدة دعم الولايات المتحدة المطلق لإسرائيل في حربها على غزة التي تستهدف حركة حماس، وفق ما أفادته مجلة “نيوزويك” الأمريكية.

وقالت المجلة في تقرير لها، إن مجموعات عديدة من الناخبين الشباب بعثت برسالة إلى الرئيس بايدن محذرين إياه من أن النهج المستمر الذي تتبعه إدارته تجاه الحرب في الشرق الأوسط قد يحكم على فرص إعادة انتخابه بالفشل.

وذكرت المجلة، أن قادة مجموعات ناخبين حذروا مرة أخرى من أن العنف في الخارج يمكن أن تكون له تداعيات سياسية على الصعيد المحلي، ليس فقط في السباق الرئاسي، بل على الديمقراطيين الذين يتنافسون للفوز بمناصب سياسية أقل أهمية نسبيا في عموم البلاد.

شعبية متدنية

وفي أحدث البيانات المثيرة للشك حول محاولة الرئيس الديمقراطي الفوز في سباق إعادة انتخابه العام المقبل، أظهر استطلاع للرأي أجرته شركة "إبسوس" للأبحاث بالشراكة مع وكالة "رويترز" تراجع شعبية بايدن إلى أدنى مستوياتها منذ أبريل الماضي.

وتقلصت نسبة الأمريكيين الذين يستحسنون أداء بايدن مهامه الرئاسية من 42% في سبتمبر الماضي إلى 39% في نوفمبر الجاري، وهو ما يتماشى مع استبيان أجري في أبريل الماضي، فيما بلغ هامش الخطأ في الاستبيان نحو 3 نقاط مئوية.

وفي استطلاع آخر نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، وجد أن المرشح الجمهوري الأوفر حظا في الانتخابات الرئاسية المقبلة هو الرئيس السابق دونالد ترامب الذي يتقدّم على بايدن في 5 من أصل 6 ولايات رئيسية.

البديل المفقود

تتمثل الأزمة الكبرى عند الديمقراطيين في عدم وجود بديل لبايدن يستطيع الفوز في السباق الرئاسي المقرر في نوفمبر المقبل، كما أن معظم الناخبين لا يثقون بقدرة بايدن الذهنية على بدء فترة رئاسية ثانية وقد بلغ من العمر 82 سنة.

وبينما يجد الديمقراطيون أنفسهم عاجزين عن منع بايدن من الترشح لولاية ثانية، لعدم وجود بديل مناسب، تتهامس الأصوات بتقديم نائبة الرئيس كامالا هاريس، لتكون بديلا لهم عن بايدن، إلا أنهم يرون أن فرصها في الفوز أقل من بايدن بكثير.

وفي خضم الجدل بشأن البحث عن البديل، يرى الفرقاء أن الوقت تأخر عن إيجاده، فيما يتحدث آخرون عن نجاح محسوم لترامب في الانتخابات القادمة، لا سيما وأنه يتقدم على منافسه الديمقراطي في استطلاعات الرأي رغم القضايا والاتهامات المحيطة به.