حصيلة ضخمة تربك تل أبيب.. لماذا يخفي جيش الاحتلال عدد قتلاه؟

ذات مصر

تتزايد التساؤلات بشأن أعداد قتلى الجيش الإسرائيلي منذ بداية حربه على غزة قبل أكثر من شهرين، ولاسيما بعد بدء العملية البرية في غزة، إذ دأب جيش الاحتلال الإسرائيلي من بدء الحرب على إخفاء عدد القتلى الحقيقيين في صفوفه، رغم ما تتابع ما تعلنه كتائب القسام من استهداف للآليات العسكرية الإسرائيلية المتوغلة في قطاع غزة.

ظلت أعداد القتلى التي يعلنها جيش الاحتلال ضئيلة مقارنة بما تعلنه المقاومة الإسلامية من تدميرها عشرات الآليات والدبابات العسكرية الإسرائيلية، وكان أخرها مساء أمس، إذ أعلنت المقاومة تدمير 25 آلية عسكرية، بالإضافة لما تحمله هذه الآليات من ضباط وجنود من عناصر جيش الاحتلال.

فجوة كبيرة

يتسع الجدل داخل تل أبيب حول العدد الدقيق للقتلى والمصابين في صفوف جيش الاحتلال داخل غزة، حيث أفادت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية نقلًا عن مصادر، أن ثمة فجوة كبيرة بين عدد القتلى والجرحى الذي أعلنه جيش الاحتلال وبين أرقام الجرحى من الجنود وفق القوائم الجزئية التي أعلنتها المستشفيات التي استقبلت الجنود الجرحى منذ أول أيام الحرب، والتي قاربت 5000 جريح، وسط اتهامات داخلية للمؤسسة العسكرية بأنها لا تكشف عن الأعداد الحقيقية للقتلى والمصابين بين الجنود.

كما تشير تقارير إلى أن الأرقام التي تعلنها كتائب القسام، دائمًا ما تكون موثقة بالصور والفيديوهات التي تنشرها كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، ما يعزز مصداقية بياناتهم، فيما يستند حديث القادة السياسيين والعسكريين إلى مجرد روايات لا دليل عليها.

ويأتي ذلك، بعد أن حذفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية خبرًا يتحدث عن إصابة نحو 5000 جندي في صفوف جيش الاحتلال، منهم 2000 بحالة خطيرة، وقد تعرضوا لإعاقات، فيما أصيب 100 آخرون بالعمى في كلتا العينين أو عين واحدة على الأقل، جراء المعارك الدائرة في قطاع غزة مع فصائل المقاومة الفلسطينية.

حرب نفسية.. وإعلان اضطراري

يرى محللون أن إخفاء الأعداد الحقيقة لقتلى جيش الاحتلال ومصابيه، يأتي في إطار المحافظة على الروح المعنوية للجيش الإسرائيلي وللشارع الذي لا يثق كثيرًا بقدرات وأداء الجيش، إذ إن هناك فرق شاسع بين حديث القادة العسكريين والسياسيين في تل أبيب وبين الأحداث الميدانية على أرض المعركة داخل غزة.

ويشير البعض إلى أن إخفاء الأرقام الحقيقة للقتلى بين صفوف الجيش الإسرائيلي، هو للمحافظة على السمعة التي بناها جيش الاحتلال عن نفسه داخل إسرائيل وحول العالم، والحرب النفسية التي يشنها ضد المقاومة؛ فمعنى إعلان الأرقام الحقيقية في رأيهم، هو كسر للصورة النمطية عن أحد أقوى جيوش العالم، الذي تسلّحه وتقف وراءه الولايات المتحدة الأمريكية.

وبينما بدأ الجيش الإسرائيلي يُقر بضراوة القتال في غزة، ويعترف بسقوط وإصابة قواته بعضهم داخل القطاع، إلا أن ذلك لفت بعض المحللين الذين رأوا، أن جيش الاحتلال اضطر للإفصاح عن أعداد القتلى والجرحى بين صفوفه، بسبب عيد الحانوكا الذي يحتفل به اليهود لمدة 8 أيام بين أواخر شهري نوفمبر وديسمبر من كل عام.

 أرقام القسام

وخلال الـ48 ساعة الأخيرة، أعلنت كتائب القسام تدمير أكثر من 200 آلية عسكرية تدميرًا كليًا أو جزئيًا منذ بداية المعركة، إذ تحتوي الآليات في المتوسط على 5 أفراد بين جنود وضباط، إذ أعلن جيش الاحتلال ارتفاع عدد القتلى إلى 110 منذ بدء التوغل في غزة.

وفي آخر إحصاء لضحايا العدوان، أفادت وزارة الصحة في غزة، اليوم الإثنين، بأنّ عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي المستمر منذ السابع من أكتوبر وصل إلى أكثر من 18 ألف شهيد ونحو 50 ألف جريح. فيما يتصاعد القتال بين جنود الاحتلال والمقاومة الفلسطينية في مختلف محاور التوغل شمال القطاع وجنوبه.