هلال عبدالحميد يكتب: سيدتي المقاومة: كيف تقومين من تحت ركام القصف رافعة رايات النصر ؟!

ذات مصر

سيدتي المقاومة  ألهمينا كيف تقاومين تحت الحصار؟! 

كيف تقومين من تحت ركام القصف رافعة رايات النصر ؟!

كيف خانوك أعز الناس، وأنت تنادينهم أشقاء، وتقاومين ؟!

كيف تتأمر عليك كل شياطين الإنس ويكيدونك فتكيديهم ؟!

كيف تتحالف على حربك كل هذه الدول الكبرى،والصغرى  ذات الأسلحة الذكية والغبية، فتقاومين وتنتصرين؟! 

كيف تمر سنوات طوال تحت الحصار الخانق، وأنت ترتبين أوضاعك، وتضعين سيخ الحديد فوق السيخ، وعلبة كبريت فوق علبة كبريت لتصنعي مدفعًا وباروداً وبندقية ؟!

كيف تحفرين كل هذه الأنفاق، لتجعلينها جحيمًا على المعتدين ؟! 

كيف لبعض آسراك يحفرون نفقًا تحت الزنازين ليخرجوا للحرية؟! حتى وإن أعيدوا اليها قسرًا فسيخرون في ( الكل مقابل الكل ).

كيف لأربعة مقاومين حفاة يصعدون إلى قمة الجبل الذي يحتله الأعداء، ويشرفون على السهول تحته، فيحولوا العدو المدجج بالسلاح لجثث ؟! 

بالله عليكِ أخبرينا، وألهمينا: كيف نقاوم كل الظلم وكل القهر ؟!

ألهمينا أن نبعد عنَّا اليأس ونقاوم. 

علمينا ألا نستسلم، ونقاوم. 

علمينا أن نخرج من بين المحن المنح، كما فعلت بجعل القضية الفلسطينية قضية كل أحرار العالم.

علمينا ألا  نهابهم ولا نهاب الجيش  القش، والذي تحول على أيديكم لجيش من ورق يقتل بعضه بعضًا من شدة الذعر منكم،والرعب من مقاومتكم!

علمينا سيدتي أن نصوغ الضعف لقوة،وان نوقن بالنصر

علمينا أن دفع أثمان الحرية ضروري، كضرورة أن نعيش أحرارًا أو  نموت شهداء.

علمينا أن نسمو فوق الآلام، وكل الجراحات والعوز، ونقاوم

علمينا أن ندافع عن الحق في كل مكان، الحق الذي لا يميز بين الأديان أو المعتقدات أو الأجناس أو الأعراق

علمينا ألا نكون منافقين، وأن  ندافع عن حق الإنسان في الحياة والعلاج والطعام والشراب والحرية بغض النظر عن دينه أو عقيدته أو جنسه أو قوميته

علمينا  -كما علمتِ العالم -كيف تعاملين آسرى العدو؟!

لقد تمكنتِ بأدوات بسيطة فضح الأعداء، وجعلتِ رواياتهم كلها  كذبًا وتزويرًا

وبينما يخرج متحدثوهم ليقولوا كلامًا لغوًا، تخرج ألي العالم كله رواياتك موثقة، بالله عليكِ كيف توثقين وسط كل هذا الدمار، فتخرج رواياتك صادقة وصادمة؟!  

لقد كشفتينا يا سيدتي وعريتي ضعفنا وهواننا، فعلمينا كيف نقاوم مثلك، وكيف نحول كل هذا  الضعف لقوة؟! ، وكيف نحول كل السجن لحرية؟!  ، وكل القهر لعز؟! 

نحن نحتاج للتعلم فعلمينا

قد يدفع الشعب الفلسطيني ثمنًا باهظًا، ولكنه سينتصر، وسيعيش على أرضه من النهر إلى البحر عزيزًا كريمًا، بل سيكون قي طليعة الشعوب العربية كلها تقدمًا وازدهارًا ورقيًا، لأن من يمتلك  كل هذه الإرادة والمقاومة، والعزة والعلم سينتصر 

عاشت المقاومة 

عاش كفاح الشعب الفلسطيني