غزة.. آمال بانتهاء الحرب ومساعٍ لوقف النار

ذات مصر

بعد نحو ثلاثة أشهر من عدوان الاحتلال الإسرائيلي المدمر على قطاع غزة، والمعارك الضارية على الأرض والنزوح المتواصل والمساعدات الإنسانية النادرة وغير الكافية، بات أهل غزة المنهكون يتوقون إلى وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب.

معاناة الحرب

وتناقلت منصات التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة، تظهر معاناة السكان جراء الحرب الإسرائيلية المدمرة على القطاع، آملين في انتهاء العدوان والعودة إلى الحياة الطبيعية.

ويسود قطاع غزة، الذي يناهز عدد سكانه نحو 2.4 مليون نسمة، اضطر نحو 85% منهم إلى الفرار من منازلهم وفقًا للأمم المتحدة، وضع إنساني كارثي جراء القصف الإسرائيلي المتواصل.

وفي سياق متصف، قال رئيس العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة مارتن جريفيث، أمس الجمعة، عبر منصة "إكس": إن "السكان المصابين بصدمة والمنهكين" يتكدسون على "قطعة أرض تزداد صغرا".

وبدوره، قال المفوض العام لوكالة الأونروا فيليب لازاريني في بيان إن "كمية المساعدات المقدمة، الضرورية والعاجلة، لا تزال محدودة وتواجه عقبات لوجستية عدة".

وفي غضون ذلك، قدمت جنوب إفريقيا طلبا إلى محكمة العدل الدولية لبدء إجراءات ضد إسرائيل لاتهامها بارتكاب "أعمال إبادة ضد الشعب الفلسطيني" في قطاع غزة، على ما أعلنت الهيئة القضائية التابعة للأمم المتحدة، وهي اتهامات سارعت إسرائيل إلى رفضها "باشمئزاز".

من غزة إلى جبهات أخر

ومع دخول الحرب الدموية الإسرائيلية يومها الـ85، لا تظهر أي بوادر تشير إلى تراجع الغارات والمعارك، التي اندلعت جراء هجوم غير مسبوق شنته حركة حماس على الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر الماضي، مخلّفًا وراءه نحو 1140 قتيلًا في إسرائيل إضافة إلى عشرات الأسرى المحتجزين لدى حماس. 

ومنذ ذلك الحين، تشن إسرائيل عدوانًا داميًا وقصفًا مباشرًا على القطاعات الحيوية والمدنية في غزة، وباشرت في 27 أكتوبر الماضي في تنفيذ عمليات برية متعهدة بـ"القضاء" على حركة حماس، ما أدى إلى سقطو نحو 22 ألف شهيد، معظمهم من النساء والأطفال، وفق لأحدث حصيلة أعلنتها وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.

وخلال ساعات الليل، تحدثت حركة حماس عن مواجهات عنيفة في خان يونس بجنوب غزة، وكذلك في وسط القطاع المحاصر، تزامنًا مع غارات جوية دامية في النصيرات.

وفجر اليوم السبت، أعلن الجيش الإسرائيلي تنفيذ ضربات في سوريا بعد سقوط صاروخين أطلِقا من هذا البلد على مناطق حدودية خاضعة للسيطرة الإسرائيلية.

ونادرا ما تتبنى إسرائيل ضربات في سوريا، لكنها تقول دائما إنها تتصدى لما تصفه بمحاولات طهران ترسيخ وجودها العسكري في سوريا.

ومنذ بدء حرب غزة، كثفت من ضرباتها في سوريا مستهدفة خصوصا مواقع لحزب الله اللبناني المدعوم من إيران والحليف لحركة حماس.

كما تشهد الحدود بين إسرائيل ولبنان، منذ 7 أكتوبر، تبادل إطلاق نار شبه يومي بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله، فيما تحدث قائد جيش الاحتلال هذا الأسبوع عن احتمال "توسيع المعارك".

وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي دانيال هاجاري، مساء أمس الجمعة: "نفذنا خلال اليومين الماضيين سلسلة عمليات واسعة النطاق استهدفت مواقع لحزب الله بطائراتنا المقاتلة ودباباتنا ومدفعيتنا (...) جنوب لبنان لن يعود كما كان".

مقترح مصري لوقف النار

وفي حين يتواصل القصف والمواجهات في غزة ويشتد التوتر الإقليمي، توجه وفد من حركة حماس الجمعة إلى القاهرة للبحث في مقترح مصري لوقف إطلاق النار.

ويتضمن المقترح المصري ثلاث مراحل تنص على هدن قابلة للتمديد والإفراج التدريجي عن عشرات المحتجزين والأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، بما يؤدي في نهاية المطاف إلى وقف الأعمال القتالية.

وبحسب ما أفاد مصدر في حركة حماس، لوكالة الصحافة الفرنسية، سينقل وفد الحركة إلى المصريين "ردّ الفصائل الفلسطينية الذي يتضمن ملاحظات عدة على خطتهم".

وذكر المصدر أن هذه الملاحظات تتعلق خصوصا بـ"طرائق عمليات التبادل المرتقبة وبعدد الفلسطينيين الذين سيطلق سراحهم وبالحصول على ضمانات من أجل انسحاب عسكري إسرائيلي كامل من قطاع غزة".

واقتيد خلال هجوم حماس على إسرائيل نحو 250 محتجزًا إلى قطاع غزة لا يزال 129 منهم أسرى وفق إسرائيل.

وأتاحت هدنة سابقة استمرت أسبوعا في نهاية نوفمبر إطلاق سراح 80 رهينة إسرائيلية و240 أسيرا فلسطينيا. وكذلك أطلِق سراح أجانب معظمهم تايلانديون يعملون في إسرائيل، خارج إطار اتفاق الهدنة.

غير أن جهود الوساطة المصرية والقطرية لإقرار هدنة جديدة لم تسفر عن نتيجة حتى الآن، فيما تواصل عائلات الرهائن الضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للعمل على إطلاق سراحهم.

وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية وموقع "أكسيوس" الأمريكي أن الوسطاء القطريين أبلغوا إسرائيل بأن حماس "وافقت مبدئيا" على استئناف المباحثات من أجل إطلاق سراح أكثر من أربعين رهينة مقابل هدنة في المعارك لشهر.

وفي شأن ذي صلة، أعلنت الولايات المتحدة، أمس الجمعة، أنها وافقت "بشكل طارئ"، من دون المرور بالكونجرس، على بيع ذخائر مدفعية لإسرائيل بقيمة 147,5 مليون دولار، تتضمن قذائف من عيار 155 ملم وذخائر أخرى من مخزون الجيش الأمريكي.