واشنطن ولندن تشعلان فتيل الحرب في المنطقة بقصف اليمن للمرة الثانية وإيران تحذر

ذات مصر

أفادت وسائل إعلام تابعة لجماعة الحوثيين بتجدد القصف الأمريكي والبريطاني على مناطق باليمن، وفي حين أبدت بريطانيا استعدادها لشن مزيد من الضربات على أهداف للحوثيين، أعرب المبعوث الأممي إلى اليمن وكل من الصين وجيبوتي عن قلقهم، كما حذرت إيران أي دولة من المشاركة في الضربات.

وذكرت وسائل الإعلام أن القصف الأمريكي البريطاني استهدف جبل جدع بمديرية اللحية شمال مدينة الحديدة، غربي اليمن.

ويأتي ذلك في وقت تشهد فيه أجواء اليمن تحليقا كثيفا لمقاتلات أمريكية.

وقالت مصادر محلية في الحديدة إن المدينة شهدت تحليقا كثيفا لمقاتلات أمريكية، بينما كانت أخرى استهدفت، السبت، مواقع تابعة للحوثيين في المحافظة.

وقال منسق الاتصالات الإستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي: "لا نسعى للصراع مع الحوثيين، ونعتقد أن ضرباتنا الأخيرة كان لها تأثير جيد".

من جهته، أبدى وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون استعداد بلاده لشن مزيد من الضربات على أهداف للحوثيين في اليمن، في حال استمرار تعرّض السفن التجارية والعسكرية للهجوم في البحر الأحمر.

وفي تصريحات لصحيفة التلغراف، قال كاميرون إن الضربات التي شنتها القوات الأمريكية والبريطانية، الخميس الماضي، "ستؤدي نوعا ما لإضعاف قدرات الحوثيين".

وأضاف وزير الخارجية البريطاني أن "العمل العسكري يجب دائما أن يكون ملاذا أخيرا، وقد كان بالتأكيد في هذه الحالة"، معتبرا أنه "تم تحمل هجمات الحوثيين لمدة شهرين تقريبا دون رد مباشر".

كما أشار كاميرون إلى أن سلاسل الإمداد الحيوية مهددة، وأن الأسعار في بريطانيا والعالم مهددة بالارتفاع، في حال سُمح للحوثيين بمنع مرور السفن.

وفي السياق، أسِفَ نواب بريطانيون لعدم إبلاغ البرلمان قبل توجيه الضربات، ومن المقرر أن يتحدث رئيس الوزراء ريشي سوناك أمام النواب عن هذا الموضوع غدا الاثنين، وذلك بعد أن توعد بأن بلاده ستواصل اتخاذ مزيد من الإجراءات، إذا لم يتراجع الحوثيون عن عملياتهم في البحر الأحمر.

وذكرت صحيفة تلغراف أن حاملات الطائرات البريطانية غير جاهزة للتوجه إلى البحر الأحمر، بسبب أزمة التجنيد التي تعصف بالجيش البريطاني.

وأوضحت الصحيفة أن البحرية البريطانية واجهت تراجعا حادا في تدفق المجندين الجدد للخدمة، وهي الأزمة التي تؤثر على الجيش البريطاني بأكمله.

إيران تحذر

في المقابل، نقلت مجلة نيوزويك الأمريكية عن المندوب الإيراني في الأمم المتحدة قوله إن "أي دولة تشارك في العدوان العسكري على اليمن قد تعرض نفسها للخطر".

وأضاف المندوب الإيراني أن مهاجمة الولايات المتحدة وبريطانيا لليمن انتهاك للسيادة الوطنية، وخرق للقانون الدولي.

وأكد المندوب الإيراني بالأمم المتحدة أن العدوان على اليمن يثبت نجاح ضغوط إسرائيل على واشنطن لجرها إلى حرب مباشرة.

من جهته، قال قائد فيلق القدس بـالحرس الثوري الإيراني إسماعيل قآني إن "اليمن دعم فلسطين ومقاوميها بالقدر المطلوب وبما يتناسب مع ظروف المنطقة."

وأضاف قآني أنه "سيأتي يوم تتحمل فيه أمريكا مزيدا من تداعيات ما وصفها بجرائمها ودعمها للكيان الصهيوني".

قلق دولي

وعلى الصعيد الولي، أعرب المبعوث الأممي إلى اليمن هانس جروندبرج عن قلقه من التطورات الأخيرة المتعلقة في اليمن.

ودعا جميع الأطراف المعنية إلى تجنب الإجراءات التي من شأنها أن تؤدي إلى تفاقم الوضع، أو تصعيد التهديد على طرق التجارة البحرية، وزيادة التوترات الإقليمية.

كما حث كل الأطراف على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وإعطاء الأولوية للقنوات الدبلوماسية على الخيارات العسكرية.

كما أعربت جيبوتي عن قلقها البالغ من تطورات الأحداث في منطقة البحر الأحمر. ودعت الخارجية الجيبوتية -في بيان- إلى تجنب التصعيد وضبط النفس مشددة على أهمية حفظ الأمن والاستقرار في البحر الأحمر.

وأكد بيان الخارجية ضرورة درء أي خطر من شأنه أن يهدد حرية الملاحة في البحر الأحمر الذي وصفه بالممر المائي الحيوي للتجارة الدولية.

وعلى صعيد متصل، أكد وزير خارجية الصين وانج يي رفض استخدام القوة العسكرية ضد اليمن، مشيرا إلى أن المجتمع الدولي لم يفوض أي دولة لشنّ ضربات في اليمن.

وقال وزير الخارجية الصيني، في مؤتمر صحفي بالقاهرة اليوم الأحد مع نظيره المصري سامح شكري، إن بلاده تولي اهتماما لما يجري في البحر الأحمر، داعيا لـ"وقف الاعتداء على السفن والتصعيد الذي يحدث في البحر الأحمر الذي يهدد النظام الدولي".