أسود وسناجب وكلاب.. سر ألقاب منتخبات الأمم الأفريقية 2024

ذات مصر

مع انطلاق بطولة كأس الأمم الأفريقية في ساحل العاج، والتي بدأت في 13 يناير الجاري، وتستمر حتى 11 فبراير المقبل، تلاحقت الأحاديث حول أسماء الحيوانات التي تطلق على منتخبات أفريقيا، ودلالة كل لقب منها.

وغالبًا ما ترتبط الألقاب التي تُطلق على منتخبات القارة الأفريقية، بأسماء حيوانات تعيش في تلك الدول، أو بأسماء تشير إلى حضارة عريقة، فهي ترتبط أساسًا بمخزون الدولة من الطبيعة والثقافة والتاريخ.

ميزة فريدة

أسود وأفيال وفهود ونسور وفراعنة، هذه أبرز ألقاب المنتخبات الأفريقية المشاركة في نسخة ساحل العاج 2024 من كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم، وهي ميزة تنفرد بها منتخبات القارة السمراء بعيدًا عن الألقاب التقليدية لمنتخبات قارتي أوروبا وأمريكا الجنوبية، فعادة ما يتم الاكتفاء بالإشارة إلى لون القميص.

النسور

والنسور، هو أحد الألقاب الشائعة للمنتخبات حول العالم، ولاسيما في أفريقيا، وأبرزها لمنتخبي تونس ونيجيريا ومالي.

ففي تونس يلقب المنتخب بـ"نسور قرطاج"، وهي تسمية راجت بدخول الألفية الجديدة عندما تبناها الاتحاد التونسي لكرة القدم في شعاره الرسمي. 

وكان لقب المنتخب في البداية هو النسور، ثم أضيفت كلمة "قرطاج" في إشارة للحضارة التي تنافست مع الرومان على حكم ضفتي المتوسط في عصور ما قبل الميلاد، لتمييزها عن باقي نسور القارة.

أما في نيجيريا، فيلقب المنتخب بـ"النسور الخضراء الخارقة" نسبة للون علم البلاد، وتعود هذه التسمية للحقبة الذهبية في تاريخ الكرة النيجيرية في تسعينيات القرن الماضي.

وفي مالي، عرف المنتخب منذ سبعينيات القرن الماضي، باسم "النسور". وترجع التسمية لجلب المدرب الألماني للماليين في تلك الفترة كارل هاينز فيجانج أقمصة تحمل نسرا كبيرا في وسطها لتلتصق التسمية منذ ذلك الحين باسم البلاد.

الأسود

ويطلق لقب "الأسود" على ثلاثة منتخبات أفريقية، وهي الكاميرون والسنغال والمغرب.

فلقب الكاميرون، يعرف بـ"الأسود غير المروضة"، وقد عرف به المنتخب منذ ثمانينيات القرن الماضي، كدلالة على قوة الفريق وصعوبة إيقافه. وبات هذا اللقب أحد أشهر الألقاب في عالم كرة القدم الأفريقية والعالمية خصوصا بفضل "روجيه ميلا" الذي قاد الكاميرون لربع نهائي مونديال 1990 كأول منتخب أفريقي يبلغ هذا الدور.

أما السنغال فلقبت "أسود التيرانجا"، والتيرانجا كلمة في إحدى لغات السنغال المحلية، ويعرف المنتخب محليا باسم الأسود وأضيفت له كلمة "تيرانجا" والتي تعني الضيافة باللغة المحلية؛ ليتم تمييزه عن أسود أخرى في القارة كأسود الأطلس المغربية والأسود الكاميرونية، وهو أيضًا يرمز للثقافة السنغالية.

وفي المغرب، يعرف المنتخب بـ"أسود الأطلس"، نسبة إلى أسود عاشت في شمال أفريقيا في جبال الأطلس، التي تخترق المملكة، لكنها انقرضت قبل نحو قرن من الزمن. وسار زئير أسود المغرب مدويًا في أنحاء العالم بعد بلوغهم نصف نهائي مونديال قطر 2022.

الأفيال أو الفِيَلة

وللفيلة دلالات كبيرة في أفريقيا، فهي ترمز للصلابة والقوة، لهذا استخدم منتخبا كوت ديفوار (ساحل العاج) وغينيا هذا اللقب.

ألقاب حيوانات غريبة

أطلقت غينيا بيساو على منتخبها لقب "الكلاب البرية" التي تنتشر في البلاد، وتسمى بـ"جورتو"، أما جزر القمر فاتخذت لقب منتخب "سيلوكانث"، وهي نوع نادر من الأسماك يعيش قرب سواحل البلاد، ويعيش لأكثر من 100 عام.

أما منتخب الرأس الأخضر أو كيب فيردي، فيلقب بالقرش الأزرق، نظرا لوجود أسماك القرش قرب الجزيرة المعزولة، بينما اتبع منتخب بوركينا فاسو لقب "الأحصنة".

ولجأت معظم المنتخبات لألقاب الحيوانات المفترسة، التي تعطي انطباعا لقوة الفريق وشراسته أمام الخصم، ولكن منتخب بنين اتخذ توجها آخرا، حيث يلقب منتخبها بـ"السناجب"، وهي القوارض البريئة التي تعطي انطباعا بالسلام والمودة.

والتصق لقب السناجب بمنتخب بنين، غير أنه لا يعجب الكثيرين في البلاد، ولا يزال اتحاد الكرة هناك يرغب بتغييره للقب أكثر "ضراوة"، لكن الأمر لا يجدي نفعًا؛ فالصحافة العالمية تحب استخدام هذا اللقب، خاصة عند انتصار "السناجب" على "النسور" و"الأسود".

ألقاب غير حيوانية

وثمة منتخبات أفريقية ابتعدت عن ألقاب الحيوانات، وفضلت أن تشير ألقابها إلى ثقافتها وتاريخها، مثل منتخب مصر، المعروف بـ"الفراعنة" نسبة للحضارة القديمة التي تعود لآلاف السنين، وهم  ملوك كأس أمم أفريقيا بسبعة ألقاب بينها ثلاثة متتالية أعوام 2006 و2008 و2010.

وإلى جانب "الفراعنة"، منتخب غانا المعروف بـ"النجوم السوداء"، ومنتخب زامبيا الملقب بـ"الرصاصات النحاسية"، ومنتخب جنوب أفريقيا الملقب بـ"البافانا بافانا" والتي تعني "الأولاد" باللغة المحلية.

أما الجزائر فتستخدم لقب "محاربو الصحراء" الذي التصق بحامل لقب أمم أفريقيا، ولكن للمنتخب لقب آخر مرتبط بالحيوانات، وهو "ثعالب الصحراء".