أسلحة إيران للحوثيين.. ذخيرة طهران "المتقدمة" تُغير موازين القوى

ذات مصر

بالقرب من سواحل الصومال، تمكنت وحدة البحرية الأمريكية "سيلز" التابعة لسفينة "USS Lewis B Puller (ESB 3)"، بدعم من طائرات الهليكوبتر والطائرات بدون طيار، من ضبط قارب يحتوي على أسلحة يشتبه أنها «إيرانية» متجهة إلى اليمن.

تزامن ضبط القارب بعد أيام من الهجمات البريطانية الأمريكية على مواقع في اليمن رداً على الهجمات التي تشنها جماعة أنصار الله اليمنية على السفن الداعمة للاحتلال في البحر الأحمر.

أما بشأن القارب المضبوط، فذكرت الولايات المتحدة أن من بين المواد التي تمت مصادرتها تشمل مكونات الدفع والتوجيه ورؤوس للصواريخ البالستية ذات المدى المتوسط ​​الخاصة بالحوثيين (MRBMs) والصواريخ المجنحة المضادة للسفن (ASCMs)، بالإضافة إلى مكونات الدفاع الجوي المرتبطة بها.

التحليلات الأولية أشارت إلى أن هذه الأسلحة نفسها تم استخدامها من قبل الحوثيين لتهديد ومهاجمة الملاحين الأبرياء على السفن التجارية الدولية العابرة في البحر الأحمر.

القوات الأمريكية اعتبرت القارب الشراعي غير آمن وأغرقته، وألقت القبض على 14 شخصًا في انتظار لمحاكمتهم.

وتعد هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها ضبط أسلحة متقدمة قاتلة، مزودة من إيران، للحوثيين منذ بداية هجمات الحوثيين على السفن التجارية في نوفمبر 2023، وفتح باب التساؤلات حول قدرة إيران العسكرية وأسلحتها.

كيف طورت إيران أسلحتها ؟

تتوزع القوات العسكرية في إيران على مؤسستين مستقلتين تمامًا، وتمتلك كل منهما ترسانة متنوعة، بعضها قديم ويعود تاريخها إلى فترة قبل ثورة عام 1979، وبعضها حديث وتم تصنيعه محليًا في طهران، بالإضافة إلى أسلحة أخرى استوردتها من دول مختلفة.

وتتألف القوات المسلحة الإيرانية، والتي تأتي في المركز الـ١٧ ضمن أقوى جيوش العالم، من الجيش البري والبحري والجوي، بالإضافة إلى الحرس الثوري الذي يعمل بشكل مستقل عن الجيش.

تنوعت ترسانة القوات العسكرية الإيرانية، حيث تتضمن بعض الأسلحة القديمة والفعّالة مثل المروحية الأمريكية "CH-47" المستخدمة في نقل الجنود والمركبات الخفيفة، بالإضافة إلى الدبابة "إم-60 باتون" والتي تعود إلى فترة قبل الثورة عام 1979.

وفي تقرير سابق نشرته وزارة الخارجية الأمريكية في مايو الماضي، تبين أن المقاتلة "كوثر" التي زعمت إيران أنها صناعة محلية، في الواقع تعتبر نسخة معدلة من المقاتل تتميز القوات العسكرية في إيران بتنظيم مؤسستين مستقلتين تمامًا، وتمتلك كل منهما ترسانة متنوعة.

بسبب الخلافات الحادة بين الولايات المتحدة وإيران، فرضت على الأخيرة عقوبات قاسية، منعتها من استيراد أو تصدير الأسلحة بشكل خاص، ما دفعها لتطوير منظومة أسلحتها العسكرية الخاصة وتعديل القديم واستنساخ نماذج وتعديلها محليًا لتلبية احتياجاتها.

صورايخ إيران المطورة

يرى جوناثان روه، خبير في مجال الأمن القومي، إيران تفتقر إلى الأسلحة الحديثة، لذلك عمدت إلى تطوير قدرات تستهدف مواطن الضعف لدى الولايات المتحدة، مثل الصواريخ وطائرات الدرون.

ويقول روه إن إيران، نظرًا لقيود التوريد والعقوبات الدولية التي تفرض عليها، تجد صعوبة في الحصول على الأسلحة الحديثة، وبدلاً من ذلك، قررت تطوير قدراتها في مجالات مثل الصواريخ وطائرات الدرون، والتي يمكن استخدامها لاستهداف نقاط ضعف في البنية التحتية والأمن للولايات المتحدة.

شكلت الصواريخ نقطة قوة في المنظومة العسكرية الإيرانية، وتوسعت في إنتاج وتطوير الصواريخ البالستية والصواريخ المضادة للطائرات، وطائرات الدرون المسلحة، وأصبح هذه الأسلحة جزءًا من قوة طهران العسكرية.

ومنذ عقود وتعتمد إيران على التكنولوجيا والخبرات الروسية والصينية في هذا المجال، بالإضافة إلى استغلال السوق السوداء للحصول على المعدات والخبرات اللازمة.