«مانحو أونروا».. طعام أهل غزة في يد حلفاء إسرائيل

ذات مصر

لا تزال ردود الأفعال الفلسطينية والدولية متوالية على قرار دول عديدة بقيادة الولايات المتحدة، بتعليق المنح المالية الموجهة إلى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، موقتًا، بعد الادعاءات الإسرائيلية بمشاركة 12 من موظفي "أونروا" في هجوم "حماس" يوم 7 أكتوبر الماضي.

تعليق رغم التحقيق

وحتى أمس الاثنين، أعلنت 12 دولة وقف تمويلها للوكالة الأممية "مؤقتا"، هي الولايات المتحدة وكندا وأستراليا وإيطاليا وبريطانيا وفنلندا وألمانيا وهولندا وفرنسا وسويسرا واليابان والنمسا، إثر المزاعم الإسرائيلية، رغم عدم تقديم إسرائيل ما يثبت ادعاءاتها للأمم المتحدة، وفتح “الأونروا” تحقيق في الأزمة. 

وتعاقبت الإعلانات الغربية بعد ساعات من إعلان محكمة العدل الدولية في لاهاي رفضها مطالب إسرائيل بإسقاط دعوى "الإبادة الجماعية" في غزة التي رفعتها ضدها جنوب إفريقيا وحكمت مؤقتا بإلزام تل أبيب "بتدابير لوقف الإبادة وإدخال المساعدات الإنسانية".

وفي هذه الأثناء، أعلنت ثلاث دول هي إسبانيا وأيرلندا والنرويج أنها "لن تقطع المساعدات" لكنها رحبت بإجراء تحقيق في المزاعم الإسرائيلية بشأن مشاركة بعض موظفي الوكالة في هجوم "حماس" على مستوطنات غلاف غزة.

من جهتها، أعربت الخارجية التركية، الأحد الماضي، عن قلقها إزاء قيام بعض الدول بوقف مساعداتها للأونروا.

وكانت "أونروا" قال، الجمعة الماضية، إنها فتحت تحقيقًا في مزاعم ضلوع عدد (دون تحديد) من موظفيها في هجمات السابع من أكتوبر ضد إسرائيل.

وحذر المفوض العام لـ"أونروا" فيليب لازاريني، الأحد الماضي، من أن تعليق بعض الدول تمويلها للوكالة الأممية "سيؤدي إلى توقف جميع أنشطتنا الإنسانية لدعم الفلسطينيين في غضون بضعة أسابيع".

أكبر المانحين حلفاء إسرائيل

ورجوعًا إلى أحدث البيانات المنشورة لقائمة المانحين للوكالة، عن عام 2022، فإن أكبر مانحين اثنين، من حلفاء إسرائيل، وهما الولايات المتحدة وألمانيا.

وبحسب بيانات الوكالة، فقد بلغ إجمالي الدعم الأمريكي خلال 2022 نحو 344 مليون دولار، يمثل ما نسبته 29.3 بالمئة من إجمالي الدعم الذي تلقته "أونروا" في ذلك العام، فيما بلغ الدعم الدولي للوكالة، في العام ذاته، نحو 1.17 مليار دولار، ويمثل ما نسبته 75 بالمئة من إجمالي المبلغ الذي احتاجته "أونروا" في ذلك العام.

وبعد الولايات المتحدة، تأتي ألمانيا في المرتبة الثانية كأكبر داعم للوكالة الأممية، بإجمالي 202 مليون دولار، تمثل ما نسبته 17.3 بالمئة من مجمل الدعم.

ويعني ذلك أن حليفي إسرائيلي يشكلان 46.6 بالمئة من إجمالي الدعم السنوي للوكالة، بينما تتوزع النسبة المتبقية (53.4 بالمئة) على 96 مانحا دوليا أو مؤسسات داعمة.

أوروبا واليابان

ويأتي الاتحاد الأوروبي في المرتبة الثالثة بقيمة 114.2 مليون دولار، وتحل السويد في المرتبة الرابعة بقيمة 61 مليون دولار، ثم النرويج 34.1 مليون دولار في المرتبة الخامسة.

بينما اليابان، التي أعلنت تعليقا مؤقتا للمنح الموجهة للوكالة، تأتي في المرتبة السادسة كأكبر داعم لأونروا، بقيمة 30.1 مليون دولار في 2022.

في المرتبة السابعة تأتي فرنسا بقيمة دعم 29 مليون دولار في 2022، تتبعها ثامنا المملكة العربية السعودية بـ 27 مليون دولار، وسويسرا تاسعا بـ 25.5 مليون دولار، وتركيا عاشرا بـ 25.2 مليون دولار.

وفي قائمة العشر الأوائل، هناك 5 دول علقت التمويل مؤقتا، وهي: الولايات المتحدة، وألمانيا، وفرنسا، وسويسرا، واليابان، بإجمالي دعم 630.5 مليون دولار، تشكل 54 بالمئة من مجمل الدعم في 2022.

وإلى جانب السعودية، قدمت دول عربية دعما للوكالة الأممية؛ هي: الكويت بقيمة 12 مليون دولار، وقطر 10.5 ملايين دولار، وفلسطين 5.7 ملايين دولار، والأردن 4.2 ملايين دولار، ودول أخرى قدمت أقل من مليون دولار لكل بلد، مثل لبنان وسوريا وسلطنة عمان والبحرين.

ويشن الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر 2023، حربا مدمرة على غزة، خلفت حتى الأمس 26 ألفا و637 شهيدا و65 ألفا و387 مصابا، معظمهم أطفال ونساء، وفق السلطات الفلسطينية، وتسببت في "دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب الأمم المتحدة.