نقابة الموسيقيين.. أزمة ممتدة واستقرار ضائع

مصطفى كامل وهاني
مصطفى كامل وهاني شاكر

في صدمة غير متوقعة، أعلن نقيب الموسيقيين المصريين، مصطفى كامل، استقالته من منصبه عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، ليعيد سيناريو استقالة الفنان هاني شاكر على خلفية ما حدث في مؤتمر أقامته النقابة، وشهد مشادات علت فيها أصوات الموسيقيين ولكن بالصراخ والصيحات، ما دفع شاكر للانسحاب.

وعقب إعلان كامل الاستقالة، جاء رد نقابة المهن الموسيقية سريعًا، عبر مجلس إدارة النقابة الذي حاول إثناء الفنان مصطفى كامل، عن الاستقالة من منصب نقيب الموسيقيين، التي أعلن عنها عبر صفحته الشخصية على موقع فيسبوك، وتفويضه وكيل المجلس الفنان حلمي عبد الباقي، لتولي المنصب.

أسباب الاستقالة

وفي وقت سابق، قال المتحدث الرسمي لنقابة المهن الموسيقية، إن هناك جلسات مكثفة من مجلس النقابة، مع النقيب مصطفى كامل لإقناعه بالتراجع عن قراره بتفويض حلمي عبد الباقي في منصب نقيب الموسيقيين.

وذكر أنه كان هناك عدة أشياء أغضبت مصطفى كامل في الفترة الأخيرة، ومجلس النقابة يجري محاولات مكثفة لإقناعه بالتراجع عن قراره.

وأضاف محمد عبد الله: "مصطفى كامل عمل طفرة كبيرة في نقابة المهن الموسيقية ومجلس النقابة اجتمع معه لإقناعه بالتراجع عن قراره وإن شاء الله يفضل في مكانه ومنصبه".

وبدوره، قال عضو نقابة الموسيقيين، حمدي سلام، إن مصطفى كامل تعرض لنقد شديد من فئة على قراراته بشأن النقابة، مضيفًا، خلال مؤتمر صحفي بالنقابة، أن قلة قليلة تنتقد مصطفى كامل، وأن النقابة في عهده أصبحت "خلية نحل".

الاستقرار الضائع

وتعيد هذه الأزمة التذكير بأزمة نقابة الموسيقيين المزمنة، فنقيب الموسيقيين السابق، الفنان هاني شاكر، استقال من منصبه أيضًا قبل انتهاء المدة المحددة وهي 4 سنوات، بعد أزمات متكررة مع مغنِّي المهرجانات، واتهام النقيب وقرارته بالعشوائية والشخصنة والهروب من المسؤولية.

تلك أزمة ممتدة منذ عقود، فبعد استقرار لم طويلا بعد 23 يوليو 1952، ففي العام 1958 تولى الملحن عبد الحميد عبد الرحمن، رئاسة النقابة وفي هذا العام حل الرئيس جمال عبد الناصر جميع النقابات، وقرر إعادة تشكيلها من جديد، بينما ظلت نقابة الموسيقيين في حكم التجميد لنحو 20 عاما.

ثم أعيد العمل بالنقابة مرة أخرى خلال السبعينيات، وتناوب الموسيقيان أحمد فؤاد حسن، وصلاح عزام، على منصب النقيب لعدة سنوات، وأعقبهما على كرسي النقيب الموسيقار حلمي أمين الذي شُنت عليه الكثير من الحروب والاتهامات فترة توليه المنصب.

المصير نفسه واجه النقيب الذي تلاه، وهو الموسيقار الكبير الراحل حسن أبو السعود، إذ واجه أزمات كثيرة خلال توليه المنصب، لكنه صمد وواجه عقبات كثيرة واستقر لفترة طويلة في منصب النقيب حتى وافته المنية.

وفي عام 2011 مع اندلاع ثورة الـ25 من يناير، واجه نقيب الموسيقيين الملحن منير الوسيمي حرب ضروس بعد توليه منصب النقيب، إذ احتسبه كثيرون مواليا لنظام الرئيس الأسبق حسني مبارك، وحل مجلس النقابة، وعين الفنان إيمان البحر درويش نقيبا للموسيقيين.

درويش أيضًا، لم يهنأ كثيرًا بالمنصب إذ قررت النقابة سحب الثقة منه بعد فترة، وانتُخب مصطفى كامل نقيبا للموسيقيين، واشتد الصراع بين درويش وكامل ووصل للاتهامات والعنف وساحات المحاكم حتى تم انتخاب الفنان هاني شاكر لمنصب النقيب وفاز به ليدخل هذه المرة بقدميه إلى دائرة الصراع والاتهامات مع منافسه مصطفى كامل حتى انتهى الصراع بالانتخابات واكتساح شاكر للنتيجة وتوليه منصب النقيب.

نقابة الممثلين.. استقرار دائم

أزمات نقابة الموسيقيين جعلت مقعد النقيب فارغًا لفترات عدة، فلم يتمكن النقيب السابق، هاني شاكر من استكمال مدته بعد الهجوم الكبير عليه، ما يختلف عن جارتها نقابة المهن التمثيلية والتي يحتفظ نقيبها الدكتور أشرف زكي منذ 8 سنوات متتالية.

نقيب الممثلين الحالي، الفنان أشرف زكي، ظل على مقعد النقيب منذ العام 2003 حتى اندلاع ثورة يناير 2011، وعقبها تولى المنصب الفنان أشرف عبدالغفور حتى عام 2015، قبل أن يعود زكي مجددًا ويستمر في المنصب حتى الآن.

وتعكس هذه المقارنة خللاً في نقابة المهن الموسيقية التي لم تعش استقرارًا طويلا، لاسيما في السنوات العشر الأخيرة، التي واجه النقباء خلالها اتهامات بالفساد، وأزمات كثيرة تسببت في عدم استمرارهم في مناصبهم حتى انتهاء المدة.