إعادة تدوير زيت الطعام.. كوارث صحية تهدد حياة المصريين

ذات مصر

دفعت الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها قطاع واسع من المصريين الكثيرين إلى  اللجوء إلى استخدام "قنابل موقتة" تهدد حياتهم وتؤثر في صحة أبنائهم دون إدراك منهم لخطورتها عليهم.

زيت الطعام المستعمل.. سجل الكيلو بـ ٣٢ جنيهًا

في الأشهر القليلة الماضية، شهدت الشوارع، خصوصًا في المناطق الشعبية والقرى، انتشارًا لسيارات شراء "زيت الطعام المستعمل"، الذي أصبح يباع بأثمان كبيرة وصل إلى ٣٢ جنيها، مع ارتفاع أسعار كل السلع الغذائية، ومنها الزيت.

البعض يعرض شراء 5 كيلو زيت مستعمل مقابل زجاجة أو زجاجتين من الزيت السليم أو أدوات نظافة أخرى، مما يجعل العرض مغريًا بالنسبة للأسر التي يمكنها توفير جزء صغير من احتياجاتها عن طريق إعادة التدوير، ولكن هناك مشكلة تهدد الجميع.

يقوم بعض السماسرة بجمع الزيوت من المنازل أو المطاعم أو الفنادق مقابل مبلغ نقدي مغرٍ ويبيعونها لمصانع تقوم بتصفيتها وتكريرها بهدف استخراج المواد القيمة منها وفصلها عن المواد غير المفيدة، وذلك لاستخدامها مرة أخرى.

إعادة تدوير زيت الطعام

إلى هنا، يقول خالد عيش، رئيس النقابة العامة للسلع الغذائية: إن الفجوة بين إنتاج الزيت والاستهلاك المحلي موجودة منذ سنوات، ولكن لم نشعر بها إلا خلال أزمة فيروس كورونا التي بدأت عام 2020 مع تعطل حركة الاستيراد. لذا سعى التجار إلى تحقيق هامش ربح مرتفع من شراء الزيوت المستعملة وتكريرها لبيعها مرة أخرى، مما جذب الكثيرين نحو هذه الفرصة السريعة للربح.

وتعتبر ظاهرة انتشار السيارات المتنقلة التي تدعو لشراء الزيت المستعمل من المنازل ظاهرة جديدة في المجتمع المصري. يتم جمع هذا الزيت لاستخدامه في صناعة الصابون بدلاً من رميه في الصرف الصحي، وهذا هو الاستخدام الأمثل له.

تستورد مصر الزيت الخام بنسبة تصل إلى 97٪ من احتياجاتها السنوية للزيوت الغذائية، حيث يكفي الإنتاج المحلي لتلبية حوالي 3٪ فقط من هذه الاحتياجات، وتشمل الزيوت المستوردة زيت بذور القطن وفول الصويا وزيت الذرة وزيت دوار الشمس.

تعمل مبادرات على توفر خدمة إعادة تدوير الزيت المستعمل في صناعات كيميائية مثل الوقود الحيوي،  ومن بين تلك المبادرات، مبادرة "جرين بان" التي تستخدم  الزيت المستعمل في صناعات أخرى مثل المنظفات والجلسرين وزيوت التشحيم والشمع.

مخاطر استخدام الزيت المستعمل

حذر عدد من خبراء البيئة والأطباء من انتشار ظاهرة إعادة تدوير زيت المستعمل، نظرًا للمخاطر الصحية التي تنطوي عليها، إذ إن زيت القلي المستعمل يحتوي على مركبات هيدروكربونية خطيرة، والتي يمكن أن تؤثر سلبًا على الجهاز المناعي والكبد ومستويات الكوليسترول الضار في الدم.

بالإضافة إلى ذلك، إعادة استخدام زيت القلي المستعمل يمكن أن يتسبب في مخاطر صحية خطيرة، مثل ارتفاع ضغط الدم وتغيرات في الأنسجة والمواد الوراثية، وقد تتسبب الجذور المتولدة أثناء عملية القلي في تلف الدهون الغشائية عن طريق بيروكسيد الدهون، مما يؤدي فيما بعد إلى الإجهاد التأكسدي. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يزيد استخدام زيت القلي المستعمل من خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان الخطيرة.

عقوبات إعادة تدوير زيت الطعام

تنص القوانين على أنه يتم معاقبة غش الزيت بالسجن وغرامة تتراوح بين 100,000 جنيه و500,000 جنيه، أو قيمة السلعة المتعلقة بالجريمة، أيهما أكبر، ويشمل ذلك الأغذية والعقاقير والنباتات الطبيعية والأدوية والمنتجات المغشوشة أو الفاسدة أو المنتهية الصلاحية، أو المواد التي تستخدم في الغش وتشكل خطرًا على صحة الإنسان أو الحيوان.

تعمل وزارة البيئة على تنفيذ خطة تهدف إلى التخلص الآمن من الزيوت المستعملة، وتتضمن الخطة التواصل مع مبادرة "أنتي البداية" ومبادرة "جرين بان"، والتي تعمل على إعادة تدوير الزيوت.

ويمكن للأفراد التواصل مع المبادرة عبر الخط الساخن 19481، حيث يقوم مندوب معتمد بجمع الزيوت المستعملة التي تم تصفيتها من الشوائب في زجاجات بلاستيكية سعة لا تقل عن 5 لترات.