بعد اتهامات التجسس.. فرنسا: نُعد لـ"صفحة جديدة" في العلاقات مع المغرب

ذات مصر

أعلن وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورني، أمس الاثنين، عن "صفحة جديدة" في العلاقات بين الرباط وباريس، يجري الإعداد لها بين الجانبين.

وقال سيجورني الذي حل بالمغرب، في زيارة هي الأولى إلى المنطقة منذ تعيينه، إن باريس ترغب في بناء شراكة مع المغرب للعقود الثلاثة المقبلة، مؤكداً دعم باريس لمقترح الحكم الذاتي الذي يطرحه المغرب لحل النزاع في الصحراء.

وتأتي هذه الزيارة عقب فتور وتوتر طبع العلاقات بين البلدين خلال السنوات الأخيرة، على خلفية عدد من القضايا، منها اتهامات وُجّهت للمغرب بالتجسس على مسؤولين فرنسيين، منهم الرئيس إيمانويل ماكرون، وهي الاتهامات التي نفتها الرباط، فضلاً عن إدانة البرلمان الأوروبي للمغرب في "حرية الصحافة"، وهي خطوة اعتبر مسؤولون مغاربة أن فرنسا من يقف وراءها.

في مؤتمر صحفي مشترك أعقب مباحثات بين الجانبين، قال وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، إن العلاقة بين الرباط وباريس "في لحظة تجدد"، وفق مبادئ الثقة والاحترام المتبادل، مؤكداً أن فرنسا "شريك متميز" للمغرب على المستوى السياسي والاقتصادي.

وأشار بوريطة إلى أن هذه العلاقات "متجذرة في التاريخ"، وتقوم على أساس مصالح متبادلة، لكنه شدد على أن علاقة الرباط مع المستعمر السابق هي "علاقة دولة لدولة"، يرعاها قادة البلدين، الملك محمد السادس والرئيس إيمانويل ماكرون.

واعتبر بوريطة أن المغرب أضحى "قطب استقرار وفاعلاً أساسياً وشريكاً مطلوباً في المنطقة، لذا تحتاج العلاقة إلى التجدد وفق هذا المنطلق"، لافتاً إلى أن الجانبين أكدا ضرورة "التحضير الجيد للاستحقاقات المقبلة"، من خلال الزيارات المتبادلة للمسؤولين، وإعداد اتفاقيات أو إعلانات ومبادرات يمكنها تعزيز العلاقة بين البلدين.

بدوره قال وزير الخارجية الفرنسي إن باريس ترغب في "تعميق الروابط" مع المغرب، وبناء شراكة لـ30 سنة مقبلة، في مختلف المجالات ذات الأولوية، وفي مقدمتها الطاقات المتجددة.

وأشار إلى أن هناك زيارات مرتقبة قريباً لعدد من المسؤولين الفرنسيين إلى المملكة المغربية، منهم وزير الاقتصاد، آملاً استضافة وزراء ومسؤولين مغاربة في فرنسا خلال الأسابيع القادمة.

كما أكد سيجورني أن باريس تعي جيداً أهمية قضية الصحراء بالنسبة للمغرب. وقال في المؤتمر الصحافي المشترك مع نظيره المغربي ناصر بوريطة، إن فرنسا تدعم المقترح المغربي بمنح أقاليم الصحراء المتنازع عليها حكماً ذاتياً تحت السيادة المغربية.

وأضاف أن المملكة "يمكنها دائماً أن تعتمد على فرنسا" في دعم هذا المخطط، مشيراً إلى أن باريس تريد حلاً لهذا النزاع يرضي كلا الطرفين.

وقال وزير الخارجية الفرنسي إن باريس تدعم جهود المبعوث الأممي ستافان دي مستورا، من أجل إحياء المفاوضات من أجل حل نهائي لهذا الملف، لافتاً إلى أن باريس تدعم "جهود التنمية" التي يقودها المغرب في أقاليم الصحراء.

وهنأ سيجورني المغرب أيضاً على انتخابه لرئاسة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، مؤكداً أن فرنسا ستواصل التعبئة لدعم شراكة المغرب مع الاتحاد الأوروبي.

وناقش بوريطة مع نظيره الفرنسي، عدداً من القضايا الإقليمية والدولية، في مقدمتها الصراع في الشرق الأوسط، إذ أكد وزير الخارجية المغربي ضرورة العمل من أجل وقف إطلاق النار في غزة، وضمان وصول المساعدات، وعدم تهجير الفلسطينيين، مع إحياء مفاوضات السلام، بما يحفظ الهوية العربية الإسلامية للقدس.

وحذر الوزير المغربي من استمرار التوتر في شهر رمضان المقبل، وأي ممارسات أو قرارات يمكن أن تُفاقم التوتر حول المسجد الأقصى، وتضاف إلى الواقع المأساوي الذي يعيشه الفلسطينيون في غزة.