بايدن.. والانتحار في ضواحي كييف

أحمد عطا
أحمد عطا

قبل أيام قليلة من الذكرى الأولى للحرب الروسية الأوكرانية، حالة من الإحباط وخيبة الأمل أصابت سكان المعمورة، عندما فاجأ الرئيس الأمريكي چو بايدن العالم بزيارة غير معلنة للعاصمة الأوكرانية  كييف، وعبر كلاً من الجانب الأمريكي والأوكراني عن فرحتهم بهذه الزيارة على طريقة “مال الله لله.. ومال قيصر لقيصر”.

والذي يُثير الدهشة أن بايدن قطع بالقطار عشر ساعات منطلقاً من الأراضي البولندية وصولًا إلى كييف تحت حماية غير مسبوقة من منصات الدفاع الجوي الأمريكي العابرة للقارات، وحزمة من الأقمار الصناعية الأمريكية التي لديها قدرة فائقة في التقاط أنفاس بوتين داخل الكراملين، الذي مازال يتمتع بقدرة غير مسبوقة في إدارة الحروب طويلة الأمد كما لو أنه لاعب بوكر محترف. 

لكن بايدن أراد أن ينفي عن الناتو ما يُشاع من وجود انقسام سياسي حول استمرارية الحرب الروسية الأوكرانية بهذه الزيارة، التي أكد فيها استمرار تدفق الأسلحة الغربية لدعم ومساندة كييف طالما استمرت الحرب، ولكن بايدن حسبما أكدت المصادر والمعلومات الدولية، قد التزم الصمت حول الطلب المتكرر للرئيس الأوكراني بتزويد كييف بعدد من طائرات إف 16 في نسختها الجديدة، والتي تتمتع بدقة قتالية تفوق أي طائرة قتالية، بجانب منظومة تشويش على منصات الصواريخ لم تكشف عنها البنتاجون حتى الآن 

ربما تخشى واشنطن أن تقع هذه النوعية المتطورة من إف 16 في يد المخابرات العسكرية الروسية، ووقتها سيحصل الكراملين على التقنيات الحديثة من النسخة المتطورة من إف 16 بأرخص الأسعار دون مجهود يُذكر من المخابرات الروسية. 

ولكن بايدن أسقط عن المجتمع الدولي تحذيرات متكررة من عدد من الأجهزة الاستخباراتية الغربية، والتي أكدت له أن كميات ضخمة ومتنوعة من الأسلحة العربية تُباع وتتحرك في مسارين بمعرفة عدد من القيادات العسكرية الأوكرانية؛ المسار الأول: والذي يتم تهريب الأسلحة فيه، وبيعها للأجنحة العسكرية الشيعية، مثل الحوثي في اليمن وفيلق القدس.

أما المسار الثاني، والذي حيث يتم تهريب وبيع الأسلحة فيه لعدد من الارتكازات المسلحة المتطرفة، والتي تنتشر داخل الصحراء الأفريقية، ومنطقة الساحل الأفريقي، وهو ما أغضب فرنسا بسبب وصول السلاح الغربي لحركة الشباب وعناصر تنظيم  القاعدة، وذلك لأن شركة توتال الفرنسية لديها أكبر مشروع للتنقيب عن الغاز، بقيمة 20 مليار يورو في دولة موزمبيق، وهو ما جعل الرئيس الفرنسي يضع ملف تسليح الجماعات الإرهابية أمام الرئيس بايدن في الاجتماع الأخير الذي جمع بينهما.

وأكدت المخابرات الفرنسية أن قيادات عسكرية أوكرانية تنقل السلاح الغربي إلى أفريقيا عبر عدة دول، حتى وصل حجم تهريب السلاح الغربي بمعرفة القيادات العسكرية الأوكرانية منذ اندلاع الحرب حتى الآن  إلى ما يقرب من 3.4 مليار دولار، وقد وصل حجم المساعدات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا إلى 24.9 مليار دولار، وفقاً لوزارة الخارجية الأمريكية، مما أدى إلى وجود انقسام سياسي في الولايات المتحدة  حول هذه المساعدات. 

لكن يبقي السؤال؛ هل أراد بايدن بزيارته لأوكرانيا  التي ستستغرق ثلاثة أيام أن يبحث عن انتصار زائف يقنع به أعضاء  حلف الناتو؟

أم أراد أن ينتحر سياسياً في ضواحي كييف، خاصة وأنه يعلم أن السلاح الأمريكي الذي تدعم أمريكا به كييف يُباع في الحجر المغلقة لسمسرة السلاح في أوروبا الشرقية، قبل نقله إلى أيدي الأجنحة العسكرية الشيعية والراديكالية.