البضائع المقلدة تغزو السوق المصرية.. ومواطنون: «بتوفر علينا كتير»

ذات مصر

أصبحت السوق المصرية في الآونة الأخيرة ملاذًا آمنًا لكل المنتجات المقلدة والمهربة غير المطابقة للمواصفات، ولم تعد الأجهزة الرقابية قادرة على مواجهتها رغم انتشار بيعها في أماكن عامة، علاوة على انتشار دعاية لبعضها على شاشات القنوات الفضائية.

مافيا «الأسواق الشعبية والمترو»

المنتجات المغشوشة في مصر، تجد في الأسواق الشعبية في القاهرة والمحافظات موطئًا مريحًا لها، بالإضافة إلى انتشارها بكثرة مع الباعة الجائلين في محطات المترو، وأصبحت غير مقتصرة على الأجهزة الكهربائية والمنتجات الترفيهية لتصل إلى الغذاء.

في وسط ضجيج المترو يبرز صوت بائع ينادي معلنًا عن بيع منتجات غذائية بأقل من نصف ثمنها قليلًا للكبار والشباب والأطفال، فالشكولاتة والبسكويت متوفرة هناك بكثرة، وصولًا إلى السكر والزيت وجميع منتجات العناية بالبشرة، وأيضًا إكسسوارات الهواتف المحمولة.

كيلو السكر في المترو يباع مقابل 35 جنيهًا رغم أن سعره الحالي في السوق وصل إلى 70 جنيهًا، وزجاجة الزيت أقل في الثمن بنحو 50% عن نظيرتها في المحال، لكن يوجد فارق بسيط في الوزن لا يسمح بتخفيض السعر إلى هذا الحد، والمختلف أيضًا الجودة تظهر بوضوح من رائحتهما المعتادة في البيوت المصرية.

بالنسبة للأطفال تباع الشوكولاتة البابلي الصغيرة، بخمس جنيهات في محطات المترو والباعة الجائلين في الشوارع رغم أن سعرها يصل إلى 10 جنيهات، وتعرض الشوكولاتة فرسكا شوكو ستكس بـ3 جنيهات رغم بيعها بـ5 في السوبر ماركت.

على نفس المنوال يعرض الباعة منتجات أخرى بأقل من 70% من ثمنها الأصلي للعناية بالبشرة والنظافة الشخصية، بالإضافة إلى مستلزمات الهواتف المحمولة البسيطة والتي يقل سعرها بأكثر من النصف عن الموجودة في المحال.

إقبال «المضطر»

لا يجد المارة في الشوارع والمترو مانعًا من الوقوف لشراء السلع سواء الغذائية أو غيرها من هؤلاء الباعة، رغم علمهم بخطورتها على صحتهم وصحة أطفالهم، بدوافع تبدو منطقية عند أغلبهم في ظل معاناتهم من الواقع الاقتصادي الصعب في البلاد.

فتحكي أمينة محمد، ربة منزل: “دائمًا ما تلفت نظري المنتجات المعروضة مع الباعة الجائلين، خصوصًا مع انخفاض أسعار بعضها نحو 50% عن الموجودة في المحال والسوبر ماركت، فأجد نفسي أشتري ضعف الكمية بنفس الثمن، واتغاضى جزئيًا عن مسألة الجودة”.

وتوضح أمينة في تصريحاتها لـ«ذات مصر»: “أحاول التحقق نوعًا ما من جودة المنتجات، فلا أقبل شراء الأغذية غير الجيدة، وغالبًا ما يبيع الباعة في المترو منتجات أوشكت على انتهاء صلاحيتها وليست فاسدة تمامًا، ما يجعل سعرها أقل”.

وتنوه ميرفت سمير، موظفة بقطاع الأعمال العام، وأم لطفلين: «أنا موظفة ولا تسمح الظروف لي بشراء أفضل المنتجات، وعادة اشتري منتجات غذائية جاهزة كالفتة والسجق والبرجر، التي تباع على الرصيف بأسعار منخفضة عن نظيرتها في المحال والسوبر ماركت بنسب تتجاوز الـ60% تقريبًا".

وترى ميرفت أن تلك المنتجات ليست بالجودة الأفضل لكنها مقبولة جدًا مقارنة بأسعارها، مكملةً: "تلك المنتجات ليست بالسوء الذي يعتقده البعض لكنها لا تحتوى على نفس كمية اللحم الموجودة في نظيرتها، فتزداد نسبة الدهون بها، لكنها الوحيدة التي نقدر على شرائها.

مبررات التجار

تقول البائعة أسماء هشام، إن الشركة الذي تتعامل معهم تعتمد على البيع السريع من خلالنا وليس السوبر ماركت لتقليل التكلفة على المستهلكين، مبينةً أن ذلك يعد سببًا في انخفاض أسعار المنتجات الموجودة معها، بالإضافة إلى طريقة العرض والتي تغري بها المستهلك.

تضيف: “اعتمد على البيع اليومي وإغراء المستهلك للشراء بالأسعار المخفضة لتحقيق المكاسب السريعة والقليلة، وهذا الأفضل للناس، لكن المحال التجارية تعتمد على البيع خلال أسابيع وشهور وتضيف أعباء إضافية كالإيجار وفاتورة الكهرباء على ثمن المنتج”، مشيرةً إلى أنها تضع عروضًا على أي منتج توشك أن تنتهي صلاحيته، فإذا انتهت أعادته إلى المصنع.

وتكمل البائعة مريم محمد: “كل منتج وليه سعره، ولكن فى منتجات تباع رخيصة جدا وطعمها سيء، ولكن الشركة اللي بتعامل معاها، بتنزل عروض على طول ما يجعل المنتجات المعروضة لدينا أقل سعرًا، ويساعد المواطنين في شراء احتياجاتهم بأسعار أقل”.

تنفي مريم انتهاء صلاحية المنتجات المعروضة لديها ولدى زملائها، مشددةً على أن كل منتج له صلاحيته الخاصة، وقبل انتهاء الصلاحية تعيده إلى المصنع الذي تتعامل معه، وأنها تتسلم يوميًا طلبية في الساعة 7 صباحًا وخاصةً الفطائر، وتاريخ الصلاحية مدون عليها ومغلفة تغليفًا جيدًا.