محاولة انقلاب واضطراب في البلاد.. ماذا يحدث في تشاد؟

ذات مصر

انقلابات مستمرة واغتيالات وأوضاع غير مستقرة هذا هو حال دولة تشاد، التي تقترب من انتخابات رئاسية بعد أشهر قليلة.

الأسبوع الماضي، أعلنت السلطات التشادية، محاولة اغتيال رئيس المحكمة العليا بتدبير من الحزب الاشتراكي تحت قيادة يحيى ديلو.

وأفادت وزارة الإعلام التشادية في بيانها بأن الحكومة تبلغ الرأي العام الوطني والدولي بأنه تم تنفيذ محاولة اغتيال رئيس المحكمة العليا بتحريض من السكرتير المالي للحزب الاشتراكي، وقد تم اعتقاله.

وأضافت الوزارة: "تطورت الأمور بشكل دراماتيكي مع هجوم متعمد من قبل المتواطئين مع هذا الشخص، وعلى رأسهم أفراد من الحزب الاشتراكي بقيادة رئيس الحركة يحيى ديلو، على مقر وكالة الأمن الوطني للدولة، مما أسفر عن وقوع حالات وفاة".

ماذا يحدث في تشاد؟

في تشاد تتبادل الأطراف المتنافسة اتهامات باللجوء إلى استخدام العنف، ويعزى هذا التصعيد إلى حالة التوتر التي تسبق الانتخابات.

في عام ٢٠٢١، تولى الرئيس محمد إدريس ديبي رئاسة البلاد بعد وفاة والده، وقد أعلنت فترة انتقالية تستمر 18 شهرًا تمهيدًا لتسليم السلطة للمدنيين بعد إجراء انتخابات حرة ونزيهة.

ومع ذلك، قرر الرئيس محمد ديبي تمديد الفترة الانتقالية لمدة 24 شهرًا إضافية، بهدف إتاحة الفرصة لاستكمال الحوار الوطني والتحضير للانتخابات.

مع اقتراب موعد الانتخابات، تم تجميع غالبية الأحزاب والتنظيمات السياسية خلف مرشح حزب الحاكم، الجنرال محمد ديبي، باستثناء حزب التجمع الوطني والحزب الاشتراكي بلا حدود.

وقد قرر الحزبان المشاركة في الانتخابات بترشيح مرشحيهما لمواجهة الرئيس التشادي.

لكن حدث ما لم يكن في الحسبان، وتصاعد التوتر، إذ وقعت حادثة قتل والدة زعيم الحزب الاشتراكي، يحيى ديلو، في 28 فبراير 2021، إثر هجوم قوات الأمن على منزله.

على الرغم من ذلك، أصدرت حكومته قرارات لاحقة أجلت الانتخابات حتى عام 2024، وسمحت لديبي بالترشح للرئاسة.

وقد أدى تأجيل الانتخابات إلى احتجاجات قوية وتصدي قوات الأمن لها بقوة، مما أسفر عن مقتل نحو 50 مدنيًا.

بالسحر والشعوذة.. أغرب انقلاب في القارة

تاريخ القارة الأفريقية مليء بالانقلابات العسكرية، حيث شهدت أكثر من 140 محاولة خلال 60 عامًا.

ومن بين هذه المحاولات، تبرز حادثة غريبة جدًا التي حدثت في تشاد مؤخرًا، حيث قادها سحرة ومشعوذون استخدموا ضحايا بشرية للسيطرة على الحكم في البلاد.

في تفاصيل محاولة الانقلاب، كشفت المديرية العامة للاستخبارات العسكرية التشادية ووسائل الإعلام المحلية عن تورط حركة "M3M" المعارضة في هذه المحاولة.

قررت الحركة عدم اللجوء إلى العنف، بل استخدمت خدمات ثلاثة من أبرز السحرة والمشعوذين، الذين قدموا قرابين بشرية وحيوانية كالدجاج والماعز والأغنام لتحقيق أهدافهم.

في تفاصيل المحاولة الغريبة، كشفت المديرية العامة للاستخبارات العسكرية التشادية ووسائل الإعلام المحلية عن تورط حركة "M3M" المعارضة في هذه المحاولة.

قررت الحركة عدم اللجوء إلى العنف، بل استخدمت خدمات ثلاثة من أبرز السحرة والمشعوذين، الذين قدموا قرابين بشرية وحيوانية كالدجاج والماعز والأغنام لتحقيق أهدافهم.

تم العثور على رجل مقطوع الرأس في حقيبة في منزل زعيم حركة "M3M"، وتم التعرف عليه باسم الملازم كورومتا ليفانا جوليمي، وقبضت قوات الأمن على أكثر من 80 عضوًا من هذه الحركة قبل يوم واحد من تاريخ 13 يناير، الذي كانوا يخططون فيه لتنفيذ العملية الانقلابية.

اضطراب في تشاد 

تعتبر هذه المرة الثالثة التي يتم فيها الإعلان عن فشل محاولة انقلاب منذ سيطرة الجيش على الحكم في عام 2021.

أعلن الرئيس المؤقت لتشاد، محمد إدريس ديبي، عزمه الترشح للانتخابات الرئاسية المقررة هذا العام بعد طول انتظار، وجاء هذا الإعلان بعد أسبوع من الفوضى التي شهدت مقتل السياسي المعارض يحيى ديلو بالرصاص في العاصمة نجامينا.

تم الشك في ظروف وفاة ديلو، وأثارت تساؤلات حول الانقسامات داخل النخبة الحاكمة في وقت حرج سياسيًا لتشاد، حيث تستعد الدولة الواقعة في وسط أفريقيا للعودة إلى الحكم الديمقراطي من خلال الانتخابات.

أفادت الحكومة التشادية بأن ديلو قتل في تبادل لإطلاق النار مع قوات الأمن، واتهمت أعضاء في حزبه بمهاجمة وكالة الأمن الداخلي.

ولم تنته الأحداث إلى هذا الحد، إذ ألقت الشرطة القبض على الجنرال صالح ديبي إيتنو، العم ديبي، الذي انشق مؤخرًا وانضم إلى حزب ديلو.