«سلاح ذو حدين».. كيف أثر الذكاء الاصطناعي على حياة البشر؟

ذات مصر

أصدرت صحيفة "وول ستريت جورنال"، اليوم الثلاثاء تقريرًا عن مدى تأثير الذكاء الاصطناعي على حياة البشر وخاصة التأثير السلبي في مجال الأعمال والوظائف البشرية.

ويعتبر الذكاء الاصطناعي من أكثر الاختراعات تطورًا في الوقت الحالي، فهو يساير القدرات الذهنية البشرية، فضلًا عن أن من خلاله يُمكن صنع حواسيب وبرامج قادرة على اتخاذ سلوك بشري، ما سهل بشكل كبير على بعض المؤسسات استخدامه وإحلاله بدلًا من الإنسان، وهو ما يشكل خطورة على القوة البشرية.. فكيف ذلك؟

الذكاء الاصطناعي وتأثيره على سوق تكنولوجيا المعلومات

وذكرت الصحيفة نقلًا عن فيكتور جانولايتيس، الرئيس التنفيذي لشركة الاستشارات "جانكو أسوشييتس"، أن النقص في مهارات الذكاء الاصطناعي والاختلاف في توقعات الرواتب سيرجح ذلك أن يؤدي إلى عدد أقل من وظائف تكنولوجيا المعلومات التي تم إنشاؤها هذا العام.

ووفق جانولايتيس أيضًا، توقع أن يتقلص سوق وظائف تكنولوجيا المعلومات في الولايات المتحدة بمقدار 20 ألفا إلى 30 ألف وظيفة في العام الجاري 2024.

في السياق نفسه، أشارت الصحيفة إلى أن قطاع تكنولوجيا المعلومات زاد بمقدار 700 وظيفة فقط في عام 2023، وهو تباطؤ حاد من 267 ألف وظيفة تمت إضافتها في عام 2022، وخاصة في خدمات تكنولوجيا المعلومات وعمليات مراكز البيانات.

التطور سلاح ذو حدين

ونقلت الصحيفة عن إريك جونسون، كبير مسؤولي المعلومات في شركة "PagerDuty"، وهي شركة تقدم أدوات إدارة العمليات الرقمية أنه لا يوجد مدير تكنولوجيا معلومات على قيد الحياة يمكنه أن يقول إن الأتمتة -«إحلال الآلة مكان الإنسان»- ليست مهمة، وقال إن السؤال هو ما إذا كان العمال الذين تم استبدالهم بالأتمتة يمكنهم التحول إلى أنشطة ذات قيمة أعلى.

ونقلت الصحيفة عن محرك البحث "انديد" أنه وفي فبراير، انخفضت رواتب مطوري البرمجيات على أساس شهري للمرة الأولى منذ عام 2019.. وقال نك بونكر رئيس قسم الأبحاث الاقتصادية في أمريكا الشمالية لـ"انديد" إن منشورات وظائف البرمجة انخفضت بنسبة 67% من مارس 2022 إلى نهاية فبراير الماضي.

وأضاف بونكر أن الذكاء الاصطناعي التوليدي لا يزال على رأس الأولويات التكنولوجية للعديد من الشركات، مما يجعل العمال الذين يتمتعون بأي مهارات في نماذج اللغات الكبيرة هم الأكثر طلبا، ويحصلون على أعلى الرواتب. وأشارت الصحيفة إلى أن بيانات "انديد" تظهر أن الوظائف المتعلقة بالذكاء الاصطناعي التوليدي زادت بمقدار 30 ضعفا عن العام الماضي.

تحذيرات من تغول الذكاء الاصطناعي 

وأشارت الصحيفة إلى أن العديد من الخبراء يعتقد أن تحول موارد الشركات نحو الذكاء الاصطناعي، والذي بدأ بالفعل في عمالقة التكنولوجيا الكبار، سيستمر مع اللحاق بالقطاعات الأخرى، مما يضع الباحثين عن عمل الذين ليس لديهم معرفة بالذكاء الاصطناعي في وضع غير مناسب نسبيا ما لم يتعلموا تلك المهارات.

بدوره، كان صندوق النقد الدولي قد حذر في وقت سابق، من أن الذكاء الاصطناعي قد يؤثر على قرابة 40 بالمئة من الوظائف حول العالم، داعيا صناع السياسات إلى الموازنة بعناية، بين إمكانات الذكاء الاصطناعي وتداعياته السلبية، في حين ركزت العديد من المناقشات التي شهدها المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس لعام 2024، على تأثير الذكاء الاصطناعي في سوق العمل والقوى العاملة.

وكما أن لكل اختراع الجانب السلبى والإيجابي، فإن الذكاء الاصطناعي لا يكاد يخرج عن تلك الاختراعات المفيدة تارة والضارة تارة أخرى حين استخدامه بشكل زائد عن الحد، خاصة أنه بذلك يؤثر بالسلب على الإنسان الذي يعد أساس أي حضارة وأي تقدم.