متابعوه يشككون.. تفاصيل عودة المدون علي مهدي إلى مصر

ذات مصر

أعلن اليوتيوبر والمدون المصري المعارض علي حسين مهدي عودته للقاهرة نهاية شهر مايو الجاري بعد غياب سنوات عن مصر.

واعترف مهدي عبر بوست نشره على صفحته الشخصية على موقع فيسبوك بأنه أخطأ في تقدير كثير من المواقف، وأن حرب غزة ساهمت في توضيح كثير من الأمور بالنسبة له، مشددا على أنه سيعود ويعارض ويؤيد من داخل مصر وتحت مظلتها.

‏وكان علي مهدي، وهو من أشهر المدونين المعارضين للنظام المصري على السوشيال ميديا، يقيم في الولايات المتحدة، وكان يهاجم النظام وينتقد السياسات المصرية بضراوة بطريقة شعبوية؛ حيث عادة ما كان يستخدم ألفاظًا خارجة في فيديوهاته، ما جعله يحظي بمتابعة واسعة من رواد مواقع التواصل الإجتماعي.

مصر أولى بينا

ووجه المدون المصري رسالة للمعارضين بالخارج، تدعوهم للعودة لأحضان الوطن، وعدم الخوف من ذلك، قائلًا: “وبقول لكل ولادنا في الخارج اللي بيتم تخويفهم من العودة: جه وقت رجوعنا يا شباب، مصـر أولـى بيـنـا، وشوفت فيها قيادة كبيرة وكلمتها واحدة!”.

وتابع عبر هاشتاج أطلقه بعنوان "تصحيح المسار": "وزي ما أنا متعود معاكم، من الشجاعة الإعتراف والعودة وعدم التمادي في الخطأ حين إدراكه"!

وختم مهدي رسالته بقوله: "الفترة القادمة مصيرية، وأحداث مرعبة في انتظار المنطقة كلها، والحرب قادمة لا فرار منها، ومصر وشعبنا المصري وغزة ودولنا العربية، محتاجانا كلنا في مصر. نبدأ صفحة جديدة".

اختفاء وتحول مفاجئ

وكان المدون المصري قد اختفي منذ شهور عن الظهور عبر منصاته على السوشيال ميديا، ما أثار حيرة وقلق متابعيه، خاصة أنه كان دائم الظهور عبر خاصية الفيديو والبث المباشر بشكل يومي.

وبتتبع نشاطات صفحته نجد أن أخر بث مباشر شاركه على حسين مهدي مع متابعيه كان بتاريخ 15 يناير الماضي، حيث شن خلاله هجوما على الدكتور محمد البرادعي نائب رئيس الجمهورية السابق، كما انتقد دولة قطر، وسخر من لجوء جنوب أفريقيا لمقاضاة إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية.

وبعد فيديو الهجوم على البرادعي اختفي علي حسين مهدي لمدة شهرين، حيث كان أول ظهور على صفحته في 16 مارس، نشر خلاله منشورا يعتذر فيه لمتابعيه عن عدم الظهور، وفأجاهم بقوله: "مصر هتبقي أحسن بإيد ولادها"، وهو أسلوب مختلف عن طريقة المدون المعروف بألفاظه الخارجة وهجومه المباشر على النظام المصري.

وفي 18 مارس، غيَّر صورة البروفايل الشخصية لصورته وهو يرتدي علم مصر، ويرفع علامة النصر، قبل أن يعلن بشكل واضح في نفس اليوم عبر بوست منفصل تأييده للنظام الحاكم في مصر.

من المعارضة لتأييد النظام

وكتب علي حسين مهدي على صفحته ما نصه: "أعلن تأييدي للحُكم العسكري لكل البلاد، أنا قابل كل يوم للتعلم، ومش بنشف دماغي في حاجة، مافيش دولة في العالم دلوقتي ينفع يحكمها مدنى، سواء كان دكتور أو حد غلبان أو طيب أو بتاع ربنا، لأنه هيتفرم وهياخد على قفاه، زي الإخوان كده ما خدوا على قفاهم بعد سنة واحدة فقط من حكم مصر".

‏وتابع: “كل العالم بيحكمه الأجهزة الأمنية، ودي الحقيقة اللي توصلتلها بعد تجارب سنين وسنين، مافيش حاجة اسمها حاكم مدني، تبقى عبيط لو فاكر إن چو بايدن العجوز الخرف ده هو اللي بيحكم أمريكا.أانا زمان لما كنت لسه ساذج سياسياً كنت فاكر زيك كده برضو، لكن الآن تأكدت أن من يحكم أمريكا هو جهاز مخابراتها CIA وباقي الأجهزة الأمنية تتبعها كالـ FBI و الـ NSA .. نفس الكلام مع بريطانيا، تبقى جاهل وعبيط واهبل لو فاكر إن الإنجليز سايبين إمبراطوريتهم للواد الهندي ريشي سوناك، ده موظف زي چو بايدن بالظبط، ياخد الأوامر ويظهر للعامة كأنه الحاكم، والحاكم الفعلي للندن هم ال Mi6 وباقي أجهزة الإستخبارات الإنجليزية. الأجهزة الأمنية دي هي المعروفة للكثير منكوا (بالدولة العميقة) حتى غزة بيحكمها حركة عسكرية حماس، والدولة العثمانية أقامها قائد عسكري اسمه عثمان، الدولة الأموية قائد عسكري اسمه معاوية، المغول قائد عسكري اسمه چنكيز خان وهكذا”.

‏وأضاف : “لكن الذكاء فين ؟ إن الحاكم ده لازم يجيب ناس حواليه تكون فاهمة في مختلف المجالات وهو اللي يديرهم، ميجبش عساكر.. نيجي لمصر، إحنا في مصر نفس الكلام، لكن المتصدر للحكم ليس موظف ملهوش لازمة زي بايدن وسوناك، بل هو رأس الأجهزة الأمنية واللي كان رئيس المخابرات الحربية في يوم من الأيام، مشيرا إلى أن الفرق بين مصر وبينهم إننا واضحين من غير لف ودوران وش كدة، مصر بتقولك أه أنا المخابرات والأجهزة الأمنية اللي بحكم البلد”.. وختم تغريدته بقوله: "لو سيبناها للعُبط بتوع سلميتنا أقوى من الرصاص هنتركب، وفي النهاية… البقاء للأقوى".

تشكيك المتابعين

وأثار هذا البوست حيرة متابعيه الذين عبر غالبيتهم عن تشككهم أن يكون صاحب الحساب هو من قام بنشره، زاعمين أنه ربما تعرض لسوء أو تم اختراق حسابه، أو تم إجباره على كتابه ذلك، خاصة أن علي حسين مهدي كان قد كشف في أحد فيديوهاته عن تعرضه لضغوط للتوقف عن مهاجمة النظام المصري، وأنه تم اعتقال والده من أجل اجباره على التوقف، وهو ما حدث بالفعل في فترة سابقة قبل أن يعود المدون مرة أخري ويهاجم النظام المصري بضراوة.

وعقب بوست تأييد النظام زعم بعض المتابعين أن مهدي قد تم اعتقاله في أمريكا وتسليمه لمصر دون إثبات على صحة ذلك.

وجاء البوست الأخير الذي أعلن فيه المدون المصري علي حسين مهدي العودة للقاهرة ليثير الشكوك أكثر من جانب متابعيه الذين يبدو أنهم لا يصدقون هذا التحول الواضح في خطاب وأسلوب اليوتيوبر الشهير الذي انتقل من صفوف معارضي النظام لصفوف مؤيديه وداعميه بشكل كامل، وما زالوا يؤكدون أن كاتب تلك البوستات والتغريدات ليس صاحب الحساب، وأن علي حسين مهدي ربما يكون قد مات أو تم اعتقاله.