هجوم سلفي على «تكوين».. الشحات يحرج المؤسسة بتساؤلاته

ذات مصر

أكد ياسر برهامي رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية أن الاسلام عبر الزمان تعرض لأعداء كُثر وكتب الله له البقاء ولأعداءه الفناء، مشيرا إلي أن الدولة الباطنية المسماة الفاطمية رغم بقاءها 280 سنة انتهت وبقي الإسلام، كما أن الصليبين احتلوا بيت المقدس 92 سنة ثم عاد للمسلمين، والتتار كذلك غلبهم الاسلام بالمنهج واعتنقوا الدين بعد انتصارات عسكرية أوقفت زحفهم على العالم.
وقال خلال ندوة "مؤسسة تكوين رؤية نقدية وتحذيرية!" التي نظمتها الدعوة السلفية بالأسكندرية مساء أمس الجمعة أنه في فترة ضعف المسلمين تعرضت معظم الدول الإسلامية للإحتلال من جانب الدول الغربية التي اعتمدت بجانب الغزو العسكري استراتيجية الغزو الفكر عبر تكليف مجموعة من المستشرقين غير المسلمين بالنظر في الاسلام وطرح الشبهات لمحاولة تشكيك المسلمين في دينهم وإشاعة الأفكار المنحرفة وتشويه الشريعة الاسلامية وصناعة جيل لا يعرف تاريخ أمة الاسلام وثقافتها.


النخبة المصنوعة

كما سعوا لصناعة نخبة لا تعرف سوى التشكيك في الإسلام والطعن في الكتاب واللسنة والاجماع والعقيدة والفقه وكل شىء، لافتا إلي أنه لا سبيل لفهم القرأن إلا بالعودة لفهم الصحابة والسلف والأحاديث المتضمنة ثم أقوال التابعين والأثمة.

واعتبر القيادي السلفي أن رفض السنة والأحاديث النبوية محاولة لهدم الدين من خلال هدم السنة ومخالفة أمر الله تعالي بطاعة الرسول لافتا إلي أن الله تعالي ذم من يرفضون التحاكم لرسوله.
واشار إلي أن أحد وسائل رفض السنة هو التشكك في الصحابة وراة الأحاديث النبوية والأئمة وهو ما يفعله إبراهيم عيسي عضو مجلس أمناء مؤسسة تكوين، لافتا إلي أن من يعلن أنه لا يقبل الأحاديث يهدم دعوة انتسابه للإسلام.
وذكر ابن حزم له كلمة قوية بأن من يتحدث عن تحريف القرأن يعتبر خارج عن الاسلام ، وكل من يشكك فيما هو معلوم بالدين بالضرورة مثل أركان الصلاة أو الحج فهو كافر، ومن ينكر السنة يلزمه الكفر فالسنة من القرأن.


صدمة طه حسين 

بدوره، شن المهندس عبد المنعم الشحات، المتحدث الرسمي باسم الدعوة السلفية هجوما شرسا على مؤسسة تكوين مشيرا إلي أن المؤسسة أقامت حفلها السنوي الأول أو بالأحرى حفل تدشينها وخصصته  لتكريم طه حسين -رحمه الله- تحت عنوان «خمسون عامًا على رحيل طه حسين: أين نحن من التجديد اليوم؟».

واعتبر الشحات في مقالا له تناولته مواقع سلفية أن "طه حسين كان صاحب الصدمة الكبرى في تاريخ المسلمين المعاصر في كتابه "في الشعر الجاهلي"، والتي تمثلت في أن يجرؤ رجل فضلا عن أن يكون أزهري المنشأ فيكتب تشكيكا في القرآن ككل، أو في شيء ذكر في القرآن".

ويري أن طه حسين صاحب دعوة من أصرح الدعوات للتبعية للغرب في كتابه "مستقبل الثقافة في مصر"، اضطر لكي يروج لها أن يزور التاريخ، فيدعي أن مصر عاشت تاريخها منبتة الصلة عن الشام والجزيرة العربية، وأنها كانت وثيقة الصلة باليونان، مدعيا أن طريق التقدم لا يكون إلا بالارتماء في الثقافة الغربية الحديثة.

كما إن طه حسين بحسب رؤية الشحات هو صاحب الدعوة إلى العبث باللغة العربية بصور متعددة، حتى أنه كان لا يعتبر الأديب أديبا إلا إذا درس الأدب العربي على أيدي المستشرقين باعتبارهم أصحاب منهج علمي في دراسة الأدب العربي.

وأشار إلي أنه من الثابت أن طه حسين قد تراجع في نقاط جوهرية من انحرافاته، وهو تراجع عن بعض وليس كل القضايا، ثم إنه في كثير من الأحيان انتقل من نقطة موغلة في السوء إلى نقطة لا تخلو منه ولكنها أهون شرا. 
ويعتقد القيادي السلفي أنه من الواضح أن "مؤسسة تكوين" يطالبون بإحياء فكر طه حسين في طبعته الأسوأ، وبالتالي يحق لنا أن نسألهم أي طه حسين تريدون؟ هل هو طه حسين "في الشعر الجاهلي"؟ أم طه حسين "في الأدب الجاهلي"؟

وأشار إلي أنه من العلوم أن الثاني كتبه ليتفادى النقاط التي كفره الأزهر بسببها في الأول، وبغض النظر عن هل يعتبر الثاني مقبولا إسلاميا أم لا، فإن الكارثة أنهم يريدون أن يعودوا إلى الأول الذي انتفض الأزهر مكفرا من يقول بهذا الكلام.

وتابه في مقاله : لنا أن نسألهم: هل يريدون "طه حسين" الداعية إلى العبث باللغة وتهجينها باليونانية وباللهجات العامية واستعمال العامية؟ أم الذي يقرر أهمية الفصحى وضرورة الالتزام بها؟
ولفت إلي أنه بتتبع بعض المواقف قد تظهر هوية تكوين وأهدافهم، مشيرا إلي أن أحد أعضاء مجلس أمناء مؤسسة تكوين "فراس سواح" وهو ممن يزعم أن القرآن فيه أساطير، وسبق أن قام الأزهر بتكفير من قال بهذا.

موضحا: هم يدعون أنها وحي من عند الله، وليس أن النبي ﷺ افتراها، ولكن يقولون أن القرآن كلام أدبي والأدب تستعمل فيه الأساطير، فلا مانع من أن ينزل الوحي بها! لا سيما أن الأساطير كانت شائعة زمن الوحي، وهو بحسب المقال اعتذار سمج، لا يخرج قولهم عن كونه وصف أن الله تعالى يخبرنا عن نبأ كذا و كذا، وهم يقولون أن هذا النبأ كذب. 

ومن هذا المنطلق كان تشكيك طه حسين في وجود إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام رغم ذكرهما في القرآن. ذكر هذا في كتاب "في الشعر الجاهلي" ثم حذفه من كتاب "في الأدب الجاهلي".

تساؤلات مشروعة

كما زاد القيادي السلفي من هجومه على تكوين ليتساءل عن جهة التمويل مستشهدا بما قاله اسلام بحيري أحد أعضاء المؤسسة من وقوف رجال أعمال مصريين وغير مصريين وراء دعم المؤسسة معتبرا أنه من الأمور النادرة أن يوجد من يصرح بمخالفته للقانون صراحة وعلى الهواء! حيث يلزم المؤسسات كي تقبل تمويلا من أجانب أن تحصل على موافقات وإجراءات كثيرة من هذا القبيل.

وأشار إلي أن رجال الأعمال هؤلاء إما أنهم مؤمنون بأفكار المستشرقين فموّلوا من يترجم كتبهم، أو سيكون لهم  منفعة ما مع المستشرقين ولا يوجد تفسير آخر لمن يريد أن يمول مجموعة هادمة لثوابت الأمة يشهد بذلك الأفراد والمؤسسات بحسب كلامه.

كما تطرق المقال إلي ما أسماه "لغز زجاجة البيرة" التي ظهرت خلف اثنين من أعضاء مجلس أمناء مؤسسة تكوين، مشيرا إلي التناقض الواضح في تبرير الموضوع من جانب أعضاء المؤسسة حيث كان كلام كل رموز المؤسسة أنه لعلها تكون لسائح تواجد في ذات المطعم في ذات الوقت معتبرا أنه كان يمكن أن يكون تأويلا قابلا للتمرير لو أنهم كانوا كما يفعل الأصدقاء فحجزوا منضدتين متجاورتين في قاعة الطعام، وليس قاعة بأكملها.

وأشار إلي أن إسلام البحيري لعله لاحظ ضعف هذا الجواب فقال لعلها لأحد الحاضرين للاحتفالية فيكون أقرب احتمال أنها لصحفي من الجهة الاستشراقية التي افترضناها وعنده الخمر لا بأس بها.

كما برر يوسف زيدان وجود زجاجة البيرة بقوله "أنا لا أشرب البيرة لأنها بتوجع البطن"  متسائلا وهل يدل هذا أنها جربها من قبل؟!  

وختم مقاله بقوله " هذه افتراضات وتساؤلات والقوم يفسرون الوحي بمثل هذه الطرق الافتراضية، فمن باب أولى جزما أنهم سيعطوننا الحق في تفسير ألغاز مؤسساتهم بطريقتهم.