الشيخ سعيد عبد العظيم.. رفيق برهامي الذي انقلب على السلفيين وحزب النور بسبب الإخوان

ذات مصر

توفي في المدينة المنورة فجر اليوم الشيخ سعيد عبدالعظيم شيخ الدعوة السلفية وأحد مؤسسيها  في مصر شكلت وفاته خسارة كبيرة للمجتمع الإسلامي، حيث كان للشيخ أثرٌ عميق في نشر الدعوة وتعليم العلوم الشرعية عبر العقود الماضية.

وحسب الصفحة الرسمية للشيخ على فيس بوك فستكون صلاة الجنازة على الفقيد في المسجد النبوي الشريف، والدفن بالبقيع.

عُرف الشيخ بجهوده الدعوية وتعليمه الديني، تواضعه الشديد، ولم يسعَ يومًا إلى الشهرة أو الظهور الإعلامي، بل كان يفضل العمل بهدوء بعيدًا عن الأضواء. 

وكرس الشيخ سعيد حياته للدعوة والتعليم، إذ أنه قضى سنوات عديدة في تعليم الناس أمور دينهم، سواء من خلال دروسه في المساجد أو عبر الكتب والمحاضرات التي قدمها. كما كان دائمًا يحرص على تبسيط المعلومات وتقديمها بطريقة يسهل فهمها على الجميع.

الميلاد والنشأة

ولد سعيد عبد العظيم في الإسكندرية في 10 نوفمبر 1952 وحصل على بكالوريوس الطب والجراحة من جامعة الإسكندرية عام 1978، وكان خطيب مسجد الفتح بمصطفى كامل بالإسكندرية.

بدأ طلب العلم في مرحلة مبكرة حيث كان لجده (الذي كان شيخا بالجامع الأزهر) مكتبة ضخمة أثارت شغفه للبحث والاطلاع وطلب العلم في صغره، وقد ورث الكثير من كتبها فأصبحت نواة لمكتبته الشخصية فيما بعد. 

لكن قبل ذلك، بدأت رحلة سعيد عبدالعظيم مع الدعوة في المرحلة الثانوية حيث كان يخطب الجمعة في عدة مساجد بالإسكندرية كالجمعية الشرعية وأنصار السنة وغيرهما.

يعد الشيخ أحد المؤسسين الأوائل للعمل الدعوي في الجماعة الإسلامية في الجامعة ثم المدرسة السلفية بالإسكندرية في سبعينيات القرن الماضي ومن بعدها الدعوة السلفية وأشرف على العديد من أنشطتها الدعوية والاجتماعية عبر مراحل مختلفة وحتى الآن.

إضافة إلى الطب، حصل عبد العظيم على إجازات في رواية الحديث والعديد من أمهات الكتب مثل الكتب العشرة وكتب الشروح والتفاسير المعتمدة، وهو عضو رابطة علماء المسلمين ومجلس أمناء الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح ومجلس شورى العلماء ومجلس أمناء الدعوة السلفية بالإسكندرية.

العمل السياسي

كان الشيخ سعيد عبد العظيم من العلماء الذين دعموا تأسيس حزب النور بعد ثورة يناير حيث رأى في الحزب وسيلة للتعبير عن القيم والمبادئ الإسلامية والمشاركة في الحياة السياسية بما يخدم مصلحة البلاد من منظور الشريعة الإسلامية.

رغم دعمه للحزب، لم يتردد الشيخ سعيد عبد العظيم في توجيه الانتقادات عند الضرورة. كان يصر على أن يظل الحزب ملتزمًا بالمبادئ الإسلامية وألا ينحرف عن مساره الشرعي. وفي بعض الأحيان، كانت له مواقف ناقدة لتوجهات الحزب أو بعض قراراته.

وخلال فترات ما بعد الثورة وما شهدته مصر من الأحداث السياسية والاجتماعية، وكان للشيخ سعيد عبد العظيم دور بارز في توجيه الناس نحو الفهم الصحيح للأحداث وتجنب الفتن. كان يدعو دائمًا إلى الوحدة بين المسلمين ونبذ الفتنة، ويحث على التمسك بالقرآن والسنة كمرجع في مواجهة الأزمات.

وبعد أحداث 2013 وإسقاط حكومة الإخوان، وجه الشيخ سعيد دعوات للحفاظ على السلم الأهلي ونبذ العنف واتخذ موقفاً مؤيداً لمرسي، لينتهي به المطاف مُغادرًا البلاد في ديسمبر 2013.

الخلاف مع الدعوة السلفية

انتقد الشيخ سعيد عبد العظيم موقف الدعوة السلفية من الإطاحة بحكم الإخوان وهاجم مواقفها وسياسة حزب النور لدرجة أنه دعاهم إلى التوبة إلى الله، واتهمهم بالازدواجية والميكافيلية وتغيير جلودهم.

كما هاجم ياسر برهامي معتبرا أنه أحد من قاد فكرة قبول السلفيين للإطاحة بمرسي الذي وصفه بولى شرعى، ومجمل مجلس أمناء الدعوة يرى أن الخروج عليه حرام.

وأشار إلى أن برهامى ليس الوحيد الذى يعارض الرئيس، لكنه هو المخطط وصاحب الصوت العالى والمسموع.

موقف عبد العظيم جعله في مرمي مدافع قيادات الدعوة السلفية حيث بدا الأمر بالإطاحة به من مجلس إدارة الدعوة، كما هاجمه الكثير من قيادات الدعوة السلفية واتهموه بالسعى للزج بمصر فى حرب أهلية والمساهمة فيما أسماه بـ"شرعنة الاقتتال الداخلى" من خلال توقيعه على بيانات جماعة الإخوان، كما اتهمه أيضًا بالتعاون مع أجهزة الأمن فى السنوات التى سبقت ثورة يناير، وأنه كان يفخر وقتها بأن أجهزة الأمن لا تمارس ضده مضايقات كما تفعل مع باقى الدعاة.