«ذات مصر» تقدم روشتة العلاج لأزمات التعليم.. أولويات مطلوبة من الوزير الجديد

ذات مصر

ماذا يفعل التعليم؟ يفعل الكثير؛ فسبب ضياع البلاد والعباد لا يكون إلا بغياب الكفاءات، ووجود شخص في مكان غير مناسب، والتعليم يصلح هذا؛ فهو الذي يجعل الشخص كفئًا بناءً على قدراته وميوله، وهو الذي يجعل هذا الشخص يعرف حقوقه وواجباته.

 

يبني التعليم كل طلابه بشكل متكامل؛ فهو يبدأ بالمعرفة المقصودة والمنظمة التي تنقلنا إلى الوجدان فنميل إلى هذا، ونميل عن ذاك، ويقودنا هذا إلى القيام بأداءات محددة بكفاءة فتصبح مهارة، ومع استمرارنا في أدائها تصبح ملازمة لنا أي تصبح سلوكًا.

فإن سأل سائل: "ويعمل ايه التعليم في بلد ضايع؟" نرد ببساطة: "يبني مواطنًا صالحًا، الذي يستثمر مقدرات وطنه في كل المجالات"

لكننا نحتاج في البداية إلى خطوتين؛ الأولى: المكاشفة، والثانية: إعادة البناء، لهذا أدعو وزير التعليم في التشكيل الجديد إلى إطلاق موقع: "بناء التعليم" ويمكن أن يكون تطويرًا لموقع التحدي، الذي تقوم فيه المؤسسات الجكومية الأمريكية بطرح المشكلات واستقبال الحلول ومكافأة صاحب الحل بعشرة بالمئة من العائد، لكننا هنا لا نريد إلا وطننا، فماذا لو كان لدينا هذا الموقع: تطرح المشكلات من كل الأطراف، ونستقبل الحلول، ولأبدأ بهذه المشكلات التي أعتبرها من الأولويات.

عجز صارخ في المعلمين: السبب؛ إلغاء التكليف أكثر من ربع قرن، والتكليف هو تعيين خريجي كليات التربية عند تخرجهم في وزارة التربية والتعليم، وقد اضطرت الوزارة إلى عمل مسابقات لتقليل العجز لكنها لم تفِ بالحاجة، بل أضافت مشكلة أخرى منها وجود غير مؤهلين للعمل. الحل: أولاً سد العجز الحالي بإنهاء انتدابات المعلمين الموجودين في دواوين الإدارات والمديريات والوزارة، وتعيين خريجي كليات التربية طبقًا لنسب الاحتياج، وإعادة التكليف منذ العام القادم بناء على عدد المحالين للمعاش، وعلى احتياجات الوزارة

تدني أجور المعلمين: السبب، تثبيت أساسي المعلمين الذي يرتبط به إجمالي المرتب، والغريب أن معلمين يرفعون قضايا وبموجبها يرتفع مرتبهم ويحصلون على تعويض لكن هذا لا يُطبق على بقية المعلمين. الحل: تحريك الأساسي لآخر سنة مالية؛ فمهما كانت تكلفة التعليم عالية فتكلفة الجهل لا تحتمل.

ارتفاع كثافة الطلاب: السبب؛ عدم التوسع المنتظم في بناء المدارس الذي شهد ذروته مع الدكتور حسين كامل بهاء الدين. الحل: عمل خطة خمسية لزيادة عدد المدارس بناء على معطيين أساسيين؛ الأراضي المملوكة للمحليات والوزارات، وعدد مواليد عام 2024 حتى أول أكتوبر، مع الاستفادة من تبرعات الراغبين في هذا المروع، وهناك تجارب رائدة كمدرسة محمد فوزي التابعة لمديرية القاهرة التي تبرع بها شخص واحد.

انهيار المرافق التعليمية: السبب؛ عدم وجود اعتمادات كافية للصيانة نظرًا لارتفاع أسعار الخامات والفنيين؛ الحل: حصر دقيق وواقعي للاحتياجات؛ والبدء الفوري في تزويد كل مدرسة بعشرة بالمائة من المرافق الحرجة، ولا بديل هنا عن مخاطبة رجال الأعمال وأصحاب المشروعات للمساهمة في هذا المشروع.

ضعف مستوى المناهج: السبب؛ إسناد تأليف المناهج لشركات خاصة، مع وجود وحدات ذات طابع خاص مثل المركز القومي للمناهج، ووجود كوادر في التربية والتعليم، وقد ترتب على هذا عدم تحقيق أهداف منظومة التعليم الجديد؛ فالمحتوى به أخطاء عليمة وعرضه لا يحقق الأهداف التربوية؛ إضافة إلى الأخطاء اللغوية وارتباك الصياغة، وقد جعلت فكرة الاختبار في محتوى حر الطلاب يهملون الموضوعات، وجعل عدم وضوح نواتج التعلم – فالمعلم غير مدرب بشكل جيد، وهي غير متوفرة في أي مكان – الطلاب يهملون الحصص الدراسية ويعزفون عن الحضور.

التبرعات وفساد المسئولين: السبب؛ ضغط الصيانة والاحتياجات، فساد الذمم، كثرة الطلب على المدارس الرسمية (التجريبي بنوعيه)، غياب الرقابة الحقيقية، لا مركزية القبول. الحل: المديرية وحدها هي التي تقبل الطلاب، ولا دخل للمدارس والإدارات في أي مرحلة، مع ضرورة تبديل القيادات الحالية (بأولوية مديري الإدارات، وعدم استمرار مدير إدارة أكثر من عامين).

ضعف التعليم الإلكتروني: السبب؛ عدم وجود رؤية ووعي؛ فقد تم اللجوء إليه في أثناء كورونا بشكل صوري؛ ولهذا نال سمعة سيئة، والآن نلجأ إلى القنوات الفضائية وهي لا تقدم تعليمًا إلكترونيًّا بل: جلسات متزامنة أو غير متزامنة، وسنقوم بتقييم الموجود على منصة وزارة التعليم من خلال معايير (MLS) الدولية لاحقًا. الحل: بناء منصة تعليم إلكتروني تعتمد أسس التعليم الإلكتروني العالمي، مع ضرورة مراعاتها للظروف المصرية، ويمكننا استثمار الموجود حاليًّا بعد وضعه في مكانه الصحيح.

هذه بعض المشكلات وأسبابها وحلولها، وهي محض بذرة، تنتظر التكاتف والدعم والمسئولية، ومهما كانت اللحظة حرجة، ومهما كان الأمر صعبًا؛ فمعًا نستطيع، ولا يعقل أن يكون تعليم مصر في أثناء الاحتلال أكثر كفاءة وأفضل مخرجات من تعليمنا الآن..؟!