ثورة بيضاء قبل «الديربي».. انسحاب الزمالك من مباراة القمة يربك المنظومة الرياضية

ذات مصر

في مشهد رياضي دراماتيكي، اهتزّت أرجاء الكرة المصرية، بعدما أعلن نادي الزمالك عدم لعبه أي مباراة في الدور الثاني، ومنها مباراته أمام غريمه الأهلي، إلا بعد إكمال بقية الأندية مباريات الدور الأول.

فصول من الجدلِ والتأويل تُحيط بالأزمة، التي اشتعلت عقب مباراة الزمالك مع النادي المصري منتصف الشهر الجاري، وتبادرت تساؤلات هل الأمر هروب من مواجهة رياضية أم هي ثورة على ظلم مُتراكم تعرض له الفارس الأبيض على مدى سنوات؟

الزمالك يحتج

"لا نلعب إلا بعد اكتمال مباريات الدور الأول" هكذا يُردّدُ الزمالك، مُتمسّكًا بموقفه، ففي البيان الذي أصدرته القلعة البيضاء عقب مباراة المصري، أوضح أنه لن يشارك في أي مباراة من مباريات الدور الثاني قبل استكمال جميع مباريات الدور الأول من قِبَل الفرق المتنافسة، وذلك بناءً على الترتيب المنطقي بعيدًا عن التدخلات الشخصية، بالإضافة إلى إبداء احتجاجه على الأخطاء التحكيمية التي وقعت في المباراة مع النادي البورسعيدي.

باءت محاولات الجهات الرياضية في الدولة لإقناع الزمالك للتراجع عن موقفه بالفشل، إذ أعلن أحمد سالم، المتحدث الرسمي باسم القلعة البيضاء، أن النادي متمسك بموقفه، مؤكدًا أن هذا القرار يعود إلى مسألة الكرامة واستعادة اعتبار نادي الزمالك، وأن الأهلي ليس طرفًا في هذه الأزمة بأي شكل من الأشكال، وأن القرار نهائي ولا رجعة فيه.

وفي سياق متصل، أعرب رئيس الزمالك، حسن لبيب، عن رأيه في هذا الأمر قائلاً: "لن نلعب مباراة الأهلي فقط، بل لن نشارك في أي مباراة في الدور الثاني حتى يتم استكمال المباريات المؤجلة أولاً، وهذا القرار نهائي".

مكاسب المارد الأحمر

الأهلي، وصيف الدوري في الوقت الحالي، يعد أكثر المستفيدين من انسحاب الزمالك، إذ سيرتفع رصيده إلى 45 نقطة بدون مجهود، وتبقى له 5 مباريات (15 نقطة) ليصبح لديه نفس عدد مباريات بيراميدز المتصدر الذي يملك 59 نقطة حاليًا، وبفارق 14 نقطة فقط.

كما أن المارد الأحمر سيحصل على فرصة لإراحة اللاعبين قبل إكمال ماراثون المؤجلات من دون ضغط مباراة الديربي، لاسيما وأن الفارس الأبيض فاز في مباراة الدور الأول بهدفين لهدف.

خسائر انسحاب الزمالك

الزمالك يحتل حاليًا المركز التاسع في جدول ترتيب الدوري، حيث يتمتع برصيد 34 نقطة من 20 مباراة، وحال تغيبه عن مباراة القمة الثلاثاء المقبل، سيفقد ذلك المركز وستوقع عليه عقوبات لوائح اتحاد الكرة، والتي تتمثل في تغريم النادي مبلغًا ماليًا وفقًا لفئة المسابقة وفقًا لتعليمات مجلس إدارة رابطة الأندية المحددة قبل بداية كل موسم.

بالإضافة إلى اعتبار الفارس الأبيض خاسرًا في المباراة بنتيجة 2-0 لصالح الأهلي، وخصم 3 نقاط من رصيده الحالي في جدول ترتيب المسابقة، وربما يعود إلى المركز الـ12 بعدما يصبح رصيده 31 نقطة.

وبالرغم من أن الزمالك ابتعد عن المنافسة على لقب الدوري أو الوصافة إلا أن فرصة التأهل للكونفدرالية لا تزال قائمة، واستنزاف مزيد من النقاط قد يبعده عن البطولة القارية التي تحتضنها ميت عقبة. 

محاولات فاشلة

اجتمع رئيس رابطة الأندية أحمد دياب، مع رئيس نادي الزمالك حسين لبيب، للتشاور حول عدول النادي عن موقفه، إلا أن إدارة الفارس الأبيض تمسكت بموقفها القوي بعد انتهاء اجتماع.

وفي الوقت ذاته، يُحاول اتحاد الكرة حلّ الأزمة عبر الطرق الدبلوماسية، لكن موقفَ الزمالكَ ثابت لا يتزعزع، ممّا يُثيرُ التكهنات حول ما إذا كانت "مباراة القمة" ستُقامُ أم ستُلغى، وما هي تداعياتُ ذلك على مسارِ الدوري.

وردت لجنة المسابقات، برئاسة عامر حسين عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة ورابطة الأندية، على الزمالك، من خلال بيان، وكشفت عن آلية وضع جدول الموسم الحالي للدوري المصري وفترات التوقف التي تساعد في دعم المنتخبات الوطنية.

وحاولت اللجنة تبرئة نفسها، بالتأكيد أن فترات التوقف كانت مطلوبة من قِبَل منتخب مصر، لمساعدة الجهاز الفني المدرب بواسطة التوأم حسام وإبراهيم حسن، خلال الأجندة الدولية وخارجها، تمشيًا مع سياسة دعم المنتخبات الوطنية.

وأشار البيان إلى أن فترات التوقف الخاصة بنادي الأهلي، كونه الفريق الأكثر مشاركة قاريًا وعالميًا، تم تنفيذها بالكامل، وكذلك تم توقف مباريات الزمالك وبيراميدز وفيوتشر، حيث إن هذه الأندية الثلاثة تشارك في عدد أقل من مباريات من الأهلي.

كما أوضح بيان لجنة المسابقات أنه تم تأجيل مباريات الدوري من 31 مارس إلى 3 أبريل، وتم تحديد موعد نهاية الموسم الحالي للدوري المصري في 16 أغسطس المقبل.

جدير بالذكر، أن مباراة الزمالك والأهلي المزمع إقامتها الثلاثاء المقبل، ليست الأولى التي سيتخلف عنها الفارس الأبيض، إذ سبق وانسحب الزمالك أمام الأبيض 5 مرات من مواجهة الأهلي أخرها في الدوري في فبراير عام 2020 احتجاجًا على إقامة اللقاء في تلك الفترة، والعام الماضي 2023 في بطولة السوبر المصري.