الحكومة وأزمة انقطاع الكهرباء.. وعود كاذبة وآمال معلقة

ذات مصر

تُلقي أزمة انقطاع التيار الكهربائي في مصر بظلالها القاتمة على مختلف جوانب الحياة، مُخلفة شعوراً بالغضب والإحباط بين المواطنين الذين باتوا يعانون من انقطاعات متكررة تُعطل الأنشطة الحياتية والتجارية.

وعلى الرغم من تعهدات الحكومة المتكررة بمعالجة الأزمة، إلا أن الواقع يُشير إلى استمرارها بل وتفاقمها في بعض الأحيان، ممّا دفع بالكثيرين إلى التشكيك في جدوى تلك الوعود واعتبارها مجرد مسكنات مؤقتة لا تُعالج الجذر الحقيقي للمشكلة مثلها مثل غيرها.

اليوم، خرج رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي، يعتذر للشعب عن موجة تخفيف الأحمال التي شهدتها البلاد خلال الأيام الفائتة، بالتزامن مع مرور البلاد بموجة صيفية قاسية، حيث تقترب درجات الحرارة من حاجز الخمسين مئوية في بعض المناطق.

وعود انتهاء الأزمة

بدأت خطة الحكومة لتخفيف الأحمال في يوليو 2023، حينما خرج علينا رئيس الوزراء، معلنًا بدء خطة تخفيف أحمال شبكة الكهرباء، وذلك لمواجهة موجة الحر الشديدة التي تُؤثّر على مصر حاليًا، مستندًا على ارتفاع استهلاك الكهرباء بشكل ملحوظ مع ازدياد درجات الحرارة، وأن ذلك ترتب عليه زيادة الطلب على الغاز الطبيعي المُستخدم لتوليد الطاقة.

وقال رئيس الوزراء إن هذا الارتفاع في الطلب أدّى إلى حدوث ضغط كبير على شبكات الغاز، ممّا نتج عنه انخفاض ضغط الغاز في الشبكات المُوصلة لمحطات الكهرباء، وأكد أن التخفيف سيستمر ما دامت درجة الحرارة فوق 35 درجة مئوية.

وقتذاك، شهدت العديد من المحافظات انقطاع التيار الكهربائي لمدد متفاوتة، وصلت إلى 6 ساعات يوميًا، تزامنًا مع موجة الحرّ التي تجتاح البلاد، وسط توقعات بتخطي درجات الحرارة الـ50 درجة مئوية في بعض المناطق، لاسيما محافظة أسوان.

وفي نهاية يوليو 2023، أعلن متحدث مجلس الوزراء السفير نادر سعد، أن انقطاع في التيار الكهربائي لن يستمر لما بعد منتصف سبتمبر عقب انتهاء الموجة الحارة غير المسبوقة. لكن كالعادة لم تفي الحكومة بوعدها واستمر الوضع كما هو.

وفي تصريح صحفي قال مصدر رسمي، إن أزمة الكهرباء سوف تستمر في الشتاء ونهايتها ستكون في نهاية مارس 2024، لكن مر مارس وإبريل ووصلنا إلى يونيو والأزمة تتفاقم، وما زالت الحكومة تعطي وعودًا لا تستطيع الوفاء بها.

تخفيف أحمال غير معلن

قبل ذلك، وفي شهر إبريل 2023، كانت ملامح أزمة الكهرباء تلوح في الأفق دون إعلان رسمي، وكانت شواهد ذلك قد ظهرت في تطبيق قرارات غلق المحال التجارية في مواعيد محددة نحو الساعة 11 مساء، وإطفاء أنوار الشوارع والطرقات، وعودة التوقيت الصيفي أملًا في تخفيض الاستهلاك المحلي.

كل الخطوات السابقة التي اتخذتها الحكومة لم تفلح حسبما خططت، ما دفعها لإعلان خطة تخفيف الأحمال في يوليو 2023، كانت في البداية بشكل عشوائي ومن ثم اهتدت الحكومة إلى وضع جداول بمواعيد محددة لكل منطقة حتى لا يصاب مواطن بمكروه، إلا أنها لم تلتزم بهذا الجدول أيضًا.

فضلًا عن تخفيف عدد الموظفين العاملين في القطاعات الحكومية، ومنحهم يوم عمل من المنزل، أملاً في تقليل معدل استهلاك الوقود في وسائل المواصلات وتخفيض استهلاك الكهرباء في المباني الحكومية.

زيادة أسعار شرائح الكهرباء

جدير بالذكر، أن مدبولي في لقاء الاعتذار للشعب، قال إن مصر تحتاج إلى نحو مليار دولار لتجاوز أزمة انقطاع الكهرباء خلال أشهر الصيف، ووعد بأن أزمة قطع التيار الكهربائي ستنتهي في نهاية العام الجاري.

ويتزامن تخفيف الأحمال مع زيادة مرتقبة في أسعار شرائح الكهرباء في أول يوليو، وتحصل في شهر أغسطس، بنسب تتراوح ما بين 30% و 35%.