تفاصيل مؤلمة تحكيها مسنة فلسطينية تعرضت لهجوم من كلب بوليسي تابع لجيش الاحتلال

ذات مصر

 كانت مسنة فلسطينية تستلقي في منزلها بمخيم جباليا، دون أن تتوقع أن تنقلب حياتها إلى جحيم، ففي لحظةٍ مروعة، هاجمها كلب بوليسي تابع للجيش الإسرائيلي في غرفتها بأسلوب شرس، حيث لم تكن لديها سوى إرادة البقاء لمواجهة ابتسامات الجنود.

تحكي المسنة الفلسطينية تفاصيل المأساة التي عاشتها، إذ تذكر كيف هاجم الكلب برمته، ينهش لحمها ويكسر عظام ساعدها الأيمن، وكيف غُطت بدمائها لعدة أيام دون أي نوعٍ من المساعدة، بينما منع الجيش الإسرائيلي فرق الإسعاف من الوصول إليها لعدة أيام.

تروي دولت الطناني، البالغة من العمر 68 عامًا، الأحداث المروعة، حيث تقول: "لمست كلبًا شرسًا ينهش ذراعي الأيمن... المشهد كان مروعًا، بينما كان يغرس أنيابه في لحمي ويكسر عظامي... لا أستطيع أن أجد الكلمات التي تصف مشاعري وحالتي في ذلك الوقت، كل ما أعلمه أنني حاولت بكل قوتي التخلص من قبضته دون جدوى". ثم أضافت المسنة الفلسطينية في حديثها لوكالة أنباء العالم العربي AWP: "سحبني خارج الغرفة وهو يتمسك بذراعي، واصطدمت بباب الغرفة، حاولت ضربه في أنفه وعينيه حتى تمكنت من الهروب... سرعت داخل الغرفة وأغلقت الباب".

كان هناك باب خشبي ضعيف يفصل بين المسنة ومهاجمها، وكانت تستطيع سماع بوضوح قهقهة الجنود وأوامرهم للكلب بمواصلة الهجوم.

حاولت المسنة التحدث من وراء الباب، محاولةً إيصال رسالتها للجنود بأنها مدنية عجوز لا تمتلك سلاحًا وأنها غير قادرة على تشكيل أي خطر. ولكنها لم تستطع فهم ما يتم بينهم من حديث، إذ كانوا يتحدثون باللغة العبرية ولم يكن هناك أحد يجيد العربية للتواصل.

أما الكلب، فقد بقي يلازم باب غرفتها حتى ساعات الصباح، وكان يعوي بين الحين والآخر. ولكن التحدي الأكبر كان في جروحها النازفة وذراعها التي كادت تنفصل عن جسدها.

كانت الحسرة والألم يسودان قلب المسنة، فهي لم تمتثل لأوامر الجيش الإسرائيلي التي تم توزيعها في مخيم جباليا في العاشر من مايو، والتي طالبتها بمغادرة المخيم على الفور استعدادًا لاقتحامه. فقد فضلت الموت على مغادرة منزلها الذي قضت فيه سنواتٍ طويلة، حيث تتجلى فيه كل ذكرياتها وتفاصيل حياتها.