هل في التجرية المصرية ما يغري الأفارقة أو دول العالم الثالث بنقلها؟

ذات مصر

ما الذي يغري الأخرين بالتجربة المصرية حتي نحدثهم عن نقلها ؟

كلما جلس مسؤول مصري إلى مسؤول أفريقي أو أحد مسؤولي العالم الثالث خرج تصريح على لسان السيد المسؤول المصري بجاهزية واستعداد مصر لنقل تجربتها الرائدة لجارتها الأفريقية أو الأسيوية أو الجنوب أمريكية! 

ولعل السؤال الذي يطرح نفسه هو: ما هي تلك التجربة التي تحرص مصر على عرضها لضيوفها ومن يحل بأرضها؟ وهل هناك من أبدى رغبته فعلا في نقل إحدى تجاربنا لبلاده؟ وما هي تلك التجربة الرائدة التي تم نقلها؟ و ما تلك التجارب التي نفخر بها ونراها علامة فارقة يمكن أن نباهي بها الأمم؟ وبما نمتاز عن غيرنا من أشقائنا المنكوبين في العالم الثالث. 

ربما ما يلمسه المواطن المصري من تقدم في حياته تطوير الطرق والكباري ولا ينكر أعمى ما في هذا المجال من تحسن وتطور وما عدا ذلك ابحث مع الشرطة عن تلك الانجازات 
ربما هناك انجازات جانبية أو هامشية أو حدثت بمشاركة هيئات دولية كجعل مصر خالية من الفيروس اللعين C أو مشروع حياة كريمة وتطوير بعض القرى والمناطق العشوائية لكن هذا الانجاز لا يلمسه عموم المصريين الذي هم خارج تلك المناطق.
حاولت الحكومة الحالية ومن سبقها تحقيق انجازات في مجالات عدة عبر مشروعات عملاقة بدأت بتوسعة قناة السويس مرورا بالعاصمة الإدارية وعدة مدن جديدة والقطارات السريعة والمكهربة والمونوريل لكن الكلفة الاجمالية كانت باهظة على الاقتصاد والمواطن حيث هبط عموم المصريين لجوار خط الفقر مع الهبوط المدوي لقيمة الجنيه وكانت المحصلة فرشحة على مشاريع عملاقة نسأل الله أن لا يتوقف تنفيذها وأن يكون العائد منها على الوطن خير قريب وأن لا نتوقف في منتصف السلم فلا يرانا من هم بالأعلى ولا من هم بالأسفل ولا القابعون في بير السلم.
لم يعد في جعبتنا ما نباهي به الأمم بعدما أصبحنا نعير بتضخم قيمة الديون حتى أوشكنا على العجز عن السداد ونسأل الله أن يجعل لنا من الأمر مخرجا 

ربما لو كافحنا الفساد وضربنا على أيدي الذين يسرقون قوت الشعب لكان لنا ما نفاخر به وندعو لتصديره واستنساخه ولما صار الوضع إلى ما هو عليه ولأتتنا الاستثمارات الأجنبية راغبة في حط رحالها بأرضنا بعدما أمنت العواقب.
تقف البلاد الآن في مفترق طرق ولا سبيل أمامها سوى فتح المجال العام لبعض الحريات وحلحلة قضايا المعتقلين وتخفيف المظالم ومكافحة الفساد وترشيد الانفاق وعلى السادة المسؤولين البدء بأنفسهم حتى يكونوا قدوة ويدرك الشعب أن القائمين على أمره صادقون في الاصلاح ويعانون مما منه يعاني بسطاء الناس وبغير ذلك فلا فخر ولا اطمئنان وربما لا صبر للناس على قسوة الواقع مالم يرو أن هادي الطريق سائر نحو غد أفضل عبر ممارسات عملية تظهر ضوء في نهاية النفق.