أجلت ترقيته 6 أشهر

«القانون» يمنع المحكمة من إصدار حكم رادع ضد طبيب هدد زملاءه بالقتل

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

قضت المحكمة الإدارية العليا فى حكم سابق لها فى الطعن رقم  84292 لسنة 64 قضائية عليا بجلسة 20 فبراير 2021، برئاسة المستشار عادل بريك، بتأييد القرار الصادر مجلس تأديب المعيدين والمدرسين المساعدين جامعة سوهاج  بمجازاة الطاعن محمد عب المدرس المساعد بقسم التشريح بكلية الطب البشرى بالجامعة بتأجيل ترقيته إلى وظيفة مدرس عند استحقاقها لمدة ستة أشهر.

وكان الطاعن ثبت في حقه قيامه بالتهديدات والوعيد للعاملين بقسم التشريح بكلية الطب والتعامل بطريقة غير لائقة وانفعالية وبحدة مبالغ فيها وإثارة الرعب فى نفوسهم للانتقام منهم بالقتل مثل دكتور مقتول وإيقاع الضرر بهم.

ولم تتمكن المحكمة من تشديد العقاب بما يتناسب مع جُرم المدرس المساعد بالنظر للعقوبة الهزيلة التى أصدرها مجلس التأديب بالجامعة إعمالا لقاعدة أن الطاعن لا يضار بطعنه، منوهةً بأن الجامعة هى المنارة المضيئة التى تبث روح العلم والمعرفة والأخلاق ومن يخل بالمقومات الأساسية للقيم العليا للإنسان يتعين بتره من الجامعة ليبقى ثوبها أبيضاً ناصعاً.

وكان رئيس جامعة سوهاج أصدر قراره بإحالة الطاعن محمد ع المدرس المساعد بقسم التشريح بكلية الطب البشرى بالجامعة إلي مجلس تأديب المعيدين والمدرسيين المساعدين بالجامعة لمساءلته تأديبياً عما أسند إليه لأنه خرج علي مقتضي الواجب الوظيفي بأن قام بالتهديدات والوعيد للعاملين بقسم التشريح بكلية الطب والتعامل بطريقة غير لائقة وبشكل انفعالى وبحدة مبالغ فيها وإثارة الرعب فى نفوسهم للانتقام منهم بالقتل وايقاع الضرر بهم على النحو الثابت بالأوراق.

وأصدر مجلس التأديب قراره المطعون فيه بتأجيل ترقيته إلى وظيفة مدرس عند استحقاقها لمدة ستة أشهر فقط، وهو ما لم يرتضيه الطاعن وأقام طعنه أمام الإدارية العليا طالبا إلغائه على أساس الغلو فى تقدير الجزاء.

قالت المحكمة إنه يجب على عضو هيئة التدريس وشاغلي الوظائف المعاونة لها الحفاظ علي كرامة وظيفتهم ، وذلك وفقاً لما يتطلبه العرف العام والتقاليد الجامعية، وما يقضيه من حرص على سمعتهم التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بسمعة المؤسسة التعليمة والتربوية التي يعملون بها المتمثلة فى  الجامعة المنارة المضيئة التى تقوم على بث روح العلم والمعرفة والأخلاق سواء من أعضاء هيئة التدريس أو المعيدين أو المدرس المساعد - نواة أعضاء هيئة التدريس.

وأشارت المحكمة إلى أن جُل  عمل الجامعة  فضلاً عن التعليم مراعاة المستوي الرفيع للتربية الدينية والخلقية والوطنية  , وهو ما يفرض على أساتذة الجامعات والمعاونين لهم التحلى بالأخلاق الكريمة والسلوك القويم بما يتفق مع التقاليد الجامعية العريقة لكونهم قدوة لطلابهم يعلمونهم القيم والأخلاق وينهلون من علمهم ما ينفعهم .

وبينت أنه إذا خرج أحدهم عن إطار تقاليد الوظيفة الجامعية وتنكب بمسلكه وأفعاله وتصرفاته  الطريق القويم وأتى فعلاً مزريا بالشرف والاعتبار هو الفعل الذي يتصل الأمر فيه بالمقومات الأساسية للقيم العليا في الإنسان كعرضه وأمانته , فقد الثقة والاعتبار ويتعين بتره من الجامعة ليبقى ثوبها أبيضاً ناصعا.

وأضافت المحكمة أن الثابت من الأوراق أن الطاعن يشغل وظيفة مدرس مساعد  بقسم التشريح بكلية الطب بجامعة سوهاج ونسب إليه التهديدات والوعيد للعاملين بقسم التشريح بكلية الطب والتعامل بطريقة غير لائقة وبشكل انفعالى وبحدة مبالغ فيها وإثارة الرعب فى نفوسهم للانتقام منهم بالقتل وإيقاع الضرر بهم.

وثبتت فى حق الطاعن تجاه المعيد رائف صبرى أنه سيناله مصير الدكتور عصام صلاح الذى قتل وغيره بشهادة حسين فرج عكاشة الموظف بقسم التشريح والدكتورة أسماء صبرى التى شهدت باعتداء الطالب على الموظف المذكور بالشتم والضرب بالأيدى والدكتورة سلوى محمد المدرس بالقسم.

وأصبح يهدد الجميع خاصة في ظل الشكوك التي تحوم حوله فى وقائع القتل المشار إليها بالتحقيقات فى ضوء ما قاله الطاعن من أن ذات المصير سينال كل شخص بالقسم يقف ضده.

وأشارت المحكمة إلى أن قرار مجلس التأديب بمجازاة الطاعن لما ثبت فى حقه يقينا بتوقيع عقوبة تأجيل ترقيته إلى وظيفة مدرس عند استحقاقها لمدة ستة أشهر ,  مطابقاً لحكم القانون متعيناً رفض الطعن.