طباخ الرئيس يدس السم في الجيش وأركان الدولة...روسيا تغتسل بالدم

ذات مصر

هل انفجر برميل البارود الذي كانت تتفاخر به روسيا في وجهها بعد دعوة مؤسس “فاغنر” للتمرد المسلح؟

كيف تحولت قوات "فاغنر" من قوى داعمة للجيش لحركة متمردة على الدولة في ظل احتفاء غربي بالصراع الجديد.

لم يكن أحد لديه تصريح بالوصول إلى الرئيس الروسي او الاقتراب منه مثل هذا الرجل الذي كان يحسده كل المحيطين بالرئيس فقائد مجموعة فاغنر شبه العسكرية الروسية يفغيني بريغوجين كان بمنزلة اليد اليمنى للرئيس الروسي فلاديمير بوتين 

وقد سمحت له الظروف المواتية في ظل الحرب الروسية على أوكرانيا أن يتمدد ويزيد عدد قواته وعتاده ويزاحم الجيش الروسي رهيب التسليح ثقيل الحركة في ساحة المعركة وأن يتقدم بقواته سريعة الحركة خفيفة التسليح حيث يتعثر الجيش الأحمر

وصفه بالجَد الذي يقود روسيا إلى كارثة.. تايمز: زعيم فاغنر يوجه تقريعا لاذعا  لبوتين | سياسة | الجزيرة نت

لم تكن العلاقة بين قوات فاغنر والجيش الروسي منذ البداية على ما يرام، فلا يوجد أي جيش في العالم يغار على سمعته يمكن أني يسمح بتواجد ميليشيا مسلحة بجواره تبدو وكأنها بديل له تتقدم حيث يضطرب وتتحرك سريعا باندفاع وقوة يظهر عجز الجيش أو تعثره في التقدم

لا تقبل أي قوات مسلحة أي كيان آخر يظهر جوارها ليكشف عجزها أو تفوقه عليها خاصة إذا كان الطرفان يشاركان في معركة واحدة يمكن المقارنة بين آداء كليهما لتكون صورة المقارنة ليست في صالح الجيش وكانت بوادر الامتعاض العسكري الروسي قد بدأت في تأخر امداد قوات فاغنر بالسلاح على الجبهة الأوكرانية لذا فقد كانت المعركة الدائرة حاليا بين قوات فاغنر التي انقلبت على مانحها السلاح والمكان والمكانة معركة مؤجلة 

قائد "فاغنر" يدعو إلى تمرد مسلح ضد قيادة الجيش الروسي .. وبوتين يتدخل

 

حادثة وقعت بحسب قائد قوات فاغنر بقصف المعسكرات الخلفية لقواته على خطوط المواجهة مع أوكرانيا من قبل الجيش الروسي ممّا أسفر عن مقتل عدد “هائل” من عناصره أبحسب مزاعم قائد قوات "فاغنر" تلك الحادثة أدت لانفجار برميل البارود بين الجيش الروسي وقوات فاغنر بعدما دعى  قائد المجموعة  شبه العسكرية، إلى تمرّد مسلّح ضدّ قيادة الجيش  لتلقي مزيدا من البارود على النار المشتعلة رغم نفى الجيش الروسي قصف قوات "فاغنر" الموالية له.

تلقف الاعلام الغربي تلك الدعوة ونفخ فيها النار وصار الخلاف بين قائد قوات فاغنر والجيش الروسي حديث العالم ودخل على الخط معارضو الرئيس الروسي والحرب على أوكرانيا واستنفرت روسيا سياسيوها وعسكرها خشية تمدد النار طويلا حيث وصف الرئيس الروسي ما يحدث بالخيانة للوطن والمجتمع وأن الدعوة للعصيان المسلح طعنة في ظهر روسيا وشعبها

ودعت وزارة الدفاع الروسية مقاتلي “فاغنر” لعدم التورط في مغامرة بريغوجين التي وصفتها بالإجرامية وداهم الأمن الروسي مقر قوات "فاغنر" في عدة مدن روسية

وأعلنت اللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب تفعيل إجراءات مكافحة الإرهاب في العاصمة موسكو وكافة مقاطعاتها 

ومن جهته، أعلن الأمن الروسي عن فتح تحقيق بحقّ قائد “فاغنر” بتهمة الدعوة إلى “تمرّد مسلّح”، بينما أفاد الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “اطّلع” على مزاعم بريغوجين، وسيتم اتّخاذ “الإجراءات اللازمة” تجاهه.

وكان قائد مجموعة فاغنر شبه العسكرية قد اشتكى سابقا مرارا من نقص العتاد العسكري وبطء الامدادات التي تتسلمها قوات من الجيش الروسي على الخطوط الأمامية مع أوكرانيا ولم يتردد الرجل في فيديو له في سب قادة الجيش بأقذع الألفاظ وكان يعلن على الملأ فرار بعد الوحدات العسكرية للجيش الروسي من مناطق المواجهة في الحرب الدائرة وهدد مرارا بانسحاب ميليشياته من باخموت إذا لم يقدم الجيش الروسي مزيدا من الذخيرة.

السيناريو الحادث بين قوات فاغنر والجيش الروسي يبدو كأنه صورة مكبرة من النموذج السوداني من الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع غير أن الصراع بين طرفي الأزمة السودانية كان على السلطة بينما الصراع في روسيا كان على السلاح وخطوط المواجهة في حرب دائرة لم يحلم الغرب الضالع في مواجهة روسيا في يوم بمثل هذه المواجهة ولعله لن يتردد في الدخول طرفا لامداد فاغنر بالسلاح ليزيد من نزيف ومعاناة الجيش الأحمر ما لم يحسم الأخير تلك المواجهة سريعا ليتفرغ للعق جراحه على الساحة الأوكرانية.