اختطاف إسرائيلية في بغداد...ونتنياهو يتهم حزب الله العراقي.

ذات مصر

أثار لغز اختفاء الباحثة الإسرائيلية، إليزابيث تسوركوف، في العراق الكثير من علامات الاستفهام بعدما شوهدت آخر مرة في مقهى في العاصمة العراقية بغداد، لكن مصير الباحثة لا يزال يكتنفه الغموض.

وقالت عائلة تسوركوف إنها اختطفت منذ مارس الماضي خلال عملها على بحث لجامعة برنستون الأميركية حيث تعد للدكتوراه، بينما قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، إن جماعة "كتائب حزب الله" العراقية المصنفة على قائمة الإرهاب الأميركية، هي من اختطفت تسوركوف، ولا تزال على قيد الحياة.

غموض المهمة

وقالت عائلة تسوركوف، 36 عاما، إن ابنتهم اختطفت منذ مارس الماضي في العراق، لكن لم يعلن عن اختطافها بشكل رسمي إلا الأربعاء.

ووفقا لمصادر عراقية، فإن الباحثة كانت تتجنب التصريح بأنها تحمل الجنسية الإسرائيلية، وتعلن أنها طالبة أميركية – روسية تعمل على إكمال شهادة دكتوراه في الجماعات الدينية.

Image

ويقول المصدر إن إليزابيث جاءت إلى ميسان جنوبي العراق في مارس الماضي، وبقيت فيها نحو أسبوع، لمقابلة قياديين سابقين وحاليين في التيار الصدري، في إطار الدراسة التي تعدها.

وهي معلومات أكدها تقرير لصحيفة تايمز أوف إسرائيل.

واختفت تسوركوف بعد ثلاثة أيام من عودتها من ميسان إلى بغداد، وفقا للمصدر.

وقال مصدر في الاستخبارات العراقية لفرانس برس إن تسوركوف خُطفت بينما كانت تغادر مقهى في حي الكرادة في العاصمة العراقية.

وحصلت وكالة فرانس برس من المصدر نفسه على مقطع فيديو سجلته كاميرا مراقبة في المقهى تظهر فيه شابة تغادر برفقة رجل.

وبحسب المصدر فإن المرأة التي ظهرت في التسجيل هي تسوركوف والرجل الذي رافقها هو الخاطف، وهو عنصر في مجموعة عراقية موالية لإيران.

 

محاولات لإطلاق السراح

 

ونقلت صحيفة تايمز أوف إسرائيل عن مسؤول إسرائيلي، قوله إن عناصر الأمن الإسرائيليين يعملون مع نظرائهم الأميركيين والروس لإطلاق سراح تسوركوف في أقرب وقت ممكن.

نشأت تسوركوف في إسرائيل، وخدمت في الجيش الاسرائيلي وهي "عضو مهم في مجتمع جامعة برينستون" كما قال مايكل هوتشكيس، المتحدث باسم الجامعة.

وفي نبذة تعريفية عنها على موقعها الشخصي على الإنترنت وصفحتها على لينكدإن، تقول اليزابيث تسوركوف إنها زميلة في "معهد نيولاينز للاستراتيجية والسياسة"، وهو مركز دراسات وأبحاث مقره واشنطن، وزميلة باحثة في "منتدى الفكر الإقليمي"، وهو مركز بحثي إسرائيلي فلسطيني مقره في القدس..

زيارات مريبة

 

ويشير موقعها على تويتر إلى أنها زارت سوريا عدة مرات من قبل.

وتحمل تسوركوف جوازي سفر، أحدهما إسرائيلي والآخر روسي، ودخلت العراق باستخدام جواز سفرها الروسي، وفقا للحكومة الإسرائيلية.

ولا توجد علاقات دبلوماسية بين إسرائيل والعراق، لذلك لم يكن يسمح لها بالدخول بجواز سفر إسرائيلي.

 

وعملت الباحثة المحتجزة التي تقول إنها تجيد اللغات الإنكليزية والعبرية والروسية والعربية، في تقديم الاستشارة لمراكز بحثية من بينها "مجموعة الأزمات الدولية، والمجلس الأطلسي، والمعهد الأوروبي للسلام".

ونشرت تسوركوف مقالات في عدد من الصحف الدولية، مثل "نيويورك تايمز، ونيويورك ريفيو أوف بوكس، و هاآرتس، وذا فوروورد، نيوزويك، والقدس العربي، وغيرها".

بالإضافة إلى نشرها أبحاثا لفائدة مؤسسات "كونراد أديناور، ومؤسسة كارنيغي للسلام، ومعهد الشرق الأوسط، ومركز السياسة العالمية، والمجلس الأطلسي".

جهد دولي

وقالت المصادر الأمنية العراقية إن اليزابيث تسوركوف قد تكون اختطفت بسبب شكوك في انتمائها لجهاز استخباري إسرائيلي، لكن إسرائيل نفت أن تكون لتسوركوف أي علاقة بأي من أجهزتها الحكومية.

ونقلت وكالة فرانس برس عن مصادر استخباراتية عراقية قولها إن تسوركوف اختطفت في العاصمة العراقية بغداد "في بداية شهر رمضان" الذي بدأ هذا العام في 23 مارس، بينما كانت تغادر مقهى في حي الكرادة بالعاصمة العراقية.

وقال دبلوماسي غربي متمركز في العراق إنها وصلت إلى بغداد "في بداية ديسمبر 2022".

وقال مسؤول إسرائيلي لصحيفة تايمز أوف إسرائيل إن تسوركوف (36 عاما) خطفت في العراق بسبب جنسيتها الأجنبية الروسية والإسرائيلية ونفى شائعات في وسائل الإعلام العربية بأنها تعمل نيابة عن المخابرات الإسرائيلية.

وأشار المسؤول إلى أنه لم يتم الإعلان عن الاختطاف إلى الآن بسبب تقارير في الصحافة الأجنبية، مضيفا أن الدعاية المتعلقة بوضعها تعقد الجهود المبذولة لإطلاق سراحها.

وحمل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، في بيان، العراق "مسؤولية سلامة ورفاه" إليزابيث تسوركوف

تحقيق عراقي.

من جهتها فتحت الحكومة العراقية، تحقيقاً حول خطف الباحثة الإسرائيلية-روسية في البلاد،  وأعلن الناطق باسم الحكومة باسم العوادي، أن «الحكومة العراقية فعلا تقوم بإجراء تحقيق رسمي».

وأضاف العوادي «بما أن هذه القضية على هذا المستوى.. ومتداخلة بالتالي لا يوجد أي تصريح رسمي بهذا الخصوص إلى أن تكمل الحكومة العراقية تحقيقاتها الرسمية وتصل إلى نتائج».

 

- نتنياهو يتهم حزب الله العراقي.

وحمّل مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي في بيان، كتائب حزب الله العراقية مسؤولية هذه القضية، قائلاً إن «إليزابيت تسوركوف، المواطنة الإسرائيلية-الروسية التي اختفت قبل بضعة أشهر في العراق، محتجزة لدى ميليشيا كتائب حزب الله الشيعية».

وكتائب حزب الله هي واحدة من أبرز فصائل الحشد الشعبي، ويدعم التحالف السياسي الذي يشكّل الحشد الشعبي جزءاً منه، الحكومة الحالية برئاسة محمد شياع السوداني.

وأضاف مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي في بيانه الأربعاء أنّ «إليزابيت تسوركوف على قيد الحياة ونحن نحمّل العراق المسؤولية عن سلامتها».

ووصلت تسوركوف إلى بغداد «مطلع يناير 2022»، بجواز سفر «روسي»، بحسب ما قال دبلوماسي غربي في العراق طالباً عدم ذكر اسمه.

وفي بغداد، ركّزت تسوركوف في بحثها على فصائل موالية لإيران وعلى التيار الصدري الذي يقوده الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر، وفقا للعديد من الصحفيين الذين التقوها.

كتائب حزب الله العراقية تعلق


وفي أول تعليق لها على الأمر، تطرّقت كتائب حزب الله العراقية بشكل مبهم، إلى هذا الاتهام في بيان للناطق باسمها أبو علي العسكري أمس الخميس.

وذكر البيان، الذي نشر عبر تطبيق تلغرام، أن «اعتراف رئيس وزراء الكيان الصهيوني بوجود عنصر أمني إسرائيلي في العراق هو مؤشر خطير للغاية، يجب الوقوف عنده والتعامل معه بدقة وحزم».

ودون أن يذكر اسم تسوركوف، تابع البيان أنه «بدورنا في كتائب حزب الله.. سنبذل جهداً مضاعفاً للوقوف على مصير (الأسير أو الأسرى) الصهاينة في العراق، خدمة للصالح العام ولمعرفة المزيد عن نوايا تلك العصابة الإجرامية ومن يقوم بتسهيل تحركاتهم في بلد يحظر ويجرم التعامل معهم