«كارثة تنتظر العالم».. هل يستجيب الغرب للشروط الروسية لعودة «اتفاق الحبوب»؟

ذات مصر

أعلنت روسيا مؤخرا انسحابها من اتفاقية تصدير الحبوب من أوكرانيا التي توسّطت فيها الأمم المتحدة وتركيا، لتتراجع صادرات المواد الغذائية الأوكرانية الحيوية التي كانت تغذي نحو 400 مليون شخص حول العالم قبل اندلاع الحرب مع روسيا، وفقا لبرنامج الغذاء العالمي.

غضب غربي.. ومطالب روسية

وأحدث انسحاب روسيا من الاتفاق موجة عنيفة من ردود الفعل الدولية، حيث وصفته ألمانيا بـ "الخبر السيئ"، فيما اعتبرته واشنطن "عملا وحشيًا"، أما الأمم المتحدة فقالت إن "مئات ملايين الأشخاص يواجهون الجوع" بسبب قرار روسيا بالانسحاب من اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية.

لكنّ روسيا قالت إنها لن تعود إلى الاتفاق مجدداً، إلا بعد أن تؤخذ مطالبها بعين الاعتبار وتنفذ كاملة وبدون استثناء، وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم الأربعاء الماضي، استعداد موسكو للعودة إلى اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية في حال تمت الاستجابة "الكاملة" لمطالبها، وإلا فإن تمديد الاتفاق ليس له معنى، مشيرًا إلى أن الأمم المتحدة أمامها 3 أشهر لتنفيذ المطالب الروسية.

يقول الخبراء إن انسحاب روسيا من الاتفاق وامتناعها عن تجديده مرة أخرى هو جزء من استراتيجية تفاوضية لتخفيف العقوبات والحصول على مزيد من حرية المناورة.

وتشمل المطالب التي حددتها روسيا إعادة إدراج البنك الزراعي الروسي ضمن نظام "سويفت"، ما يسمح لروسيا استيراد قطع غيار للآلات الزراعية، وإلغاء تجميد الأصول الأخرى. وتدعي موسكو أن الاتفاقية المعروفة باسم "مبادرة حبوب البحر الأسود" لم تسفر عن فوائد لروسيا، لكن هذه الجولة من الضغط هدفها بالتأكيد تخفيف ضغط العقوبات.

هل تستجيب الدول الغربية لشروط روسيا؟

يعتقد الدكتور نبيل رشوان، الخبير في الشأن الروسي، أن الدول الغربية لن ترضخ لمطالب روسيا رغم الأزمة التي ستعاني منها، مشيرًا إلى أن الدول الأفريقية ستطالب روسيا بالتراجع، وأن روسيا تخطب ود إفريقيا كرصيد لها في الجمعية العامة للأمم المتحدة.

ويضيف لـ«ذات مصر»: "في حملة غربية جامدة جدًا على الموقف الروسي، وبيحاولوا يصوروا روسيا على إنها عايزة تجوّع الدول الفقيرة والدول الأفريقية"، مبينًا أن روسيا تحاول إبراز هذا الموضوع على أنها تريد تصدير بعض الحبوب كمعونات للدول الأفريقية.

في المقابل يرى الدكتور عماد جاد، الخبير بوحدة العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن دول الغرب ليس لديها حل سوى القبول بالشروط الروسية، موضحًا أن الحل الآخر هو النقل البري، لكنه يرى أنه من الصعب تصدير كل الحبوب الأوكرانية برًّا.

المخرج من الأزمة

يرى جاد في تصريحات لـ«ذات مصر»، أن المخرج بسيط، وهو تنفيذ بنود الاتفاقية على الجانبين، دون التضييق على الجانب الروسي، وأن الحل أن تطبق بالكامل، مشددًا على ضرورة أن تعي الدول الغربية وأمريكا خطورة الموقف، وأن لا تستهين بموقف موسكو.

في المقابل يؤكد رشوان، أن روسيا ستعود إلى الاتفاق، وأن هذا موقف روسي للضغط على الأمم المتحدة والغرب ليس إلا، مشيرًا إلى أن السيناريو سيتعقد أكثر إذا ما عاملت أوكرانيا، روسيا بالمِثل وضربت ميناء نوفوروسيسك الروسي الذي تصدر عن طريقه بعض المنتجات الروسية.

ويشدد الخبراء على أن ضرب ميناء نوفوروسيسك الروسي يعني أزمة أكبر لدول العالم أجمع، خصوصًا أن أسعار الحبوب المهمة مثل القمح والذرة والإعلاف ستتجاوز حينها الأرقام التي سجلتها في أعقاب اندلاع الأزمة الروسية الأوكرانية، منبهين بأن ذلك يعني زيادة الجوع في العالم، واندلاع اضطرابات عديدة سواء في الدول المتقدمة أو النامية.