باسم يوسف.. "الأراجوز" الذي فضح الإرهاب الإسرائيلي

ذات مصر

ها هو قد عاد "الأراجوز أبو حواجب".. كما كان خصومه من جماعة الإخوان يلقبونه، إبّان حكم الرئيس الراحل محمد مرسي، وهو اللقب الذي راق لخصومه الجدد فيما بعد الثلاثين من يونيو.
باسم يوسف، المذيع الساخر، الذي يعبر عن أشياء كبيرة، بعباراته الساخرة، ظهر أمس مع الإعلامي الأمريكي الشهير، بيرس مورجان، ليتحدث عن جريمة الحرب التي اقترفتها دولة الاحتلال بقصف المستشفى المعمداني في قطاع غزة.
الأرقام.. أرقام الضحايا من الجانب الفلسطيني.. ماذا تعني؟
إن بورصة الدماء لا تؤرق ضمير العالم المتحضر، هذا العالم الغربي الذي يطفف الميزان إذا ما تعلق الأمر بالدم العربي.
هل توجد حماس في الضفة الغربية؟ إنها تخضع بالكامل لسيطرة الاحتلال، فلماذا يموت الفلسطينيون فيها؟
لقد بلغ عدد الضحايا الفلسطينيين في الضفة منذ الاحتلال الإسرائيلي لها، سبعة آلاف، ثلثُهم تقريبًا من الأطفال.. في الضفة لا توجد حركة المقاومة حماس ولا المظليون ولا صواريخُ القسام.. لكن مجددًا من ذا الذي يهتم بالإحصاء؟
وتطرق باسم إلى أن متزوج من سيدة فلسطينية، وكلاهما لا يستطيع التواصل مع أقاربها في الداخل، لكن الأمر ليس مثيرًا للقلق، "لقد صار القلق معتادًا".. إن الفلسطيني تحت وطأة الاحتلال يكابد القلق والخوف والحزن في الداخل أو في مهجره.
وصلت الرسالة بالطبع، فإذا بالمذيع الأمريكي يرد أنه متفهم حساسية الموقف، لكن هذا الرد لم يعنِ شيئًا بالنسبة لباسم يوسف الذي مضى يقول: "لا عليك يا عزيزي.. اعتدنا أن يُقتل الناس هناك ثم يتم تهجيرهم، ولكن في الحقيقة هم لا يموتون ويستمرون في العيش"..
وردًا على سؤال، ماذا كنت ستفعل لو كنت إسرائيليًا بعد طوفان الأقصى؟
أجاب يوسف من فوره: سأقتل الفلسطينيين، ما دام العالم لا يدين ذلك، نعم سأستغل أن الغرب يرى الصراع صراعًا بين الخير والشر، وأظن أنه من الأفضل للعالم أن يموت الأشرار.
نعم إن هذا العالم الغربي، يريد أن يصور الفلسطيني همجيًا بربريًا، هذا ليس غريبًا، إن الأمريكيين وصفوا الهنود الحمر بذلك، وبعدما انتهوا من عملية التطهير العرقي لهم، ذرفوا الدموع.. الأمر كذلك، بل إن مرشحة الرئاسة الأمريكية نيكي هيلي، أقرت بوقوفها إلى جانب الخير الذي تمثله إسرائيل.
وبلهجة ساخرة فند باسم يوسف مقولة أن الجيش الإسرائيلي يحذر المدنيين قبيل قتلهم، فقال: "ينبغي على بوتين أن يفعل ذلك مع الأوكرانيين حتى لا ندين حربه.. هذا أمر مثير للاهتمام حقًا، حسنًا يا عزيزي، لقد حذرتهم اذهب للغزو".
وما إن انتهى "الأراجوز أبوحواجب" من المقابلة، حتى حظيت باهتمام شعبي منقطع النظير، في العالم العربي والغربي، حتى إن يوسف تصدر مؤشر البحث "جوجل" وتخطى عدد المشاهدين بعد نحو عشر ساعات من إجرائها خمسة ملايين، وانبثقت التعليقات من هنا وهناك، لكن أهم فيما يبدو، كان لعجوز بريطاني: "لقد تجاوزت الثمانين، وهذه هي المرة الأولى التي أفهم فيها حقيقة الصراع".