«وضع الأسرى بغزة».. رواية الاحتلال الزائفة تنهار أمام «إسلام» المقاومة

ذات مصر

في ظل انتشار الحملات الكاذبة والادعاءات الزائفة لتشويه صورة المقاومة الفلسطينية من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي مدعومة بالإعلام الغربي والأمريكي إضافة إلى مسؤوليهم سياسيين أو غير سياسيين، جاءت فترة الهدنة في غزة والتي استمرت لأسبوع واحد لتزيل الغبار عن وجه المقاومة وتكشف وجههم الحقيقي والمستمر بهذا النمط والذي يتبني الرواية الصهيونية فقط.

وبدأت الصور ومقاطع الفيديو التي تنشرها كتائب القسام الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، تنتشر كالنار في الهشيم وبدأ صداها يصل إلى كافة الأصعدة وكافة الأشخاص باختلاف ميولهم وأفكارهم واتجاهاتهم.

أسرى الاحتلال في قبضة القسام

لم يكن مخفيًا أو معروفًا للجميع سواء عرب أو غيرهم من حسن معاملة جنود القسام للأسرى المحتجزين لديهم منذ عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضي، حتى ضجت آثاره مواقع التواصل الاجتماعي ووصل إلى العالم الغربي والأمريكي أيضًا، ما بدأ بتغيير الصورة النمطية لديهم التي زرعها فيهم الوسائل الإعلامية الغربية التقليدية الداعمة للرواية الصهيونية، فانفضوا عنها وبدأوا يبحثون في الإعلام الجديد عن الحقيقة وها هي قد ظهرت لهم.

كانت مشاهد ابتهاج الأسرى أثناء خروجهم من غزة فترة الهدنة تبين حسن تعامل جنود القسام مع الأسرى من سلامات وضحكات على وجوه الأسرى وإمدادهم بالطعام والشراب اللازمين حتى لرحلتهم للأراضي المحتلة مرورًا بخروج أحد الأسرى مع كلبها في أمن وأمان لم يمسهما شخص، في شعور يبين للعالم أجمع بأنهم لم يتلقوا المعاملة السيئة التي كان يدعيها الاحتلال كذبًا ليلًا مع النهار في مؤتمراتهم وأحاديثهم.

كل الشهادات من الأسرى الإسرائيليين أنفسهم والتي تفيد بأنهم كانوا يعاملون معاملة جيدة رغم تضييقيات سلطات الاحتلال عليهم بألا يظهروا في وسائل الإعلام ويقصوا عليه ما حدث لهم من معاملة حسنة يكاد يكونوا لم يتلقوها طوال حياتهم، لكن قصصهم وصلت وسمعها العالم، .

هذا الكيان القائم بالأساس على تغييب الناس وانسياقهم وراء روايته مستغلًا وجود وسائل الإعلام التقليدية التي يسيطر عليها لكي يتعاطف الناس معه دون وجه حق، لكن الوضع ما قبل طوفان الأقصى ليس كما بعده، فأكبر داعم لهذا الاحتلال كان سلاح الإعلام وها هو قد بدأ يخسره مع تنامي ظاهرة الإعلام الجديد الذي يعرض جميع الآراء والتي بدأت تندثر فيه الرواية الصهيونية شيئًا فشيئًا والناس لم تعد تصدق الرواية الصهيونية فقط بل أصبحوا مطلعين على كل الأحداث وجهات النظر، فتعاطف العالم الغربي والأمريكي مع الرواية التي يروجها الاحتلال في كل كلامه وحديثه بدأ يقل مرة تلو الأخرى.

أسرى الحرب وحسن المعاملة 

المفاوض التايلاندي «ليربونج سعيد» فجر مفاجأة عقب خروج عمال بلاده من قبضة كتائب القسام، وقال إن المحتجزين تلقوا معاملة طيبة ولم يعانوا من نقص في الغذاء أو الدواء بحسب ما أُشيع من وسائل الإعلام الغربية.

واعتُبر سعيد أحد الأشخاص من الصفوة في المجتمع المسلم المتواجد في دولة  تايلاند، والذي تولى ملف المفاوضات عن المحتجزين التايلانديين مع المقاومة في قطاع غزة والذين احتجزتهم المقاومة لديهم في خضم عملية طوفان الأقصى حيث كانوا يعملون كمزارعين في مستوطنات غلاف غزة المحتلة.

وأكد أن حماس اعتبرت هؤلاء المحتجزين أسرى حرب منذ اللحظة الأولى، واتبعت معهم قواعد الإسلام في معاملة الأسرى، لافتًا إلى أنهم تلقوا معاملة طيبة وخدمة طبية نفسية وجسدية جيدة أثناء احتجازهم، ولم يعانوا من نقص في الغذاء أو الدواء، حيث إن دلالات الصحة الجيدة والمظهر المنسق الذي ظهر به الأسرى والعناق الحار مع أفراد المقاومة عند توديعهم، كانت علامات استغراب توقفت عندها وسائل الإعلام الأوروبية والأمريكية.

إسرائيل والتنكيل بالأسرى الفلسطينيين

وعلى الجانب الآخر يعاني الأسرى الفلسطينيون المفرج عنهم من حالات مرضية شديدة وكسور بليغة وانتهاكات جسيمة تحدث بحقهم من سلطات الاحتلال أثناء سجنهم وبعد الإفراج عنهم خاصة وأن سلطات الاحتلال تهدد من تم إطلاق سراحه بمعاودة اعتقاله مرة أخري في أي وقت إذا تحدث وساند قضيته الفلسطينية تجاه هذا المحتل الإرهابي الغاشم الذى لم يتعلم الإنسانية ولم يعرف للأخلاق معني.

وعند سؤال المفاوض التايلاندي عما إذا كانت حماس تقدمت بطلب مقابل الإفراج عنهم، نفى ليربونج ذلك جملة وتفصيلاً، مشيرًا إلى أن حماس ومنذ اللحظة الأولى من التواصل معها، أكدت أنهم سيخرجون عند توفر الظروفِ المناسبة.

وذكر أن حماس قالت إنهم أسرى حرب ويمكثون في الأنفاق أو المنازل، واتبعت المعايير نفسها لجميع الأسرى دون تفرقة لأنها تسير وفق القوانين الإسلامية لا سيما بخصوص حماية الأطفال، منوهًا بأنه تواصل مع حركة حماس خمس مرات أثناء المفاوضات وفي كل جولة كانوا يقولون لنا إن التايلانديين أُخذوا أسرى حرب وسيعاملون وفق ما جاء في القرآن.

وأشار إلى ملاحظة أثر ذلك في حجم تفاعلهم مع مقاتلي حماس عند إطلاق سراحهم، موضحًا أنه عندما تفاوضنا مع حماس لم يتقدموا لنا بأي طلب أو شروط لإطلاق سراحهم، فقط قالوا إن الأسرى التايلانديين سيطلق سراحهم عندما تبدأ الهدنة، وهذا يوضح الفارق بين الاحتلال ومعاملاته للفلسطينيين وبين المقاومة الفلسطينية ومعاملتها للأسرى الذين هم بالأساس يقطنون ويمكثون في أرضهم المحتلة لكنهم تعاملوا معهم وفق ما أمرتهم به الشريعة الإسلامية.