الاغتيالات.. سبيل إسرائيل في البقاء

ذات مصر

منذ تأسيسها في عام 1948 على أراضي فلسطين المحتلة، اعتمدت إسرائيل سياسة الاغتيالات والتصفية الجسدية كجزء أساسي من تعاملها مع الفلسطينيين، دون الالتفات إلى التداعيات السياسية أو القانونية.

وبعد مرور بضعة أشهر فقط على تأسيس إسرائيل، بدأت عمليات الاغتيالات وواصلت على مر التاريخ. فقد قامت عصابات صهيونية باغتيال كونت فولك برنادوت، الوسيط الأممي بين العرب واليهود، الذي كان يقترح حلولًا للسلام تشمل تقييد الهجرة اليهودية إلى فلسطين والحفاظ على سيادة القدس العربية.

منذ ذلك الحين، لم تتوقف عمليات الاغتيال، وفي الأسابيع الأخيرة تم اغتيال بهاء أبو العطا، المسؤول العسكري في حركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة. وبقيادة أرييل شارون، تم اغتيال العديد من قادة الفصائل ونشطاء الانتفاضة.

عشرات الاغتيالات سنويا

قال رونين برغمان، مؤلف كتاب "أقتل أولا: التاريخ السري للاغتيالات المستهدفة في إسرائيل"، إن كتابه يحكي قصة طويلة من النجاحات التكتيكية المذهلة والفشل الاستراتيجي الكارثي. يصف إسرائيل بأنها دولة صغيرة تواجه تهديدات مستمرة من العرب ومحاولات تدميرها، ولذلك قامت بتكوين جيش فعال جدًا. 

يعتبر جهاز المخابرات الإسرائيلي واحدًا من أفضل وكالات الاستخبارات في العالم، ولديهم أيضًا "أقوى آلة اغتيال في التاريخ". 

كان الهدف في العديد من الحالات هو اغتيال الأعداء القوياء، وقامت المخابرات الإسرائيلية وقادتها بالاعتماد بشكل كبير على هذه العمليات. وكلما زاد الردع الذي خلقوه، زادت احتمالية تجنب الحروب الكبيرة أو توسيع الصراعات العامة.

ومع ذلك، أشار برغمان في مقابلة تزامنت مع نشر الكتاب، إلى أن نجاح أكثر من 2700 عملية اغتيال في تاريخ إسرائيل الحديث، التي استمرت لمدة 70 عامًا، أدى في بعض الأحيان إلى تجنب السياسيين الإسرائيليين القيادة الحقيقية والدبلوماسية. شعروا أنه بوسعهم، من خلال هذه "الأداة"، أن يوقفوا مجرى التاريخ وضمان تحقيق أهدافهم بواسطة الاستخبارات والعمليات الخاصة، بدلاً من الاعتماد على الحكمة السياسية والخطاب السياسي.

أكثر دولة تغتال 

نفذت دولة الاحتلال أكثر من 2700 عملية اغتيال من قبل إسرائيل على مدى 71 عامًا، بمتوسط 38 عملية سنويًا داخل وخارج إسرائيل. 

تتفوق إسرائيل في عدد الاغتيالات على أي دولة أخرى، وتنفذ هذه العمليات بغض النظر عن الدولة أو الجنسية أو الانتماء السياسي للأفراد المستهدفين، وغالبًا ما لا تعترف إسرائيل رسميًا بمسؤوليتها عن هذه العمليات، ويتم الاعتراف بها عادة عبر وسائل الإعلام الإسرائيلية بعد فترة طويلة من تنفيذها. 

بعض الأمثلة الأخرى على عمليات الاغتيال التي نفذها الموساد تشمل اغتيال الكاتب والصحفي الفلسطيني غسان كنفاني في بيروت عام 1972، واغتيال القيادي بالجبهة الشعبية وديع حداد في ألمانيا الشرقية عام 1979.

من بين الشخصيات السياسية البارزة التي تم اغتيالها في تلك الفترة: زعيم حركة حماس الشيخ أحمد ياسين، وخليفته في غزة عبد العزيز الرنتيسي، والأمين العام للجبهة الشعبية أبو علي مصطفى، وقادة حماس إسماعيل أبو شنب وإبراهيم المقادمة وجمال منصور وجمال سليم.

كذلك عملية اغتيال العديد من القادة العسكريين، بما في ذلك قادة كتائب القسام والأقصى مثل صلاح شحادة وعدنان الغول ومحمود أبو الهنود ورائد الكرمي وجهاد العمارين.

وعلى مدى عامين، تم حصار الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في مقره في رام الله حتى توفي في ظروف غامضة في نوفمبر 2004 بعد نقله لتلقي العلاج في فرنسا.

كما نفذت عملية اغتيال لعضو القيادة السياسية لحركة الجهاد، أكرم العجوري، في دمشق، سوريا، بينما نجا من محاولة اغتيال أخرى في الوقت ذاته.

إسرائيل وإيران.. حرب إغتيالات من طرف واحد

أفادت وسائل الإعلام الإيرانية بأن مسؤولًا في استخبارات الحرس الثوري الإيراني ونائبه وعنصرين آخرين قتلوا في ضربة إسرائيلية استهدفت مبنى في العاصمة السورية. 

وتأتي هذه الضربة في سياق سلسلة من عمليات الاغتيال التي تعرضت لها إيران في السنوات الأخيرة، حيث فقدت العديد من العلماء والعسكريين والسياسيين البارزين.

ومؤخراً، ذكرت وسائل الإعلام الإيرانية بأن مسؤولًا في استخبارات الحرس الثوري الإيراني ونائبه وعنصرين آخرين قتلوا في ضربة إسرائيلية استهدفت مبنى في العاصمة السورية. 

وجاءت تأتي هذه الضربة في سياق سلسلة من عمليات الاغتيال التي تعرضت لها إيران. في السنوات الأخيرة، حيث فقدت العديد من العلماء والعسكريين والسياسيين البارزين. 

ووجهت إيران اتهامات لإسرائيل بالوقوف وراء هذه العمليات، من بين الشخصيات التي قتلت في هذه العمليات كان مسعود علي محمدي، أستاذ فيزياء الجسيمات، ومجيد شهرياري، مؤسس الجمعية النووية الإيرانية، وداريوش رضائي نجاد، ومصطفى أحمدي روشان، وحسن مقدم، ومحسن فخري زاده، وقاسم سليماني في العراق، الذي استهدفته دولة الاحتلال عبر طائرة مسيرة، والقائمة لم تغلق حتى الآن، وكلها محاولات من الاحتلال لتثبيت قواعده وإبعاد المناهضين للجرائمه.