"رأس الحكمة".. مستقبل الساحل الزاخرة بالثقافة والتاريخ

ذات مصر

شاع اسم "رأس الحكمة" خلال الأيام الأخيرة، على وسائل التواصل الاجتماعي في مصر، وبات الحديث الأول لوسائل الإعلام وتعليقات المراقبين والمستخدمين على وسائل الإعلام، مع الحديث عن ارتفاع الأسعار، وذلك بعد الحديث عن مزاعم بشأن هذه المنطقة الساحلية في شمال غرب مصر.

ما هي رأس الحكمة؟

و"رأس الحكمة"، هي قرية تابعة لمدينة مرسى مطروح، على الساحل الشمالي لمصر. وتمتد شواطئها من منطقة الضبعة في الكيلو 170 بطريق الساحل الشمالي الغربي وحتى الكيلو 220 بمدينة مطروح التي تبعد عنها 85 كم.

وفي أغسطس الماضي قررت وزارة الإسكان المصرية، إنشاء مدينة رأس الحكمة الجديدة على مساحة 55 ألف فدان. وأكد وزير الإسكان، عاصم الجزار، آنذاك أن "المدينة ستكون ﻣﻘﺻداً ﺳﯾﺎﺣياً ﻋﺎﻟﻣياً، ﯾﺗﻣﺎشى ﻣﻊ اﻟرؤﯾﺔ اﻟﻘوﻣﯾﺔ واﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ﻟﻣﻧطﻘﺔ اﻟﺳﺎﺣل اﻟشمالي الغربي".

وكان قرار تنمية المدينة، لاحقاً لقرار رئاسي صدر عام 2020 بإعادة تخصيص قطع أراضٍ في الساحل الشمالي الغربي بإجمالي مساحة تتجاوز707 آلاف فدان لصالح هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، لاستخدامها في إقامة مجتمعات عمرانية جديدة.

جذور تاريخية

 تعود طموحات تطوير المدينة إلى عام 1975 عندما صدر قرار رئاسي بإخلائها من سكانها لإقامة مشروع سياحي، لكنّ المشروع لم ينفَّذ، حسب موقع خريطة مشروعات مصر.

وأنشئت المدينة في عهد الملك فاروق، آخر ملوك مصر، وتحديدًا في عام 1948، لتكون متنجعًا للأسرة المالكة والوزراء.

فقد اشتهرت مدينة رأس الحكمة باستراحة ملكية أنشأها الملك فاروق للاستجمام، تحولت عقب ثورة 23 يوليو 1952 إلى استراحة رئاسية، استخدمها رؤساء مصر السابقون منذ عهد الرئيس الأسبق أنور السادات.

ويشير باحثون إلى أن نظام الحكم في ذلك الوقت أدرك الأهمية الكبيرة لهذه المنطقة بسبب موقعها الاستراتيجي وشواطئها الخلابة.

غير أن القيادات السياسية لم تتخذ أي خطوات نحو تنمية القرية على مر العقود الماضية لأسباب اقتصادية، إلى أن جاءت القيادة السياسية الجديدة لتعيد إحياء المشروع من أجل خلق قيمة مضافة للاقتصاد المصري.

مستقبل الساحل الشمالي

في الآونة الأخيرة بدأت شركات التطوير العقاري تمد أنشطتها على طول الساحل الشمالي لإنشاء قرى ومنتجعات سياحية، حيث عدَّ خبراء مدينة رأس الحكمة "مستقبل الساحل الشمالي السياحي".

وأوضح رئيس قطاع تطوير الأعمال في موقع "عقار ماب" المتخصص في تسويق العقارات، أحمد عبدالفتاح، أن "معدل الطلب على منطقة الساحل الشمالي الغربي ورأس الحكمة تضاعَف الصيف الماضي أربعة مرات مقارنةً بما كان عليه عام 2020".

وأشار عبد الفتاح، في تصريحات صحفية، إلى أن "مخطط تطوير منطقة الساحل الشمالي يعود للثمانينات من القرن الماضي، وفي كل فترة تشهد إحدى مناطقه رواجاً، حتى وصلت أخيراً إلى مدينة العلمين الجديدة وبعدها رأس الحكمة".

وقال إن "مثلث رأس الحكمة يعد سوقاً واعدة سياحياً، حيث تُقبل شركات التطوير العقاري والسياحي العربية والمصرية على الاستثمار فيها، لا سيما مع زيادة عدد الفنادق وتطوير البنية التحتية السياحية".

وعلى المستوى العقاري، يشير الخبراء إلى أن انتشار ثقافة المنزل المصيفي في مصر، حيث يحرص كثير من العائلات على توفير وحدة مصيفية، مما يجعل الطلب متزايداً على مدن مثل رأس الحكمة وغيرها على امتداد الساحل الشمالي.

منطقة زاخرة

وتزخر المنطقة بمقومات السياحة الثقافية والتاريخية التي تظهر في مقابر الكومنولث والمقبرة الإيطالية والألمانية، وهذا النمط من السياحة يشجع على إقامة سياحة المهرجانات والاحتفالات فى تلك المناطق، استرجاعاً للأحداث التاريخية التي اتخذت مواقعها في هذه المناطق.

كما تضم المنطقة أنماطا متعددة ومقومات جاذبة للسياحة الشاطئية، على طول امتداد الساحل الشمالي الغربي، ويبلغ إجمالي المساحة المعروضة للاستثمار السياحي برأس الحكمة، 11 مليون و500 متر، بتكلفة استثمارية تتجاوز مليار و351 مليون جنيه، لاقامة مشروعات سياحية متكاملة، لجذب السائحين الوافدين إلى مصر لمنطقة رأس الحكمة.

كما يعد إنشاء مدينة مليونية في منطقة العلمين في الساحل الشمالي وما يتبعها من أنشطة صناعية وتجارية وسكنية، يتيح ذلك لمنطقة "رأس الحكمة" الواعدة نشاطًا سياحيًا كبيرًا خلال الـ 20 عامًا القادمة.

كما تضم المنطقة شريط ساحليًا بطول 50 كيلو متر والواقع بين مدينة الضبعة إلى مرسى مطروح تعد أجمل شواطئ العالم من الرمال الناعمة الصفراء إلى المياه الفيروزية رائعة الجمال.