«صدمة نتنياهو».. لماذا لم تستخدم الولايات المتحدة الفيتو في مجلس الأمن؟

في خطوة مفاجأة، لم تستخدم الولايات المتحدة الأمريكية حق النقض (فيتو) في مجلس الأمن اليوم الاثنين صوب قرار مجلس الأمن بشأن وقف إطلاق النار في غزة، وامتنعت عن التصويت، بعدما أعاقت محاولات سابقة لإصدار قرار باستخدام حق النقض (الفيتو).

خطوة الولايات المتحدة "المشينة"، سوف تسمح بتمرير أول قرار لوقف إطلاق النار بشكل فوري في قطاع غزة رغم التهديدات التي وجهها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

في وقت نقترب فيه من إتمام الشهر السادس على حرب دامية يشنها الاحتلال الإسرائيلي على المدنيين في قطاع غزة، وسط تخاذل عالمي في وقف المجازر وجرائم الحرب المستمرة بشكل يومي على القطاع، يأتي قرار اليوم على استحياء من أمريكا بالامتناع عن الوقوف بجانب قرار يطالب بـ "وقف فوري لإطلاق النار" في قطاع غزة.

معنى قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار

يطالب القرار، الذي حظي بتأييد 14 عضوًا مقابل امتناع عضو واحد، بـ "وقف فوري لإطلاق النار خلال شهر رمضان" الذي بدأ قبل أسبوعين، مع التأكيد على أنه يجب أن يؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار، بالإضافة إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن.

واعتمد القرار من قبل مجلس الأمن الدولي، الاثنين، وقدم القرار من قبل الأعضاء المنتخبين في مجلس الأمن وهم: الجزائر، الإكوادور، غيانا، اليابان، مالطا، كوريا الجنوبية، سيراليون، موزمبيق، سلوفينيا وسويسرا. حصل القرار على تأييد 14 صوتًا، في حين امتنعت الولايات المتحدة الأمريكية عن التصويت.

لماذا لم تستخدم الولايات المتحدة الفيتو في مجلس الأمن؟

قامت الولايات المتحدة بتبرير قرارها بعدم الاستخدام الفيتو ضد قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار في غزة خلال شهر رمضان، حيث صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر أن القرار يتماشى مع موقف بلاده.

وصدم عدد كبير من السياسيين حينما أعلن أن القرار غير ملزم وتنفيذه قد يتم عبر المفاوضات، مشيرًا إلى أنه لا يحمل أهمية عملية بالنسبة للولايات المتحدة وأنها ستتخذ دائمًا الإجراءات التأمريكية التي تحقق مصلحتها الأمنية.

واستمر في تدليل إسرائيل، إذ أكد أن الولايات المتحدة ستقدم النصح لإسرائيل حول كيفية هزيمة حماس دون شن هجوم واسع على رفح.

كما أعرب عن أسفه لإلغاء زيارة الوفد الإسرائيلي إلى واشنطن.

نتنياهو مصدوم من قرار أمريكا

أثار عدم استخدام أمريكا للفيتو في مجلس الأمن، استياء رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، الذي رد عليه بإلغاء زيارة وفد إسرائيلي كانت مقررة إلى واشنطن.

زيارة وفد إسرائيل إلى أمريكا كانت تستهدف بحث عملية عسكرية مزمعة في مدينة رفح جنوب قطاع غزة.

من جانبها، عبرت الولايات المتحدة عن خيبة أملها الكبيرة بسبب قرار نتنياهو بعدم الحضور إلى واشنطن، حيث فُقدت الفرصة لإجراء محادثة شاملة حول البدائل القابلة للتنفيذ بدلاً من العملية العسكرية المخططة في رفح.

لم تغير الولايات المتحدة موقفها تجاه إسرائيل، هذا ما عبر عنه المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، الذي قال إنه لم يحدث أي تغيير في السياسة الأمريكية برغم امتناعها عن التصويت في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

وأوضح أن الدعم الأمريكي لإسرائيل في مواجهة حماس مستمر، ولن يتوقف، وأنهم سيواصلون المحادثات مع الإسرائيليين بشأن حماية المدنيين وزيادة تدفق المساعدات إلى قطاع غزة بغض النظر عن إلغاء زيارة الوفد الإسرائيلي.

تحذير أممي

في سياق آخر، طالب الأمين الأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش بتنفيذ أول قرار يصدره مجلس الأمن الدولي والذي يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة.

وشدد على أنه يجب تنفيذ هذا القرار، مؤكدًا أن الفشل في ذلك سيكون أمرًا لا يغتفر.