ياسر أنور يكتب: هل كتبت التوراة بالهيروغليفية؟

ذات مصر

هل كتبت التوراة بالهيروغليفية؟ هذا تساؤل يطرح بين الحين والآخر، والتوراة التي نقصدها، هي توراة موسى لا توراة عزرا والكتبة، فتوراة موسى هي التي تلقاها النبي موسى من الله تعالى بعد خروجه من مصر، سواء تلقاهها علي الجبل منفردا قبل عبادة بني إسرائيل للعجل في المرة الأولى، أم بعد عبادتهم للعجل في المرة الثانية في حضور  بني إسرائيل.

أما توراة عزرا والكتبة،، فقد جمعت في مرحلة متأخرة أثناء السبي البابلي وبعده، وقد كتبت بالعبرانية و الآرامية ولغات أخرى. 

و كلمة التوراة من الكلمات التي أثارت فضول المفسرين والباحثين، وهل هي كلمة عبرية أم عربية أم مصرية قديمة، وما معناها؟ ذهب بعض مفسري القرآن إلى أنها كلمة عربية تعني النور والضياء، وذلك من الجذر العربي ورى، ومنه ورى الزند إذا خرجت ناره.

فيما رأى آخرون أنها من التورية، فهي تعتمد في تشريعها (وفقا لزعمهم) على التورية دون التصريح، وهو قول بعيد وفيه تعسف كبير، ومنافاة لحقيقة الخطاب التوراتي المباشر والصريح، هذا باعتبار أن الكلمة مشتقة من جذر عربي، أما أكثر أهل الكتاب، فهم يرون أنها كلمة عبرية  مشتقة من الفعل العبري يرى يمعنى يرشد ويعلم، وقالت طائفة أخرى إنها تعني الناموس والشريعة.

لكن لماذا لا تكون كلمة التوراة ذات جذور لغوية مصرية قديمة؟، فإذا كان بنو إسرائيل قد أقاموا في مصر مدة تترواح بين مائتي وأربعمائة عام تقريبا(على خلاف بين الباحثين)، فلا شك أنهم تعلموا المصرية القديمة وتكلموا بها، وخاصة أنه لم يكن ثمة لغة عبرية في ذلك الوقت، فبنو إسرائيل كانوا يقيمون في أرض كنعان قبل مجيئهم إلى مصر، فهم كانوا على الأرجح يتكلمون الكنعانية، ولما وفدوا إلى مصر، كان من المنطقي أن يتعلموا لغة المصريين، ولذلك فالدلائل تشير إلى أن كلمة التوراة كلمة مصرية قديمة، يمكن أن نجدها متضمنة في لغة المصريين القدماء.

وبقليل من  الاستقراء والتأمل في بعض الكلمات المصرية القديمة ربما نستطيع أن نستنتج أن كلمة التوراة
تتكون من كلمتين هما : تا  (ضمير محايد) ، و كلمة  وراة(عظيمة)، وينطقها علماء المصريات تورات، أو تاورات، فهم ينطقون التاء دائما تاء مفتوحة، (وهي إحدى مشكلات) هيروغليفيتهم الغربية التي نرى أنها شوهت كثيرا من نطق الكلمات على الطريقة الغربية. 

وبذلك فإن كلمة التوراة تعني بالمصرية القديمة “العظيمة أو عظيمة الشأن”. وكلمة التوراة أيضا كانت تشير إلى إحدى الألهات المصرية التي كانت وظيفتها حماية المواليد والخصوبة. إن عنوان اي كتاب لابد أن يشير إلى اللغة التي كتب بها هذا الكتاب ، فإذا كان العنوان هو التوراة، وهي كلمة مصرية قديمة كما نرجح، فإن المضمون إذن لابد أن يكون مكتوبا بلغة المصرىين القدماء، التي كانت تكتب بأكثر من طريقة منها الهيروغليفية والهيراطيقبة، فهل كتبت التوراة بالهيروغليفية؟