أحمد عطا يكتب: عملية وادي الذئاب

ذات مصر

مازالت أحداث المسلسل التركي وادي الذئاب الذي تابعه العالم العربي من خلال عدة أجزاء متتالية في إطار تشويقي مغلف بكافة تفاصيل المؤامرات التي صنعتها أمريكا وأجهزة استخباراتية متعددة المهام تنهش في البنية السياسية والاقتصادية والاجتماعية التركية بلا رحمة من خلال مكاتب المافيا التي تتبع أمريكا وإسرائيل، وهنا لابد أن أتوقف أمام أمرين من خلال عملية وادي الذئاب.

الأمر الأول وجود وكلاء للأمريكان تتبعهم مكاتب للمافيا ينفذون السياسة الأمريكية في تركيا في مقابل نفوذ وأموال ماركة أيزنهاور لدعم المافيا التي تعمل لصالح أمريكا حتى صارت المافيا أقوى من الجيش التركي وفقاً للسياق الدرامي بل قتلوا وزير الدفاع التركي من خلال عملية نفذها الأسكندر الكبير  رجل المافيا القوي الذي يتعامل مع الكل ويتحكم في كل شيء.

يتزامن ذلك مع ضعف مؤسسات الدولة التركية وفقاً للأحداث، على الجانب الآخر تلعب إيران وإسرائيل دوراً في نقل التجارة المحرمة داخل  تركيا وهي تجارة المخدرات والسلاح من خلال مجموعة الكبار من وجهاء المجتمع و رموزه الذين يمتلكون شركات إعلامية ضخمة وشركات أدوية وسياحة بل ويتحركون في المواني التركية. 

أما عن جهاز المخابرات التركي وفقاً للأحداث كان يأخذ أوامره من العم سام مسؤول إسرائيل في تركيا الذي يستطيع أن يصفي أي شخصية من خلال سلسلة من العملاء المميزين ، بل أن مكتب مسؤول العم سام يجتمع بصفوة رجال الأعمال لتنفيذ أوامره.

ومن هنا تكتمل عملية وادي الذئاب لاضعاف وتفتيت الدول من خلال وكلاء للأمريكان وإسرائيل من رجال  أتراك ورجال أعمال جميعهم يتمتعون بتاريخ من الفساد وتنطبق عليهم مواصفات العميل الدولي الذي يمتلك ارقام ضخمة ماركة أيزنهاور يدافع عن تاريخ تركيا واستقرارها الأمني وهو يعمل بالوكالة لصالح إسرائيل وأمريكا – حتي ظهر البطل الشاب مراد علمدار منقذ تركيا الذي دخل معركة مع الكل لإنقاذ تركيا وأول شيء فعله علمدار هو استعادة الدولة لقوّتها من خلال شخصيات صاحبة تاريخ علمي ووطني تسهم في بناء تركيا وليس هدمها – لأن وفقاً للأحداث كانت أمريكا وإسرائيل تتدخل لأختيار رجال دولة بلا تاريخ علمي بلا خبرات أشباه مسؤولين حتى تظل تركيا ضعيفة.

والغريبة وفقاً للأحداث كلما كانت الدولة ضعيفة سهل عملية تهريب المخدرات والسلاح من خلال الشركات الأمامية التي تعمل لحساب إسرائيل وأمريكا تتاجر في كل شيء وتتعامل مع الكل رافعة شعار تركيا أولا. 

واخيراً، معني هذا أن أمريكا تختار السيناريو الأنسب لكل دولة حتي تفتتها وتضعفها من الداخل – ومن هذه الأدوات – تفجير ثورات – صراع طائفي سني شيعي أو تنظيمات متطرفة أو حكم راديكالي مثل جماعة الإخوان التي سهلت مهمة الربيع الأمريكي في المنطقة العربية ولما ثارت الشعوب ضد حكم الإخوان قامت أمريكا تحت ضغط المصالح بحرق ورقة الإخوان والتخلص منها علي طريقة مال الله لله ومال قيصر لقيصر.

لهذا نجد بعد إضعاف المنطقة العربية تنفذ إسرائيل المرحلة الأخيرة وهو سيناريو الأرض المشتعلة بتفجير الدول تحت مظلة الفقر والجوع بثورات عشوائية للتخلص من الم الجوع أو الدخول في مواجهات عسكرية مباشرة مع الدول الحدودية لإنهاكها عسكرياً  ومادياً وقتل شعوبها تحت غطاء ودعم أمريكي بلا حدود يقف خلف هذا الدعم ٧ مليون يهودي أمريكي تحركهم الماسونية العالمية.

لهذا لابد أن تنتبه الدول العربية لخطورة المشروع الكبير الذي يرتكز علي هدم الأوطان محلياً والتخلص من الدين واللغة ثم مجيئ الحكومة الواحدة التي ستقود العالم في ٢٠٥٠ بعد نفاذ البترول من المنطقة العربية والقتال بشراسة  علي الثروات داخل افريقيا بين أمريكا وفرنسا كما هو حاصل الآن.. ولذلك تجد صلاتهم جميعاً أشبه بصلاة الجواسيس.