الجنون يضرب سوق «السجائر»| الزيادات وصلت 20 جنيهًا.. والشعبة: الحكومة السبب

ذات مصر

خرجت أسعار السجائر بكافة أنواعها في السوق المصرية عن السيطرة، رغم ثبات الأسعار الرسمية سواء في الشركة الشرقية للدخان، أو غيرها، وعدم الإعلان عن أي زيادات طرأت على الأسعار طوال الفترة الماضية، لكن الوضع في المحال مغاير تمامًا للمعلن.

المدخنون يواجهون على مدار الأسبوع الماضي أو أكثر قليلًا أزمة حقيقية في شراء السجائر سواء من المحلات المعروفة أو الأكشاش الصغيرة، فمدخن أقل الأنواع جودة مثل الكيلوباترا والبوكس والسوبر، وجد ارتفاعًا في الأسعار تجاوز العشر جنيهات في بعضها. 

سجائر الفقراء نار

وفقًا للأسعار المعلنة من الشركة الشرقية للدخان «إيسترن كومباني»، سجلت سجائر كليوباترا كينج سايز 23 جنيهًا للعلبة، وسوفت كوين 24 جنيهًا وبوسطن 24 جنيهًا وبوكس 24 جنيهًا وسوبر 24 جنيهًا.

لكن الواقع في السوق يشير إلى خلاف ذلك، فعلبة كليوباترا بوكس وصل سعرها إلى 40 جنيهًا في شتى المناطق «الشعبية والراقية»، وسجل سعر الكليوباترا والبوسطن الـ35 جنيهًا أيضًا بدعوى تأثير سعر الدولار على السوق، وتوقف شركات عن الإنتاج لعدم توافر مواد خام.

صابر أحمد، عامل من منطقة العروبة في الهرم، يقول لـ«ذات مصر»، علبة السجائر الكليوباترا والبوكس زادت 10 جنيهات وأكثر، بعض المحلات تبيع البوكس الجديدة الآن بـ40 جنيهًا، واضطر للذهاب إلى محل في منطقة أخرى لأحصل عليها بـ35 جنيهًا.

وأشار صابر إلى أن صاحب المحل أخبره أن كافة أسعار السجائر زادت مؤخرًا لعدم توافرها في السوق، وأن تجار الجملة رفعوا الأسعار معللين ذلك بنقص المعروض، وأصبحوا يمنحونا كميات أقل من المعتاد، والشركة لا تصرف سوى حصة صغيرة.

الـ LM والمرلبورو

لم يتوقف الأمر عند الأنواع التي تصدرها الشركة الشرقية للدخان، لكن امتدت لتطول منتجات شركة فيليب موريس المعروفة، مثل «ميريت، ومرلبورو، وLM» ارتفعت أسعارها من 9 إلى 16 جنيهًا للعلبة.

آخر قائمة أسعار معلنة من «فيليب موريس»، في أبريل الماضي، توضح أن سعر سجائر ميريت بأنواعها تبلغ 59 جنيهًا، ومرلبورو بأنواعها لتسجل 54 جنيهًا، ومرلبورو crafted بأنواعها 44 جنيهًا، وسجائر أل أم بأنواعها 39 جنيهًا.

لكن المحال تعرض بأسعار مختلفة تمامًا، فعلبة سجائر أل أم بأنواعها المختلفة تباع حاليًا من 48 جنيهًا إلى 50 جنيهًا، في حين تباع مرلبورو بأنواعها بأسعار من 60 جنيهًا إلى 65 جنيهًا، ووصل سعر الميريت إلى 70 جنيهًا للعلبة.

مصطفى إبراهيم، موظف، يوضح أنه اشترى علبة سجائر مارلبورو بـ60 جنيهًا بعد أن أخبره البائع أن أل إم التي يشتريها يوميًا أصبحت بـ50 جنيهًا، مشيرًا إلى أنه أصبح يضطر للذهاب إلى أكثر من محل من أجل الحصول على علبة سجائر.

أصحاب المحال يتهمون تجار الجملة

يقسم مالك سوبر ماركت في مدينة حدائق أكتوبر، رفض الإفصاح عن اسمه، أن المحال القطاعي غير مسؤولة نهائيًا عما يحدث في سوق السجائر نهائيًا، وأن المسؤولية تقع فقط على الشركات المنتجة وتجار الجملة الذين يوزعون عليهم.

وأضاف لـ«ذات مصر»، أن الشركة تمنحه 10 قروصات فقط يوميًا لا تغطي طلبات اليوم، وتنفذ في أقل 5 ساعات يوميًا، مشيرًا إلى أنه كان يشتري من تاجر جملة يوزع عليه لكنه أصبح يزيد الأسعار بشكل شبه يومي تقريبًا ما دفع للتوقف.

الزيادات الجديدة في الطريق

رئيس الشعبة العامة للدخان والسجائر، إبراهيم إمبابي، صرح بأن بطء الحكومة في اتخاذ قرار زيادة الأسعار، هو السبب الرئيسي فيما يحدث، موضحًا أن وزارة المالية أعلنت استهداف تحصيل 88.6 مليار جنيه من السجائر والدخان في ميزانية عام 2023/2024، مقارنة بـ84 مليار جنيه في ميزانية العام الماضي، وأن هذا بالطبع يعني زيادة الضريبة لتحصيل نحو 4 مليارات جديدة.

وأضاف أنهم اجتمعوا في شهر مارس مع وزارة المالية، من أجل بحث الزيادة المقررة، وأنه جرى الاتفاق عليها بنسب منخفضة، موضحًا أن تباطؤ اتخاذ القرار من شهر مارس إلى يونيو الحالي، أدى إلى هذه البلبلة.

وتابع: «الشعب المصري ذكي، قرأ الميزانية وعرف إن في زيادة في القطاع، والقرار لو كان طلع كانت الزيادة 2 جنيه في كل علبة، النهاردة التاجر بياخد 10 جنيه في جيبه والدولة مش بتستفيد حاجة».

وأشار رئيس الشعبة العامة للدخان والسجائر إلى أن الشركات لم ترفع الأسعار، كما أن الإنتاج يسير بوتيرة منتظمة، مطالبًا رئيس الوزراء ومجلس النواب بإصدار التشريع الجديد والخاص بالفئة الضريبية للسجائر والمعسل، لإنهاء هذه الأزمة.