د. جمال شعبان يوصي الأطباء بالكشف مجانًا على الفقراء

د. جمال شعبان
د. جمال شعبان

وجَّه الدكتور جمال شعبان، أستاذ أمراض القلب، وعميد المعهد القومي للقلب سابقا، رسالة إلى شباب الأطباء بمناسبة يوم الطبيب المصري الموافق اليوم 18 مارس، الذي يوافق ذكرى افتتاح أول مدرسة للطب في مصر والشرق الأوسط بأبي زعبل، في 18 مارس عام 1827م.

وقال الدكتور جمال شعبان في رسالته: «أبنائي شبابَ الأطباء الذين شاء الله لهم أن يحضروا معركة كورونا وصدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضي نحبه شهيدا للواجب منافحا وذائدا عن أرواح الأمة ومنهم ما زال ينتظر يكمل ملحمة الدفاع ضد الأمراض والأوجاع إن مهنة الطبِ من أرفعِ المهنِ الإنسانيةِ وهى المهنةُ التى لا يراقبكم فيها إلا اللهُ وإما أن ترفعكم إلي الجنةِ أو تهوى بكم إلي النار».

وأضاف شعبان : «إننا مسئولون كأطباء عن صحةِ البشرِ ومؤتمنون على أرواحِ الناس ِونطلعُ على أسرارِ البيوتِ فكيف لا تجعلون منها سببا فى دخولكم الجنة؟ إن العلوم الطبية صعبةٌ فعلاً معقدةٌ حقاً تحتاج إلي أوقاتٍ ممتدةٍ للتعمق والفهم والاستيعاب ولكنها شيقة وقد تكون بإذن الله بوابتك للتأمل في أعظم إبداعاتِ بديعِ السماواتِ والأرضين».

وتابع شعبان  قائلًا: «وقد اصطفانا الله ليجعلنا في معيته ومن خاصته لمعرفةِ عظمته فى وظائفِ أعضاءِ الجسمِ البشري والإعجازِ والإبهارِ في تشريحهِ وفسيولوچيته وكيميائه هذا الكائن الذي يظن أنه شيءٌ صغيرٌ وفيه انطوي سر العالمِ الأكبرِ وفى أنفسكم أفلا تبصرون، إن المكانَ الذى أنتم فيه يتمناه الكثيرون خارج َهذه الأسوارِ اتقوا الله فى كل الذي تقولون اتقوا الخالقَ فى كل الذي تفعلون، اجتهدوا فمن اعتقد أنه قد أصبح طبيبا بعد التخرجِ فقد ضل الطريق إنها البدايةُ».

واستكمل :«أبنائي شبابَ الأطباءِ قبِّلوا أقدامَ آبائكم وأمهاتكم الذين ضحوا من أجلكم فمن لم يشعرْ بتلك التضحيةِ فهو جاهل جاحد، أحذركم من الجرائمِ الثلاثةِ من الكذبِ ومن الغرورِ ومن الغيرةِ أحذركم من المقارنةِ من حيث المرتبات أو ما تتقاضاه المهن الأخري، إن الأشياء لا تعرف بأسعارها لكن هناك ما ليس له سعر. قولوا لي بالله عليكم سعر تمثالِ رمسيس. إن العاقلَ يقولُ إن هذا الحجرَ له قيمةٌ وليس له سعرٌ، الطبيبُ المصري أعلى وأعظم من أن يكون له سعر بل له قيمةٌ قد لا يعرفها الكثيرون».

واستطرد : «أوصيكم خيراً بمرضاكم وخاصةً البسطاء منهم إن لم تستطيعوا أن تقدموا لهم شيئا فلا تحرموهم من ابتسامتكم فقد تمنحونهم بالبسمةِ أملاً فى الحياةِ، لا تتوقفوا عن التعلمِ ما دمتم علي قيدِ الحياةِ فوفاة مريضٍ من طبيبٍ كفءٍ عالمٍ قتلٌ خطأٌ، أما من الجاهل فهو قتلٌ متعمدٌ وشتان شتان بين الأمرين، إياكم أن تعتقدوا أنكم السبب فى شفاءِ أحدٍ أنكم تجتهدون لكن الشافي الوحيد هو الله عز وجل الله يشفي والطبيب يتقاضى الأتعاب، أبنائي هذا الوطن فضله علينا عظيمٌ جميله علينا عميمٌ آن الأوان أن نرد بعض الجميلِ لهذا البلدِ العظيمِ مصر».

 

يوم الطبيب المصري

 

وحسب نقابة الأطباء، يوافق اليوم الذكرى الـ45 على الاحتفال بيوم الطبيب المصري، ويعود الفضل في إنشاء أول مدرسة للطب في مصر، إلى محمد علي باشا، الذي عهد بالمهمة إلى الطبيب الفرنسي كلوت بك، وبعد تأسيسه لهذه المدرسة في أبي زعبل، صار كلوت بك رئيس أطباء الجيش، ومنحه محمد علي باشا لقب «بك» تقديرًا لجهوده في النهضة الطبية التي أحدثها في مصر.