بعد تأكيد بوتين «المعاملة بالمثل».. موسكو تعتقل أمريكيًا ثانيًا

الرئيس الروسي ونظيره
الرئيس الروسي ونظيره الأمريكي

للمرة الثانية خلال 3 أيام، أعلنت السلطات الروسية اليوم الاثنين، القبض على مواطن أمريكي في مدينة سان بطرسبرغ الروسية، نظرا لقيامه بتصرف «غير لائق» بحق طفلة تبلغ من العمر 15 عاما، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء الروسية الرسمية «تاس».

جاءت الواقعة بعد أيام من إصدار موسكو لاستراتيجيتها الجديدة للأمن والسياسة الخارجية، والتي تتضمن أن الولايات المتحدة محرك رئيسي للسياسات المعادية لموسكو.

وقالت الشرطة الروسية  لـ«تاس»، إن المشتبه به مواطن أمريكي دون أن تذكر اسمه، مشيرةً إلى أنها ضبطت مواطنًا أجنبيًا يبلغ من العمر 36 عاماً، للاشتباه في ارتكابه الجرم المحدد في مبنى سكني بالشارع الرئيسي، ميتالوستروي، بمقاطعة كولبنسكي.

وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قد أعلنت عن اتصال هاتفي أجراه الوزير أنتوني بلينكن، أول من أمس، مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، تحدث خلاله عن الأمريكيين المحتجزين: الصحفي إيفان غيرشكوفيتش، وبول ويلان، حسب بيان الخارجية.

وأكدت الخارجية القلق البالغ من جانب واشنطن  بشأن احتجاز روسيا غير المقبول للصحفي الأمريكي، ومطالبة بلينكن لافروف بالإفراج الفوري عنه، كما حثه على دفع الكرملين في اتجاه الإفراج الفوري عن المواطن الأمريكي المحتجز ظلما بول ويلان.

رد روسي قاطع بشأن الصحفي الأمريكي

وفي المقابل، جاء رد الخارجية الروسية في بيان إن لافروف أبلغ بلينكن أن مصير مراسل «وول ستريت جورنال» الموقوف بيد القضاء الروسي، كما انتقد لافروف وسائل الإعلام الغربية، وألقى باللوم على واشنطن التي عملت علي تسييس اعتقال الصحفي.

وكانت موسكو قد أعلنت منذ عدة أيام عن توقيف صحفي أمريكي يدعى غيرشكوفيتش، يعمل مراسلًا لصحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية في موسكو، بتهمة التجسس، وهي المرة الأولى في روسيا التي يتم فيها اعتقال صحفي أمريكي على خلفية اتهامات بالتجسس منذ الحرب الباردة.

عداء الولايات المتحدة محور الاستراتيجية الروسية الجديدة

وأصدرت روسيا منذ يومين الاستراتيجية الروسية الجديدة للأمن والسياسة الخارجية وتضمنت: «الولايات المتحدة الأميركية هي المحرك الرئيسي والمصدر الأساسي للسياسة المعادية لروسيا، وأكبر تهديد يواجه العالم وتطور البشرية»، وأكدت موسكو اتباع منهج «المعاملة بالمثل» في علاقتها بواشنطن.

وأكدت اعتبار الجيش السبيل إلى صد ومنع أي هجوم مسلح ضدها أو ضد أي من حلفائها مع الدول الأخرى بالمثل.

كما أكدت الاستراتيجية توجه روسيا نحو تشكيل نظام عالمي يوفر أمنًا موثوقًا لجميع الدول، ويضمن تكافؤ الفرص بالنسبة إلى الجميع، بجانب تأكيد أن العمل على تحقيق هذه المساعي الروسية سينطلق من مبدأ «المعاملة بالمثل».