أحمد عطا يكتب: بيزنيس القواعد العسكرية الأمريكية في إسرائيل

ذات مصر

قبيل عملية طوفان الأقصى التي سيتذكرها التاريخ العسكري الدولي جيداً، ولن تسقط من ذاكرته العسكرية نظراً لحجم الوهم التي صدرته لنا الأجهزة الأمنية والاستخباراتية الإسرائيلية بأنها تملك المعلومة العسكرية السرية على مستوى العالم بل وتنفرد بها، حتى وقع طوفان الأقصى الذي قضى على حزمة من الأكاذيب التي رسّخها الموساد لسنوات طويلة، بل وحفرتها في الذاكرة العربية بأن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية تملك قدرات خاصة بل ونافذة داخل الحجرات المغلقة لحكام العالم وهذا غير صحيح.

لهذا كان لابد أن أضع أمام القارئ فساد بيزنيس القواعد العسكرية التي تدين نتنياهو، فقبل حدوث عملية طوفان الأقصى انتهت حكومة نتنياهو من تشييد قاعدة عسكرية رادارية في جبل هار كيريين شمال غرب صحراء النقب وهي قاعدة رادارية سرية على الرغم من نفي واشنطن لها أو المشاركة في تشييد القاعدة الرادارية، وهو ما كشف عنه موقع إنترسبت الأمريكي بعد مرور شهرين من عملية طوفان الأقصى، دفعني إلى أن أتوقف بالبحث والتحليل حول هذه القاعدة الرادارية أمام حزمة من المعلومات تتعلق بفساد نتنياهو الذي يراهن دائماً على حالة الانبهار بالقوة الإسرائيلية، وسعي الدول الخليجية لتوثيق زواج كاثوليكي سياسي واقتصادي معه، على أساس أن إسرائيل هي الملاذ الآمن لدول وحكومات كثيرة في المنطقة العربية. 

ونعود للقاعدة الرادارية التي فشلت في رشقات الصواريخ التي أطلقتها كتائب القسام مع هجمات طوفان الأقصى، واتضح أن هذه القاعدة الرادارية الهدف منها الكشف المبكر عن الهجمات الصاروخية لإيران وليس للقسام، هذه القاعدة موّلها البنتاجون بالكامل بلغت تكلفتها 580 مليون دولار في المنطقة العسكرية التي أطلق عليها 512، وتبعد هذه القاعدة عن حدود مصر 25 كيلومتراً وعن قطاع غزة 32 كيلومتراً، و عندما وقعت عملية طوفان الأقصى وقعت مشادة وصلت للتشابك بالأيدي. وحرصت وسائل الإعلام الإسرائيلية على عدم نشر تفاصيل هذا التشابك بين وزير الدفاع ورئيس الموساد ديفيد برنياع الذي فضح مكتب نتنياهو بأنهم حصلوا على عمولات وسمسرة من الشركة المنفذة للمشروع بقيمة 200 مليون دولار، وهو ما دفع وزير الدفاع يوآف غالانت إلى أن يهاجم رئيس الموساد ويحمله مسؤولية طوفان الأقصى بل هدده بمحاكمته، ووقتها هدد ديفيد برنياع بأن يكشف حجم الرشى التي تلقاها نتنياهو من دول عربية هو وحزبه، بجانب العمولات الضخمة التي كان سيحصل عليها من تنفيذ مشروع سكة حديد مع عدة دول عربية وأوروبية، لأن إسرائيل أبقت في الاتفاق حول هذا المشروع أحقيتها في اختيار الشركات التي ستنفذ المشروع. 

معنى هذا أن حكومة نتنياهو تصنف المنطقة العربية وفلسطين طاولة بيزنيس سياسي وعسكري في حالة الانتصار والهزيمة تحقق مكاسب من أطراف عربية، في نفس الوقت نتنياهو يعلم جيداً انه مهدد بشكل مباشر ليس من حماس ولكن من الإصلاحيين الجدد الذين علا صوتهم داخل إسرائيل وخارجها، بل طالبوا بمحاكمته، لهذا يعتبر نتنياهو أي خطوة نحو التفاوض لوقف الحرب هي انتحار سياسي له ولحزبه، ولكن يتبقى حجم المساعدات المالية المباشرة منذ عملية طوفان الأقصى الذي بلغ ٣٠ مليار دولار من أوروبا ومنظمات يهودية وأمريكا، والتي تدخل بشكل مباشر في حرب غزة، هذا بجانب الدعم العسكري الأمريكي والغربي (ألمانيا– فرنسا– بريطانيا) وقد بلغ 5 مليارات دولار كانت أبرزها صفقة الطائرات المسيرة المتطورة التي نقلتها ألمانيا إلى إسرائيل، لهذا أصنف نتنياهو بلاعب بوكر ينتظر أن يتحقق الحظ له بوقوف الفتاة الجميلة بجوار خصمه لكشف وحرق أوراق خصومه.